أنديتنا المنتشرة في ربوع الوطن لها مهمات تتعدى حدود تحقيق الانجاز الرياضي بمفهومه في صناعة الفوز والخسارة على أرض الملاعب، فتلك الأندية يناط بها تحقيق جملة من الأهداف الوطنية التي تحتم حضوراً فاعلاً لمناشطها في جملة مجالات فكرية وثقافية واجتماعية حسب الأنظمة الأساسية المحددة لأهدافها التي تقرها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي هذا العهد الجديد للرئاسة أو رعاية الشباب كما نقولها اختصاراً ومجازاً للتدليل على المهمة الكبرى لهذا الجهاز، نتطلع إلى تفعيل هذا الدور الحيوي بجهود سمو الرئيس صاحب السمو عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، فالمرحلة تقتضي تفعيل دور عموم الأندية السعودية لتباشر مهماتها لصناعة فكر شبابنا وتعديل بعض مساراته لإنتاج أجيال تنسجم أفكارها مع تطلعات الوطن وهويته التي تمتحن الآن في بعض جوانبها بظهور شواذ فكرية مضرة، فالملاحظ أن أنديتنا تعاني الكثير من العقبات التي تحد من ممارسة دورها كما ينبغي، وهو ما يعطل الدور الاجتماعي والثقافي لتلك الأندية التي تخصص جل اهتماماتها للرياضة وبدون هوية فاعلة للمجالات الأخرى، بينما الأحرى بدورها أن يحظى بتكاملية شاملة تعزز هوية الفرد المنتسب لها، وتعزز انتماءه ووطنيته للبلاد وللأمة دون غلو أو مبالغة، ولعل ما يمكن ذكره هنا من تلك العقبات التدني الملاحظ في ميزانيات الأندية ومخصصات الصرف على الأنشطة وكذلك فعالية الإدارات. واستكمالاً لحديثنا السابق هنا في بعض المقالات التي نناشد فيها بتعجيل خصخصة الأندية وصياغة مهامها في المرحلة المقبلة بما يتوافق مع هذه الأهداف الجوهرية التي تلامس دورها الأساسي، فلا بد أن تكون أنديتنا وجهات حيوية لكل الأنشطة المحببة للشباب وتلك التي تنمي قدراتهم ومواهبهم بمنهجية فاعلة ومتقنة تضبط كل الجوانب وتعزز مهمة الشباب ودورهم، فالأهم من البطولات والتتويج والمنافسات هو أن نوجد جيلا قادرا على فهم دوره ومهمته تجاه الوطن؛ فما يصرف من موارد وميزانيات على عموم الأندية والمناشط ليس بالقليل، لذلك يظل الأمل في تحقيق ناتج مواز لهذا الحجم من الصرف يتمثل في صناعة الوعي والفهم تجاه كل ما يدبر ويحاك لشبابنا. أعتقد وأنا آخذ بالقارئ الكريم بعيداً عن التحليل الرياضي لمجريات الدوري ونتائج الفرق أن الموضوع بقدر كبير من الأهمية لعموم الوطن وهوية شبابه للحفاظ على أهم ثرواتنا فيهم، والتي تستهدفها قوى انتهازية خفية وتحاول بكل مستطاعها تحييد دورهم وحضورهم مثلما نطالع باستمرار من محاولات التهريب للمواد المخدرة والتي تجاهد الجهات المعنية في صدها، وكذلك حملات الاستقطاب للشباب للزج بهم في مواطن الفتن سوى أن الحصن الأول هو بناء الأجيال وفق أسس سليمة وهو ما يناط جزء كبير منه بأنديتنا.