النقاش هو لغة العقل البشري السوي، ولكن دوما نقول إن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وهذا ما يجب أن يكون عليه النقاش الحضاري الذي نخرج منه في النهاية بفائدة حتى وان كانت فائدة قليلة أو بعيدة المدى. ولكن هناك نقاشا أزليا بين قطبي الحياة الأنثى وذكر، ومن خلال النقاش كان النتاج ماذا يا ترى لكلا الطرفين؟ يحكى انه قال لها ذات نقاش: ألم تخلصي أن الكون هذا المحيط بنا ذكر. فأجابته: بلى ويحكى أن الكينونة أنثى. قال لها متحديا: ألم تدركي أن النور في الأصل ذكر. فقالت له: ولا يغيب عن بالك وإدراكك أن الشمس أنثى. قال لها متفاخرا: أوليس الكرم ذكرا. أجابته بضحكة: نعم ولكن الكرامة يا سيدي أنثى. قال لها مشهرا سيف كلماته: ألا يعجبك. فقالت: بلى إذن يا سيدتي الجميلة أن الشِعر ذكر. وبغنج.. رويدك يا سيدي الفاضل: وأنا يعجبني أكثر أن المشاعر أنثى. ليزأر بقوله: إن العلم يرفع بيوتا لا عماد لها .. فهل تعلمين أن العِلم ذكر. تمط شفتيها بعدم مبالاة: نعم، ولكن لا تنس أن المعرفة أنثى. فأخذ نفسا ً عميقا ًوهو مغمض عينيه ثم عاد ونظر إليها بصمت للحظات وبعد ذلك قال لها متهكما: ولكني قد سمعت أحدهم يقول إن الخيانة أنثى. فقالت له بإصرار: وأنا رأيت أحدهم يكتب على قلب الصفحات البيضاء أن الغدر ذكر. مستجمعا قواه قائلا لها: وأنا رأيت رجلا ذات شروق يصرخ ويشتم النساء وأصر على أن الخديعة أنثى حقيقية. فقالت له: بل إن جميع النساء يؤكدن أن الكذب ذكر. ما رأيك؟ تتعالى ضحكاته قائلا لها: هناك من أكّد لي أن الحماقة أنثى يا سيدة الذكاء. تشاركه الضحك ومع تعالي الضحكات قالت: لقد أثبت التاريخ لنا النساء أن الغباء ذكر. بنبرة الغضب: أنا أظن أن الجريمة أنثى. تحاول السيطرة على الموقف: ان أول جريمة على هذه الأرض كانت بيد رجل وبذلك أنا أجزم أن الإثم ذكر منذ الأزل يا سيدي. صعق: قال لها: ولكني علمت وتعلمت من هذه الحياة أن البشاعة أنثى. فضلا يا سيدي قف عند كلماتك قليلا وانظر إنك أدرجت الحياة وهي أنثى وهى أيضا من علمك لنعود إلى بداية الحوار حين أخبرتك أن المعرفة أنثى، وها أنت تؤكد لي ولذاتك هذه الحقيقة وردا على ما قلت الآن: فأنا أدرك أن القبح ذكر، أيها الذكر. شعر أن زمام الوضع من بين يديه ينفلت، تنحنح ثم أخذ كأس الماء فشربه كله دفعة واحدة أما هي فخافت عند إمساكه بالكأس مما جعله يضحك فقد شعر انها توجست منه الغدر، شعرت بالتقاط خوفها فابتسمت ما أن رأته يشرب وعندما رآها تبتسم له قال لها طاردا خوفها: يبدو أنك محقة فالطبيعة أنثى. بارتياح شديد: وأنت قد أصبت فالجمال ذكر. وهنا بات الوضع فيه اختلاف لكلا الطرفين بعد هذا الاستعراض الكبير ليقول: لا بل السعادة أنثى. أجابته: ربما، وقد يكون مصطلح الحب ذكرا، مادامت اللغة أنثى توجه للأنثى من مصدر الحب الذكر. بشيء من الأدب قائلا: أنا أعترف بأن التضحية أنثى جميلة كلنا نحتاج إليها لنعيش. فقالت: وأنا أقر بأن الصفح ذكر يقودنا دوما إلى مصالحة مع الذات والآخرين يا سيدي. وتحت وطأة هذا الجمال في الحديث قال: ولكنني على ثقة بأن الدنيا أنثى خضرة نضرة تتسع للجميع بين جنباتها الكبيرة. بدلال جم وتواضع تقول: وأنا على يقين بأن القلب ذكر يعيش بين أضلاع الأنثى في جميع أحوالها يا سيدي. ثم قال بإجمال ألا ترين معي أن للحياة عدة أوجه للجانبين يا مولاتي الجميلة، فلو نظرنا إلى السعادة فهي مؤنثة ومن يعاكسها هو الحزن ذاك المذكر، والحياة ذاتها مؤنثة والموت من يغيب الحياة مذكر، ولا تنسي الصحة المؤنثة ومن يحرمنا منها المذكر وهو المرض، فما رأيك أن نتعاهد على الصلح خاصة وان كلانا يتمم التالي في كافة أمورنا . وسيبقى الحوار مستمرا طالما أن السؤال ذكر والإجابة أنثى وبس.