كشف مستثمرون وعاملون في قطاعات الفواكه والخضار بالسوق المحلي عن ارتفاع معدلات عقود المستثمرين السعوديين مع مزارعي الدول الأوروبية والتي شهدت انخفاضا ملحوظا في أسعار منتجاتها بنسبة 20% بعد قرار الحظر الروسي على استيراد الخضار والفواكه من أوروبا وأمريكا. وقال المستثمرون ل «اليوم» إن حجم استهلاك السوق السعودي من الفواكه الأوروبية بعد قرار الحظر الروسي يفوق 50 ألف طن بقيمة تتجاوز نصف مليار ريال، وسيفوق ارتفاع حجم الاستهلاك خاصة بعد انخفاض الأسعار الى الضعف وذلك لسد حاجة السوق السعودي من الطلب بكافة أصناف الفواكه والخضار. وأكد سيف الله شربتلي عضو اللجنة التجارية في غرفة جدة وأحد كبار المستثمرين في السوق المحلي، ارتفاع حجم استهلاك منتجات الفواكه والخضار من الدول الأوروبية والأمريكية خلال الفترة المقبلة الى الضعف في ظل انخفاض الأسعار التي ستتجاوز 20% والتي شهدت انخفاضا نتيجة قرار الحظر الروسي. وقال شربتلي إنه منذ تطبيق قرار الحظر الروسي من الطبيعي أن تنخفض الأسعار مقابل كميات كبيرة من الفواكه متوفرة بالأسواق الأوروبية، وذلك أسهم بشكل كبير في رفع مستثمري السوق المحلي الحصة السوقية للاستحواذ على السوق الأوروبية في ظل انخفاض الأسعار ويتوقع وصول الكميات الجديدة من الخضار والفواكه خلال الأيام المقبلة. وأشار شربتلي الى أن حجم الانفاق على استهلاك الفواكه الأوروبية من قبل المستثمرين السعوديين على شراء كميات كبيرة تقدر بأكثر من 50 ألف طن يفوق نصف مليار ريال، حيث إن الخطوة التي يعتمد عليها مزارعو الدول الأوروبية ستضطر دول الاتحاد الاوروبي الى تصدير منتجاتها بكميات أكبر وأسعار أقل، مبينا أن الأسعار ستكون مستقرة في السوق المحلي ولن تكون هناك أي ارتفاعات أو متغيرات سعرية جديدة. وحظرت روسيا منذ بداية أغسطس الماضي واردات المنتجات الغذائية والزراعية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والنرويج وكندا وأستراليا، ويأتي الحظر الذي سيستمر عاما ردا على العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. ووفقا للمفوضية الأوروبية يؤثر الحظر على ما قيمته 5 مليارات يورو ( 6.5 مليارات دولار) من صادرات الاتحاد. وبحث وزراء الزراعة في الاتحاد في اجتماع عقد مؤخرا إمكانية التعويض المالي للمزارعين الأكثر تضررا من الحظر. وكانت فاكهة التفاح البولندي أحد الأمثلة التي ذكرها وزير الزراعة الفرنسي ستيفان لو فل الذي تحدث عن صادرات «هائلة» من التفاح إلى روسيا والبالغ حجمها 700 ألف طن. ومن جهته، كشف تقرير صدر عن بنك «أي إن جي» الهولندي أن حظر روسيا استيراد الفواكه والخضار من الاتحاد الأوروبي قد يكلف الاتحاد 6.7 مليار يورو. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن الاقتصادي في بنك «أي إن جي» راؤول ليرينج قوله «التأثير المحتمل للحظر الروسي على واردات المنتجات الزراعية لا يقتصر على فقدان الفواكه والخضروات سريعة التلف بل له تكلفة إضافية وهي فقدان 130 ألف وظيفة» ووفقا للمحللين في البنك، من الناحية النقدية، أعظم الخسائر ستلحق بألمانيا، حوالي 1.3 مليار يورو. ومن ناحية فقدان الوظائف الأكثر تضررا بولندا، التي سوف تفقد حوالي 23 ألف وظيفة. بشكل عام، ستكون دول البلطيق الأكثر تضررا: ليتوانيا قد تفقد 0.4٪ من ناتجها المحلي الإجمالي، إستونيا- 0.35٪، لاتفيا- 0.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي.