في هجمة غير مسبوقة من المستوطنين والرسميين الإسرائيليين، اقتحمت مجموعات منهم المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة قوات من القوات الخاصة والشرطة والمستعربين، بحجة الاحتفالات برأس السنة العبرية الجديدة وقاموا بجولات في أنحائه، تصدى لهم خلالها العشرات من المصلين والمعتكفين والطلاب الذين تمكنوا من اختراق الحصار المشدد منذ يومين على المسجد، وذلك بالتكبير والتهليل، واشتبكوا مع قوات الاحتلال التي أطلقت وابلا من القنابل المسيلة للدموع والصوت والرصاص المطاطي، ما أسفر عن اصابة 23 مصليا من بينهم أربعة مسنين بينهم امرأة. وتمكن مئات الفلسطينيين من الدخول الى المسجد ظهر الأربعاء، بعد يومين من الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال لتأمين الاحتفالات العبرية. وأوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني ان الشرطة الإسرائيلية فتحت بعض أبواب الأقصى وسمحت للمصلين بالدخول الى المسجد دون تحديد أعمار، لافتا ان الشرطة حاصرت الأقصى منذ صلاة فجر الثلاثاء حتى ظهر الاربعاء لتمكين المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين من الاقتحام. وأضاف ان قوات الاحتلال كسرت بعض نوافذ وأبواب المبنى القبلي في الحرم القدسي، وألقت بداخله مئات القنابل الصوتية ورشت غاز الفلفل باتجاه المصلين المتواجدين داخله في انتهاك صارخ لقدسية المسجد وفي تدخل سافر وجريمة بحق المقدسات الإسلامية. وأكد الكسواني ان القوات الخاصة أخرجت بالقوة العشرات من المرابطين وهم من كبار السن الى خارج ساحات المسجد الأقصى، في محاولتها لتفريغ الاقصى بشكل كامل للمستوطنين. وأوضحوا ان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي «اسحق اهرنوفتش» تواجد منذ الصباح عند باب المغاربة، وأشرف على عملية الاقتحام. وقد اندلعت مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى بعد صلاة عشاء الثلاثاء، حيث شددت السلطات الإسرائيلية من حصارها وقامت فجر الأربعاء بالاعتداء على المصلين في باب المجلس وباب السلسلة، ومنعت الجميع من الدخول فاندلعت مواجهات استمرت 3 ساعات متواصلة، وأصيب خلالها 19 مواطنا بجروح متوسطة، كما أصيب حارس المسجد الأقصى نبيل ابو خروب بقنبلة صوتية في قدمه وفتحي الهنيني في كتفه ويعقوب ابو عبدالرحمن في وجهه وساقه، وأصيب 13 مواطنا بالأعيرة المطاطية وشظايا القنابل الصوتية، والعشرات بحالات اختناق وحروق بالفلفل السام، خلال المواجهات المستمرة في مبنى المسجد القبلي. وأفادت عيادة المسجد الأقصى (باب القطانين وباب المرواني) أن 23 مواطنا أصيبوا في أقدامهم خلال المواجهات ورفضت الشرطة إخراج أية اصابة وفرضت تدقيقا في الدخول والخروج. واشتدت المواجهات بعد اقتحام وزير الاسكان المتطرف أوري اريئل وقيامه بجولة في المسجد الأقصى، محميا بقوات أمنية. كما اقتحم المسجد وزير الامن الداخلي أسحاق اهرنوفتش، وقام بالسير في الساحة المقابلة لباب المغاربة واستمع لشرح من ضباط الشرطة والقوات الخاصة عن المسجد والمعتكفين والوضع الامني. وأكد حراس الأقصى ان تواجد المئات من المصلين حال دون اقتحام العشرات بل المئات من المستوطنين الذين اصطفوا في ساحة البراق يريدون اقتحام المسجد الأقصى وبأعداد كبيرة. وأفادوا أن ثمة من يشجعهم على الاقتحام، فقد قام أكثر من مائة متطرف بأداء طقوس دينية عند باب السلسلة شملت الانبطاح أرضا. وشدد الحراس ان اشرس الاقتحامات كانت تلك التي رافقت اقتحام وزير الأمن الداخلي «اسحق اهرونوفتش» حيث كما يبدو ان المقتحمين من القوات الخاصة باللباس المدني يرافقهم مرشد وضابط كبير وعدد من المشرفين إذ كانت خطواتهم وجولتهم مدروسة ولمناطق محددة خاصة منطقة المصلى المرواني والباب الذهبي. وكانت لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي قد أوصت بالضغط على الشرطة الإسرائيلية لتوفير أعلى مستوى من الأمن والحماية للمستوطنين الذين يريدون اقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال الأعياد اليهودية، وهددت رئيسة اللجنة «ميري ريجيف» بإحضار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي وقائد الشرطة العام إلى اللجنة من أجل إعطاء إجابات حول ما ادعت بوجود مضايقات على اقتحامات المستوطنين للأقصى. في المقابل قالت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال الإسرائيلي انه اصيب في البلدة القديمة التي تشمل المسجد الأقصى، 5 من افراد الشرطة وأكدت ان وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش مع مفوض الشرطة العام الجنرال يوحنان دنينو كانا قد تجولا نهار الاربعاء في منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة مطلعين على ترتيبات مع انتشار وعمل كافة وحدات وقوات الشرطة عن كثب. وقالت انه نتيجة الاحتجاجات الفلسطينية تمكن افراد طاقم شرطة وحرس حدود من اعتقال فتى قاصر الذي تبين لاحقا انه لم يتجاوز من العمر 9 اعوام مع رشقه الحجارة تجاه مركبة اسرائيلية عابرة في حي الطور شرق البلدة القديمة. وكشفت الناطقة الإسرائيلية انه حتى مساء الاربعاء اعتقلت شرطة الاحتلال في القدس نحو 69 فلسطينيا بحجة الاخلال بالنظام، والتي تضمنت رشق الحجارة والمفرقعات وغيرها، وبما يشمل 41 قاصرا و21 بالغا، اضافة الى ضبط 11 فتى. وجاء في بيان مشترك للهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس التأكيد على أن الغطرسة الإسرائيلية لن تكسب اليهود أي حق في المسجد الأقصى، وأن أحلام اليهود فيه ستذهب أدراج الرياح وستتكسر أمام صمود المرابطين الذين نهيب بهم دوام المرابطة. كما حذر مفتي الديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى محمد حسين من العواقب التي ستجر إليها المنطقة برمتها جراء تصاعد وتيرة الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك. وقال إن استمرار الاعتداء على المسجد المبارك ينذر بحرب دينية وشيكة، موضحاً أن السلطات الإسرائيلية تمنع المصلين المسلمين من دخوله وإعماره، وتفرض عليه حصاراً مشدداً، بهدف إفراغه من أي منافح عنه، ليستفرد المتطرفون به، مستخدمة وسائل القمع المختلفة ضد المواطنين الأبرياء العزل.