نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة امس أعمال المؤتمر العالمي الأول لتعليم القرآن الكريم الذي تنظمه الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي خلال الفترة من 22-24 /6/1431ه وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة. وقد بدئ الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. بعد ذلك ألقى الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بن علي بصفر كلمة بهذه المناسبة. ثم قدم عرضاً مرئياً عن الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم يتناول أنشطة الهيئة وأعمالها ودورها في خدمة القرآن الكريم، عقب ذلك ألقى المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب رئيس مجلس منظمة الدعوة الإسلامية كلمة ضيوف المؤتمر قال فيها: "هذا اليوم يوم خير وبركة، يجتمع فيه الجميع بكل سعادة وسرور على مائدة القرآن الكريم، مع من خصهم الله بحمل كتابه الكريم وتعليمه". وأكد أن الجميع ينعم في بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما قيض الله لهذه البلاد من قادة مخلصين حكماء بكل أمن وطمأنينة أرسوا دعائم العدل والأمن والاستقرار وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز - رحمه الله. إثر ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم كلمة. بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة قال فيها: "إنّ الله تعالي أنزل كتابه العزيز ليكون هداية ونورا للناس جميعا، ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وجعله منهاج حياة". وأشار إلى أن القرآن يهدي أتباعه إلى السعادة في الدنيا والآخرة ومؤكدا أن الرعيل الأول الذين شهدوا نزول القرآن تعلّموه وعلّموه خرجوا بهذا القرآن ليضيؤا به الأرض، وينشروه في أرجاء المعمورة، وليعمّ العدل والإحسان، مبينا أهمية المحافظة على القرآن حفظا وعلما وتدبّرا. وأكد سماحته أن ضعف المسلمين بسبب ضعفهم أمام القرآن فهو القوة الروحية لهم وتدارك هذا الضعف بالاهتمام بتعليمه ونشره بين أبناء الأمة لحمايتهم من الأفكار الضالة والآراء المنحرفة مطالبا الاستعانة بالخبرات العلمية وإشراك الآراء في تعليم القرآن، ودعا الله أن يحقق المؤتمر أهدافه خاصة أنه يقام على أرض الحرمين الشريفين، مشيدا برعاية المملكة لهذا المؤتمر وموجها شكره لولاة الأمر على رعايتهم له وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال المؤتمر العالمي الأول لتعليم القرآن الكريم وفيما يلي نصها: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي.. الحفل الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أرحب بهذا الجمع المبارك من أهل القران الكريم وعلمائه وقد اجتمعوا في بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي وقبلة المسلمين في المؤتمر العالمي الأول لتعليم القرآن الكريم حبل الله المتين وصراطه المستقيم من تمسك به فاز ونجا ومن شذ عنه خاب وخسر لأنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ومن أجل ذلك كانت عناية المسلمين في كل عصورهم بهذا الكتاب الجليل، قراءة وحفظا وتدبرا وعملا، وحرص دولهم ومؤسساتهم على خدمته ونشره. ولقد كان للمملكة العربية السعودية قصب السبق في ذلك ولله الحمد والمنة حيث أسس الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - هذه الدولة على القرآن الكريم دستورا ومنهاجا، مؤكدا أنه لا عز لنا إلا أن نتمسك بهدي كتاب الله العزيز، وهكذا قامت المملكة العربية السعودية على حب القرآن وتعظيمه واحترام أهله، نعتز ونفخر بتحكيمنا له واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وبأنه مصدر قوتنا واستقرارنا وعزتنا، وإيمانا بأهمية الرسالة التي يحملها حرصت هذه المملكة منذ تأسيسها على خدمة كتاب الله بطباعة المصحف الشريف، ونشر تراجمه في العالم وتأسيس الكليات والمعاهد القرآنية ودعم مدارس تحفيظ القرآن الكريم، التي ينتظم فيها مئات الألوف من أبنائنا وبناتنا، وتأسيس القنوات المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية؛ لتجويد تلاوته وتدريس علومه آناء الليل وأطراف النهار. الحضور الكريم.. إن الأمة الإسلامية وهي تواجه اليوم كثيرا من التحديات أحوج ما تكون إلى الاعتصام بالقرآن الكريم والاشتغال بعلومه والاهتداء بوسطيته بعيدا عن مناهج الغلو والجفاء، فهو الحصن المنيع وحبل النجاة المتين للأمة الإسلامية من الانحراف والضلال حيث يقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله)، كما علينا أن نبين التفسير الصحيح لآياته بما يبطل حجج المرجفين الذين يتهمون ديننا وقرآننا بالتطرف والإرهاب، والجمود مع أنه دين السماحة واليسر والرحمة. ولسوف تواصل المملكة العربية السعودية بعون الله وتوفيقه حرصها على رعاية المشاريع ودعم المؤسسات التي تهتم بالقرآن الكريم وتحفيظه وتعليمه شاكرا لكم ولرابطة العالم الإسلامي والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم جهودكم المباركة لتحقيق هذه الغاية النبيلة. وأسأل الله لمؤتمركم كل التوفيق والسداد وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم كرم سموه الرعاة ومنظمي فعاليات المؤتمر. بعدها افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز المعرض المصاحب للمؤتمر.