(قصر الربض) اسم لقصر أثري، يُعد من أقدم وأشهر القصور الأثرية في إقليم الوشم، ويقع تحديداً في مدينة ثرمداء التي تقع شمال غرب مدينة الرياض، وتبعد عنها مسافة 160 كلم.. كما يعد هذا القصر ضمن آثار وبقايا الحصون والقلاع التي أقامها الأتراك والمصريون في ثرمداء أثناء غزواتهم على نجد واستقرارهم في تلك المنطقة لتكون مركزاً عسكرياً بديلاً للدرعية.. وأهمية موقع ثرمداء في ذلك الوقت أتاح لها الاستفادة من التبادل التجاري والحضاري، وذلك من خلال ما نقله عدد من الرحالة كالحاج مرتضى بن علي بن عدوان الدمشقي، والكابتن البريطاني سادلير الذي زار ثرمداء قبل تسعة عقود برفقة الرحالة عبدالله بن عبدالإله القناعي حامل لقب (خان باهادر)، والرحالة الشهير سانت جون فيلبي؛ حيث أشار هؤلاء الرحالة إلى وقوع ثرمداء على درب المسافرين وطرق الحج والقوافل القادمة من بلاد الشام وتركيا والعراق، وذلك من عام 1121ه إلى 1296ه، وأجمعوا على تميزها اقتصادياً وسياسياً. ومع شهرة هذا القصر اسماً إلا أنه يُعد من الأماكن المجهولة لدى البعض، ولم يحض بأي التفاته أو نصيب من الاهتمام رغم بقاء جدرانه وجزء كبير من أسواره شاهدة للعيان، إلا أن هناك من لا يميز بينه وبين بقية آثار وشواهد البلدة القديمة خاصة من غير سكان ثرمداء التي تزخر بالعديد من المواقع الأثرية. ولعل هناك سبباً آخر أيضاً وهو اهتمام الناس بالمتنزهات والأماكن الفسيحة حوله والعزوف خاصة من الشباب عن التعرف على الأماكن الأثرية، فهي لا تجذب أنظارهم ولا تُشكل عند البعض شيئاً له قيمته التي تستحق التعرف عليه، ومن هنا نجد أماكن أثرية مشهورة بالاسم مجهولة بعينها في عدة أقاليم ومدن بدأت تنزوي وتتلاشى عن ساحة المعرفة، وقد نجهل الكثير منها رغم وجودها، وفي المقابل يوجد بلا شك من يهتم بالآثار وكذلك التراث وإن كانوا قلة إلا أن مجهودهم يكفي لتحديد المواقع والتعرف على الموجود في مناطقهم وأقاليمهم. وهذا القصر من أقدم وأشهر القصور الأثرية في إقليم الوشم، فهو قصر طيني تهالك بنيانه، كما أنه بلا سقف في الوقت الحالي، وهذا التراكم والسقوط ناتج عن طول مدة وقوفه فترة زمنية طويلة، وبالتالي (ربض) في موقعه الذي بني فيه شمال مدينة ثرمداء، حيث يحيط بهذا القصر عدد من الآبار القديمة وعلى مقربة من السور الشمالي القديم لثرمداء وتحديداً ما بين باب (الحوي) وباب (الشمال) اللذين اندثرت معالمهما ولم يبق منهما سوى بقايا أطلال تحكي ماضي تلك المدينة العريقة. والقصر القائم حالياً لا يظهر من مبناه الحقيقي الآن سوى ثلث المتهدم منه، والباقي يرزح تحت أسوار تهالكت فوق بعضها تظهر علاماتها وأسسها إلى جهة الشمال والشمال الغربي من الجدران القائمة حالياً. النمط العمراني والنمط العمراني لهذا القصر وأسواره يأخذ النمط السائد في معظم المباني المجاورة لحامي بلدة ثرمداء القديمة، خاصة المباني المجاورة للأسوار الخارجية منها، حيث الجدران العالية وشكل البناء وطريقته وارتفاعه ونوع البناء، ولا يأخذ شكلاً مختلفاً عنها مما يؤكد تزامن تشييد تلك المنشآت. ويبدو القائم من القصر (كأصطبل) أو مخزن كبير لممتلكات القائمين ببنائه وهم الأتراك، حيث بني فيما يروى منذ ما يقرب من مائتي سنة أي في عام 1236ه، أما المظهر الخارجي للقصر فمساحته الإجمالية كبيرة جداً تزيد على ثلاثة آلاف متر تقريباً؛ لكن المتبقي صامد أمام عوامل الحت والهدم والتعرية، حيث لا يزيد على 800 متر وهو القائم حالياً، وأطواله التقريبية 25×30 ويشكل قرابة ثلث المتهدم، وأجزاء من أسوار هذا القصر امتدت اليها الأيدي العابثة التي لا تُقدر تلك الكنوز بثمن. ويظهر من تصميمه انه مكان تجميع وخزن وتحصين لمؤن وسلاح أو خيول ومعدات، ولا يبدو انه يمثل سكناً أو إقامة، فهو متسع الوسط ومفتوح الأعلى، ويخلو من الفواصل والقواطع والسقف، ولا تبدو فيه أبراج تشرف على كل جنباته، مما يؤكد على أن الحماية والحراسة والتحصين الأقوى تتركز في الأجواء التي سويت بالأرض والتي تقع إلى الشمال منه، لكنه أكثر منعة منها وأقوى بناء، فجدرانه مكونة من أربع طبقات متراصة بجانب بعضها تصل سماكتها إلى حوالي المترين، ويرتفع الباقي منها الآن من أربعة إلى خمسة أمتار وربما كان المتهدم منها مساوياً لما بقي صامداً من هذا القصر.