تقع ثرمداء في منطقة الوشم شمال غربي مدينة الرياض، ينتمي إليها الصحابي الجليل قيس بن عاصم التميمي سيد أهل الوبر وهي بلدة تاريخية كما يروي ياقوت الحموي في معجم البلدان أنها كانت قاعدة الوشم في زمانه، ولقد جعلها الباشا عاصمة له إبان الهجوم على الدرعية. ويعتبر موقعها مميزا لوقوعها بين الرمال الذهبية من جهة الشرق والمرتفعات الجبلية من جهة الغرب التي تنحدر منها الأودية الهامة مثل : وادي النخيل ووادي الصنع ووادي الجمل، ووادي الكليبية الذي استوطنه بني كليب من تميم في العصر الجاهلي وصدر الإسلام الذي منهم الشاعر " جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي ". وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان: ثرمداء: قال الأزهري: ماء لبني سعد في وادي الستارين، وقد وردته، يستقي منه بالعقال لقرب قعره، سميت بهذا الاسم نسبة إلى نبات الثرمد الذي ينبت في منطقة القاع، فأصبحت المنطقة الواسعة التي ينبت فيها الثرمد تدعى ثرمداء، فنسبت قرية ثرمداء للمنطقة. ومن أهم الأماكن الأثرية بثرمداء قصر العناقر وشهد هذا القصر في مراحل لاحقة ضيوفا كبارا دخلوه وحلوا ضيوفا على أمراء العناقر.. وكان آخرهم الأمير عبد الرحمن بن ناصر العنقري الذي عرف بالسخاء والكرم وأبناؤه من بعده. ويقع القصر داخل ثرمداء القديمة وداخل السور القديم المسمى العقدة، وقد تطور هذا السور في مرحلة أخرى ليصبح محيطه خمسة كيلومترات تقريبا.. يضم بين جنباته المزارع والآبار والمساجد والاسواق والبيوت. وللسور أربعة أبواب تغلق ليلا ونهارا وهي: باب الحويطة غربا، وباب الحياط جنوبا، وباب السقالة شرقا، وباب العرفجية شمالا.. ويدخل سور العقدة داخل هذا السور الواسع ثم يدخل قصر العناقر داخل سور العقدة. وكان موقع القصر في الزاوية الجنوبية للبلدة، ثم ما لبث ان اصبح مركز البلدة مع مرور الوقت واتساع العمران، ولو نظرنا الى الموقع العام للقصر بصورته الراهنة في الوقت الحاضر لوجدنا انه محاط بشارع بعرض 20 مترا باتجاه الغرب، ومسجد مسلح من الشمال الغربي بني على انقاض المسجد الجامع الطيني القديم، ومحاط بمبان طينية قديمة من جهتي الشمال والشرق. لا يسمح وضع القصر الحالي بإعطاء وصف دقيق لمكونات القصر الأثرية بسبب طول مدة خلو القصر من السكان والانهدامات التي سببتها السيول، خاصة السيل الجارف الذي أغرق البلدة القديمة في عام 1395ه. ومع ذلك فإن أجزاء لا بأس بها من القصر ما زالت على حالتها السابقة.. الأمر الذي يساعد الباحث ورجل الآثار على تتبع مكونات القصر وعناصره.وتبلغ مساحة القصر الاجمالية 1800 متر مربع تقريبا. ويحيط بالقصر خندق عميق من ثلاث جهات هي: الجهة الشمالية والجهة الشرقية والجهة الجنوبية. أما الجهة الغربية فلا تبدو فيها آثار خندق اما بسبب ان هذه الجهة كانت جزءا من سور البلدة الغربي القديم أو ان معالم الخندق قد اختفت في هذه الناحية. ويبلغ عمق الخندق 3 امتار واتساعه في الناحية الشمالية 4 أمتار والشرقية 6 أمتار والجنوبية 10 أمتار، ومحيطه سور حجري غاية في الدقة والنظام وتبلغ مساحة الخندق 1025 مترا.