تتابع حكومة العدو الصهيوني على أرضنا المحتلة ما يحدث في مصر بقلق يفوق قلق أمريكا وأوروبا وبعض دول الأصدقاء والأشقاء. فالأنظمة الثابتة المعروفة لا تشكل أي إزعاج لإسرائيل وخاصة تلك التي ارتبطت معها بمعاهدات معلنة أو اتفاقات جانبية أو على مستويات منخفضة من العلاقات أو متسترة أو من خلال وسطاء الظلام. ما يحدث في مصر. أزعج عقول وقلوب الصهاينة فالأنظمة غير الواضحة أو غير المستقرة تشكل خطراً قوياً عليها.. انظروا إلى هذا الانزعاج الواضح على موقف الأمريكان وهم يمثلون صمام الأمان لإسرائيل من خلال مبادراتها. ولكي تبقى إسرائيل قوية مدعومة في شرق أوسطي ضعيف فهي تناشد دائماً كل جغرافية الأرض من خلال أن إسرائيل دولة ديمقراطية تبحث عن علاقات إنسانية مع كل دول العالم. ساعات مجنونة ظالمة عادلة. ولكنها مطلوبة بعد صمت وانتظار للانعتاق من ظلم فئات محدودة ساهمت في صناعة الرفاه لنفسها وأغلقت أفواه الجياع ببعض الفتات ثورة شباب مصر. على امتداد أيام جعلت إسرائيل تطالب بضبط النفس وأن تكون الحكومة القادمة في مصر حريصة على اتفاقية السلام وخاصة سلام الشرق الأوسط. وكذلك أمريكا التي من الممكن لها السيطرة على مجموعة أنظمة عربية أو عقول عربية أو أصحاب مصالح عرب يحققون لها ضمانات أمن طفلها المدلل (إسرائيل) التي عجزت بعد أن تفاجأت مما يحدث في مصر عن إصدار بيان واضح من الموقف. لم يكن في ذاكرة أمريكا أبداً أن يكون للشعب العربي أي شعب عربي دور في صناعة القرار السياسي. أقول: الشارع العربي الذي عانى ويعاني سيكون سيد الموقف السياسي العربي القادم وبصراحة. لم يكن حراك تونس الذي أدى لسقوط النظام هو السبب الرئيس لأحداث مصر بل إرادة الله ثم الشعوب في صياغة تاريخ جديد للإنسان والأرض. ساعات مجنونة ظالمة عادلة. ولكنها مطلوبة بعد صمت وانتظار للانعتاق من ظلم فئات محدودة ساهمت في صناعة الرفاه لنفسها وأغلقت أفواه الجياع ببعض الفتات. هذا ما قاله طالب مصري في حديث على الهواء بثَّته فضائية أوروبية أوجز فيه فصلاً من تاريخ مكان وزمان وإنسان يبحث عن الخلاص.