هي بنت الجبل الأشقر، وجارة هضاب الرمل الممتزج بالطين، تاريخها «النجدي» عتيق. وباسم بشرة أرضها سميت؛ «شقراء». تلك المحافظة التي تبعد عن العاصمة السعودية 190 كيلومتراً، ويسكنها نحو 34 ألف نسمة، وتعد عاصمة إقليم الوشم في نجد، وتمتد على رقعة تتجاوز 4 آلاف كيلومتر. عند التجول في شقراء ستكتشف الكثير من المناطق السياحية التراثية العريقة، التي تصف كيف كان الأوائل في مدينة الشقراء يعيشون؟ إذ تحتوي محافظة شقراء على البلدة التاريخية التي أعيد ترميمها من الأهالي والمسؤولين، إذ يوجد داخل البلدة عدداً من القصور والمدارس القديمة. «البلدة التاريخية» تمثل عصب الحياة في شقراء قديماً بسوقها التجارية الذي كان محط رحال القوافل المقبلة من الشمال، ويظهر من خلالها طراز المدينة المعماري ذو النمط النجدي التقليدي، بمساجدها وأسواقها وبيوتها. أخيراً، أعاد سكان شقراء ترميم بعض مرافق البلدة وممراتها ومنازلها، إضافة إلى تأهيل مسجدها القديم من بعض الأهالي، وإنشاء صندوق لدعم البرامج السياحية في شقراء. قصور الحميدية الثلاثة في البلدة التاريخية التي يقسمها سور بطول 550 متراً «رممت»، وكذلك فُعل ب«نقبة القرائن» و«مقصورة الجاسر» وبقية السور الجنوبي من جهة الشرق داخل البلدة القديمة، كما تم ترميم مقصورة السليمي. ورمم مسجد الحسيني الذي يقترب عمره من ثلاثة قرون ونصف القرن، إضافة إلى المنحاة والسوابيط، وأعيد تأهيل مجلس البواريد والأجزاء المحيطة به ومنها الطرق المؤدية إليه، والعديد من المواقع الأثرية والقديمة في المحافظة، وأعيد بناء السور القديم لمحافظة شقراء الذي يعود إنشاؤه إلى 1232ه، والسور الجديد (شيد في 1319ه). ومن أبرز ما تضمه البلدة التاريخية بين جنباتها أحد أقدم مدارس البنات بحاضرة نجد، وهي المدرسة المشهورة بمدرسة «المطوعة إدريسة»، التي افتتحت عام 1345ه، وكانت تُعلّم بها سارة بنت إدريس بن سليمان، المعروفة بين أهالي المحافظة باسم المطوعة «إدريسة»، وقام أهالي شقراء بتخليد ذكرى هذه المعلمة، بإطلاق اسمها على المدرسة، بعد أن تمت إعادة ترميم المدرسة، التي تجاور مسجد البلدة. وكانت المطوعة إدريسة (سارة بنت إدريس بن سليمان) نشأت في بيئة تعليمية خالصة، إذ تعلمت على يد جدتها لطيفة العبداللطيف، أساسيات القراءة والكتابة وحفظت القرآن الكريم على يد والدها، الذي كان يعطي دروساً لأبناء شقراء بمسجد البلدة، الذي يقع بالقرب منه مدرسة المطوعة إدريسة، فيما كانت ابنته «إدريسة» تقوم بتعليم بنات جنسها إضافة إلى صغار السن من الطلاب الذكور، من خلال تعليم «الكتاتيب» الذي كان سائداً آنذاك. وتخرج على يدها عدد كبير من طالبات العلم في شقراء، وتزوجت إدريسة من عبدالله محمد الطويل، وأنجبت له 11 ولداً توفوا جميعاً في حياتها عدا واحد منهم، فيما توفيت المعلمة إدريسة عام 1398ه. ولم تقتصر المناطق السياحية في محافظة شقراء على البلدة القديمة فقط، إذ تحتوي على السد القديم في شرق البلدة عند ملتقى وادي الغدير مع وادي الريمة، وبئر الحميضية غرب السور القديم وداخل السور الجديد، وسد وادي الريمة (أنشئ في العام 1396 ه). ومن المناطق الأثرية بها بيت «السبيعي»، وهو منزل وكيل بيت المال في شقراء، الشيخ عبدالرحمن الفاضل، ويعد من البيوت التاريخية القديمة الغنية بالزخرفة الإسلامية من الداخل والخارج، وضُم من الهيئة العامة للسياحة والآثار مع المعالم التاريخية البارزة في المملكة. وهناك أيضاً البوابات الرئيسية الثلاث: باب الطلحة وباب العطيفة وباب العقدة في السور القديم وبوابتان ثانويتان.