لم تكن خسارة ليفربول 1-صفر أمام استون فيلا أمس الأول، مجرد إخفاق للفريق في بداية الموسم ولكنها أثارت علامات استفهام بشأن مدى امتلاك الفريق للعمق والقوة المطلوبين للتأقلم مع التحدي الثنائي الذي ينتظره هذا الموسم. ولاول مرة خلال أربع سنوات، يعود ليفربول للعب في دوري أبطال أوروبا وكان تركيز إستراتيجيته في سوق الانتقالات ينصب على تشكيل فريق كبير وقوي بما يكفي للمنافسة على جبهتين. ومع خوض الفريق للقائه أمام لودوجوريتس البلغاري على استاد انفيلد الثلاثاء القادم، قرر المدرب بريندان رودجرز اللجوء لسياسة التناوب بين لاعبي الفريق لأول مرة هذا الموسم، وإن كان على استحياء. وفي إصابة دانييل ستوريدج خلال مشاركته في مباراة مع منتخب انجلترا قرر رودجرز الإبقاء على رحيم سترلينج على مقاعد البدلاء، ومنح ادم لالانا أول فرصة للظهور مع الفريق لتقديم الدعم للمهاجم الوحيد ماريو بالوتيلي، بينما خاض الصربي لازار ماركوفيتش أول مباراة له في الدوري الانجليزي الممتاز ضمن خط وسط الفريق. وكان لدى رودجرز خيارات عدة في خط الهجوم. وحتى في ظل عدم وجود ستوريدج كان بوسع ليفربول تحمل وضع ريكي لامبرت لاعب منتخب انجلترا، والايطالي فابيو بوريني على مقاعد البدلاء وتم الدفع بالاثنين قبل نهاية اللقاء مع سعي ليفربول الحثيث لتسجيل هدف التعادل. وقال مدرب ليفربول للصحفيين: "الأمر يرجع للجميع هنا. التشكيلة التي نملكها هنا جيدة للغاية." وأضاف: "لم يساندنا الحظ لغياب لاعب أو لاعبين إلا أننا كنا نملك المهارة الكافية في العمق لصناعة الفرص مبكراً بشكل أكبر، كما بذلنا مجهوداً أكبر في الهجوم." وتقدم فيلا عقب مرور تسع دقائق عندما لعب فيليب سنديروس الكرة برأسه إثر ركلة ركنية من اشلي وستوود ليسجل جابريل اجبونلاهور من مسافة أربعة أمتار. ووضع هذا الهدف المبكر العبء على ليفربول لصناعة المزيد من الفرص، الا ان الفريق وجد صعوبة في اختراق الدفاع المنظم للضيوف. ولا يوجد اي مجال لإنكار حقيقة أن أصحاب الأرض افتقدوا جهود الثنائي الهجومي ستوريدج ولويس سواريز - الذي انتقل لبرشلونة الاسباني - حيث منح هذا الثنائي فريق ليفربول 56 هدفا في الدوري الموسم الماضي. كما افتقر ليفربول ايضا للسرعة والابداع واللعب المباشر، وهو ما يتميز به سترلينج وستوريدج. وتأقلم بالوتيلي بشكل جيد مع بعض الأساليب التي اتبعها مدافعو المنافس وخاصة سنديروس الذي بدا في بعض الاحيان كما لو انه يختبر قدرة المهاجم الايطالي على تجنب العصبية والاستثارة. الا ان بالوتيلي كان في أفضل حالاته عندما كان يحظى بالمساندة الهجومية وهو ما كان يشتت دفاع المنافس ويخلق المساحات التي يحتاجها المهاجم الايطالي. وكثيرا ما ظل بالوتيلي معزولاً وكثيراً ما كانت تحركاته متوقعة من قبل دفاع استون فيلا. وهذه هي ثاني هزيمة خلال أربع مباريات يخوضها ليفربول في الدوري هذا الموسم، وعلى الرغم من ان رودجرز سعى لامتداح اداء استون فيلا صاحب المركز الثاني في الترتيب، فإنه كان ذكياً بما يكفي ليدرك أين تكمن مشكلة فريقه. وقال: "نحن من الفرق التي تبدأ بسرعة كبيرة وبإيقاع مرتفع ولسبب ما فإننا لم نبدأ بهذا الشكل. في بعض الأحيان وعندما يتقدم أحد الفرق الجيدة نحو الهجوم أمامنا يكون من الصعب علينا اختراقه والتغلب عليه."