أكد الداعية الشيخ د.عصام الحميدان أستاذ التفسير بجامعة البترول أن كثيرًا من الخريجين الشرعيين والمتخصصين ليس لهم دور في مجتمعهم، وقال: إن هذه مسؤولية تجاه الله تعالى وخلقه، داعيًا أهل العلم والخبرة والدراية أن يقدموا لمجتمعهم قدر ما يستطيعوا ليواجهوا الجهل، ويقاوموا الشبه والتخبط. ويرى الحميدان أن هناك اتفاقًا بين المسلمين من أقاصي الشرق إلى أدناها على القرآن الكريم الواحد، لافتًا النظر إلى أن أبرز مدرسة لصغار الحفاظ توجد في طاجيكستان وليس في بلد عربي. مشيرًا في الوقت نفسه إلى حرص المملكة العربية السعودية على خدمة القرآن الكريم من خلال سفاراتها بتوفير المصاحف للجاليات المسلمة والأقليات المسلمة، وإقامة المسابقات الدولية لحفاظ القرآن الكريم في العالم، وتسهيل مهمة الدعاة لنشر القرآن الكريم.. إلى الحوار: ماذا عن سجلك البحثي؟ وهل هو منشور في أي وسائل إعلامية؟ في سجِلّي البحْثيّ توجد أبحاث في دوريات محكمة (جميعها ألفتها بالانفراد): ومن مصادر التفسير السيرة النبوية (1424ه)- مجلة الحكمة- العدد 27، ومنسك عطاء بن أبي رباح (1425ه)- مجلة البحوث الإسلامية- العدد 72، وأحكام رحاب المساجد (1426ه)- مجلة البحوث الفقهية- العدد 66، والآيات التي استشهد بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه القولية (1429ه/2008م)- مجلة معهد الإمام الشاطبي بجدة التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم- العدد السادس، والوظيفة ومرادفاتها في القرآن الكريم (1430ه/2009م)- مجلة الدراسات القرآنية في الرياض الصادرة عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه-العدد الرابع. وهناك أبحاث قدمت في مؤتمرات ونشرت في سجلاتها من بينها بحث رعاية البيئة من منظور إسلامي «تم تحكيمه» قدم لندوة رعاية البيئة في الشريعة والقانون بكلية الشريعة بسلطنة عمان في 1-3/2/1423ه، ووزِّع مع أبحاث المؤتمر. وهناك بحث عن السيرة النبوية من خلال أهم كتب التفسير «تم تحكيمه» قدم لمؤتمر (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) المقام في المدينةالمنورة برعاية مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف- 15-17/3/1425ه، ونشر في أبحاث المؤتمر. وبحث أخلاقيات المهنة في الإسلام (تم تحكيمه)- قدم لمؤتمر الثقافة العربية الإسلامية بين الوحدة والتنوُّع بجامعة المنيا في مصر في جمادى الأولى 1429ه، ونشر في كتاب المؤتمر- الجزء السابع. وكتب وتقارير علمية محكَّمة وكتاب الشخصية الإسلامية المعاصرة الجوانب الأخلاقية والسلوكية من تأليفي بالاشتراك مع د.عبدالرحمن هوساوي- مدعوم من قبل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وكتاب أخلاقيات المهنة في الإسلام وتطبيقاتها في أنظمة المملكة العربية السعودية من تأليفي بالانفراد مدعوم من قبل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن- عام 2007م- نشر في طبعته الأولى عام 1430ه، وقررت الجامعة تدريس الكتاب كمقرر لمادة أخلاقيات المهنة. وأبحاث وكتب منشورة غير محكَّمة وكتاب تطوُّر الثقافة الإسلامية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بالاشتراك مع د.عبدالله الحاج ود.عبدالله العساف. بجانب بحث «الحوار في القرآن الكريم» ضمن كتاب «الأمن رسالة الإسلام» الذي قام قسم الدراسات الإسلامية والعربية بنشره برعاية الجامعة في 1426ه. وقدمت ورقة مقدمة لندوة «استخدام التقنية في تدريس المواد العربية والإسلامية المساندة» بعنوان: تجربة تطوير مقرر دراسي إلكترونيًا. وقدمت كتاب أسباب النزول للواحدي (ت468ه) تصحيح الكتاب بالرجوع إلى المصادر الأصلية وتخريج الأحاديث والآثار الواردة. وكتاب الصحيح من أسباب النزول جمعت فيه الروايات الصحيحة من كتب أسباب النزول والتفاسير. حدثنا عن عضوية الجمعيات العلمية التي انضممت إليها؟ أنا عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالرياض منذ تأسيسها عام 1424ه وحتى الآن. ورئيس اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه في المنطقة الشرقية منذ 1/1/1432ه حتى الآن. وعضو مجلس إدارة اللجنة الاجتماعية بحي الروضة بالدمام التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية منذ تأسيسها عام1425ه حتى عام 1430ه. وعضو اللجنة الشرعية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي في المنطقة الشرقية منذ 1/1/1425ه حتى الآن. ورئيس اللجنة الفرعية للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية منذ تأسيسها في محرم 1428ه حتى 1/1/1433ه. وعضو الجمعية التأسيسية للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة التابعة لرابطة العالم الإسلامي منذ عام 1428ه حتى 1/1/1433ه. ومستشار أسري في لجنة تيسير الزواج التابعة لجمعية البر في الدمام من 1/11/1422ه- 1/7/1425ه. فضيلتكم خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. ما المحفزات التي جعلتك تلتحق بهذه الكلية دون سواها؟ وماذا استفدت منها؟ يقف وراء ذلك أمران؛ الأول نصيحة شيخي الدكتور إبراهيم البريكان -يرحمه الله-، والثاني اهتمامي منذ الصغر بحفظ القرآن الكريم في حلقات التحفيظ، وكلية أصول الدين بالرياض وقتها هي المهتمة بالدراسات القرآنية. تمتلكون صوتًا جميلًا في قراءة القرآن الكريم.. ما الأصوات التي كنت تحب الاستماع لها وتأثرت بها ومن ثم شكلت هوية صوتكم؟ عندما بدأت الإمامة في مساجد الرياض عام 1404 ه لم يكن هناك أصوات رخيمة منتشرة مثل هذه الأيام عدا القراء المشهورين كالمنشاوي وعبدالباسط -يرحمهما الله-؛ ولذلك كان الصوت الذي وهبني الله إياه ابتداء ومنحة وليس تقليدًا أو تشكيلًا من قراء سمعتهم. تبقى في عملكم كإمام وخطيب لمسجد.. ما المعايير التي يجب أن تتوفر في الإمام الناجح والخطيب المؤثر في الناس؟ الإمام والخطيب له مواصفات مهمة، منها الثقافة الواسعة بأحوال المجتمع وأحوال المسلمين، والاختلاط بالناس وزيارتهم في الحي والتباسط معهم، ومشاركتهم في مناسباتهم، والمهارة في الإلقاء والصوت، والتحضير الجيد للكلمات الملقاة والخطب، والإحساس بالمسؤولية تجاه المسجد، وتنشيط دوره في المجتمع والحي خصوصًا، والتواصل مع الجهات الرسمية للتعرف على آخر المستجدات. والحكمة في اختيار الموضوعات والكلمات. على أي أساس تختار موضوع خطبة الجمعة؟ وهل تستشير أحدًا في عنوانها أم تمنح لنفسك الحق كاملًا في هذا الأمر؟ موضوع الخطبة اجتهاد من الخطيب يعتمد على حدث مهم في البلد، أو في بلاد المسلمين، أو قضية مشكلة تحتاج لطرح وتوضيح كالأسهم، أو مناسبة دينية كالحج ورمضان، أو مشكلة اجتماعية منتشرة كالعمال والخدم والعقوق، وأحتاج أحيانًا إلى الاستشارة في موضوع الخطبة من جماعة الجامع، أو أهل الخبرة، وفي الغالب يكون اختياري الشخصي. عملتم مدرسًا بالمعهد العلمي بالدمام، ثم معيدًا بكلية أصول الدين، ثم أستاذًا مساعدًا بقسم الدراسات الإسلامية والعربية.. كيف تقيم الاستفادة التي حصلتم عليها خلال هذه الفترة؟ وهل من موقف حصل لك تتذكره مع الشيخ حمد الزيدان؟ الاستفادة كبيرة جدًا في المجال العلمي والعملي والوظيفي والاجتماعي، ومنها: أداء رسالة العلم والتعليم التي أرشد إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- والعلاقات الاجتماعية مع الأساتذة الكرماء وأولياء الأمور المحبين والطلاب الذين لا ينسون الأستاذ الناصح مهما كبروا. والتمييز بين الطريقة الحسنة للإدارة والمدير المتفهم وبين المدير المتسلط والإدارة المصلحية. ومنها زيادة العلم الشرعي والاطلاع حتى الدكتوراة وما بعدها، بعد أن كانت المعلومات عامة بعد البكالوريوس. أما الشيخ حمد الزيدان أبو محمد -رحمه الله- فهو إمامي في الأدب وحسن الخلق، إضافة إلى أنه كان مديري في المعهد العلمي لسنوات، وشهادة جميع أهل المنطقة له بذلك مشهورة، ومواقفه معي كلها مشرفة وحسنة، ولذلك لما بلغ طلب النقل إلى وزارة الأوقاف طلبنا من جامعة الإمام إبقاءه في المعهد لأنه لا يعوَّض. وهل لا تزال المعاهد العلمية تقوم بدورها الذي أنشئت من أجله؟ نعم بالتأكيد، ولكنها تحتاج إلى مجاراة لطرق التدريس الحديثة، وتطوير المناهج الشرعية واللغوية. نلت درجة الماجستير في موضوع «أسباب النزول وأثرها في التفسير».. ما الذي قصدت إيصاله للناس من وراء هذا العنوان؟ إن القرآن الكريم له مناسبات نزلت فيها، وهذه المناسبات تلقي الضوء على الحكم والملابسات والتدرج في التشريع؛ لذا فنحن بحاجة إلى التعرف على هذه المناسبات التاريخية التي تتعلق بأقدس كتاب على الأرض القرآن الكريم، وربطها بمعاني الآيات. كانت لكم مناصحات للشباب الذين غلوا في الدين.. فهل ما زالت تلك الشبهات في شباب هذا الجيل أم أنها ولله الحمد تلاشت؟ لا أعرف أحدًا ممن ناصحناهم بعدم الغلو لا يزال مستمرًا على غلوّه، بل ولله الحمد كلهم رجع إلى الصواب، ولكن تتجدد هذه الظاهرة في كل عصر خصوصًا في عصرنا المنفتح بمعلوماته وأخباره بكل ما فيها من غث وسمين وطيب وخبيث؛ ولذلك تستمر المناصحة في خطب الجمعة، والاستشارات الفردية. ما الطريقة المثلى لفهم القرآن العظيم والتدبر في معانيه؟ يجب ملء القلب بالإيمان حتى يعظم القرآن الكريم ويعظم الله تعالى ليتلقاه بكل إجلال. والاطلاع على بعض التفاسير المختصرة الموثوقة، وخيرها التفسير الميسر إصدار مجمع الملك فهد بالمدينة. والاطلاع على الأبحاث الجديدة في الإعجاز العلمي، وإعمال العقل في التدبر في القرآن الكريم كما أمر الله تعالى به بقوله: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، وقوله: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)، وقوله: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا)، وسؤال أهل الاختصاص عما أشكل منه، والقرب من اللغة العربية والبلاغة والتعرف على أساليبها لفهم القرآن الكريم العربي المبين. لكم رحلات في مؤتمرات للقرآن حول العالم.. ما أبرز مشاهداتك؟ رأيت اتفاق المسلمين من أقاصي الشرق إلى أدناها على القرآن الكريم الواحد، فأينما ذهبت أسمع القرآن الكريم نفسه باللغة العربية الفصيحة، وهذه مزية نفرح بها في كتابنا وديننا ولغتنا. كما رأيت أبرز مدرسة لصغار الحفاظ توجد في طاجكستان وليس في بلد عربي. وهذا يدل على حرص أبناء المسلمين في كل مكان على تحفيظ أبنائهم للقرآن الكريم، واستشعرت بحرص المملكة العربية السعودية على خدمة القرآن الكريم من خلال سفاراتها بتوفير المصاحف للجاليات المسلمة والأقليات المسلمة، وإقامة المسابقات الدولية لحفاظ القرآن الكريم في العالم، وتسهيل مهمة الدعاة لنشر القرآن الكريم. ووجدت أن هناك حاجة لإنشاء مدارس للقرآن الكريم في بعض بلاد المسلمين الذين لا يجدون المال الكافي لبناء المدارس أو رواتب المدرسين، فكثير من المدن والقرى التي زرناها في أفريقيا وشرق آسيا تفتقر إلى مدرس أو مصاحف أو غرفة يجتمعون فيها. ورأيت أن الجمعيات القرآنية في المملكة العربية السعودية تتحرى وتتثبت في إنشاء مشاريعها، ولا توكل عليها إلا الثقات المشهود لهم في تلك الدول بالصلاح والحرص واستقامة العقيدة والمنهج.