قالت القوات الأوكرانية أمس الإثنين: إنها تعرضت لقصف متقطع الليلة قبل الماضية من الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد لكن شهودا من رويترز قالوا: إن وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان قبل أيام بدا صامداً، وهددت روسيا بإغلاق مجالها الجوي بوجه طائرات الغرب، وكرر رئيس الوزراء الروسي قناعة موسكو بأن لها اليد العليا في أسوأ مواجهة مع الغرب منذ الحرب الباردة. وسمع مراسل لرويترز دوياً قصيراً لنيران المدفعية في وقت مبكر من يوم، أمس الإثنين، إلى الشرق من ماريوبول، وهو ميناء على بحر أزوف بالقرب من الحدود الروسية شهد قتالاً عنيفاً قبل وقف إطلاق النار، مساء الجمعة. ويؤكد الجيش الأوكراني والمتمردون التزامهم الصارم بوقف إطلاق النار، ويوجه كل من الطرفين الاتهام للآخر بأي انتهاك يقع. وقال المركز الصحفي للجيش الأوكراني: إن المتمردين انتهكوا وقف إطلاق النار في خمسة مواقع خلال الليل، بينما اتهم المتمردون القوات الحكومية بالاستعداد لاقتحام بلدة قرب مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون وهي المركز الصناعي للمنطقة. ووقع أخطر انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار في وقت متأخر من السبت، على المشارف الجنوبية لماريوبول التي تسيطر عليها الحكومة، حيث تعرضت القوات الحكومية لهجوم مدفعي وقتلت امرأة وأصيب أربعة أشخاص آخرون في القصف. وقالت وسائل إعلام محلية: إن المتمردين سلموا 15 أسيراً في مرحلة أولى من تبادل للأسرى التزم به الطرفان بحسب بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقال قائد للانفصاليين في شرق أوكرانيا: إن زعماء المتمردين يستعدون لمبادلة سجناء مع القوات الأوكرانية، غداً الأربعاء. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن أندريه بورجين الذي شارك في محادثات وقف اطلاق النار الذي أعلن يوم الجمعة الماضي، قوله: إنه يأمل تبادل "جميع السجناء". وتم الاتفاق على خطط لتبادل الأسرى خلال محادثات الجمعة الماضي. وقف نار هش من جهته، قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس: إن وقف اطلاق النار في أوكرانيا متماسك بشكل كبير لكنه لا يزال هشاً. وقال توماس جريمنجر سفير سويسرا والرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خلال اجتماع غير عادي للدول الأعضاء وعددهم 57: "بشكل عام وقف اطلاق النار متماسك بالرغم من أنه لا يزال هشاً". وأضاف أن الأيام القادمة ستكون حاسمة. 3 آلاف قتيل وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس: إن عدد القتلى في الصراع الاوكراني زاد على ثلاثة آلاف إذا ما احتسب قتلى الطائرة الماليزية التي أسقطت هناك. وقال ايفان سيمونوفيتش لجلسة طارئة لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا: إن عدد القتلى المسجلين في الصراع منذ بدئه في ابريل/ نيسان وصل الآن الى 2729 قتيلاً. وأضاف: ان هذا الرقم يرتفع الى اكثر من ثلاثة آلاف، إذا أضيف 298 قتلوا في حادث الطائرة الماليزية وهو ما يجب أن يحدث. الرد على العقوبات من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف: إن موسكو سترد على أي عقوبات جديدة "بطريقة غير متماثلة" وربما تستهدف رحلات الطيران التي تحلق فوق روسيا إذا ما استمرأ شركاؤها الغربيون "إغراء استخدام القوة في العلاقات الدولية." وألقى ميدفيديف باللوم على الغرب في الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي جراء حزم العقوبات المتعددة "الغبية" لكنه كرر قناعة موسكو بأن لها اليد العليا في أسوأ مواجهة مع الغرب منذ الحرب الباردة. وفي مقابلة مع صحيفة فيدوموستي الروسية اليومية نشرت، أمس الإثنين، قال ميدفيديف: إن روسيا ربما تحلت بكثير من الصبر قبل الرد على العقوبات التي فرضتها حتى الآن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية وأوضح أن هذا الخطأ لن يتكرر. وقال: "إذا ما كانت هناك عقوبات ترتبط بقطاع الطاقة أو المزيد من القيود على القطاع المالي الروسي سنضطر إلى الرد بطريقة غير متماثلة." ووافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على روسيا دخلت حيز التنفيذ، أمس، لكنه قال: إن من الممكن تعليق العقوبات للسماح لموسكو بإظهار رغبتها في حل الصراع في أوكرانيا الذي أسفر عن مقتل نحو 3000 وفجر أسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب العالمية الباردة. وقال ميدفيديف: إن العقوبات لم تفعل الكثير لإعادة "الهدوء إلى أوكرانيا." وأضاف: "إنهم بعيدون جداً عن الهدف. للأسف الأزمة الأوكرانية مستمرة بلا هوادة وهي مأساة رهيبة. "نأمل في حلها شريطة أن يظهر الزعماء الأوكرانيون حسن النوايا ويستفيدوا من المقترحات التي طرحتها روسيا." واعترف ميدفيديف بأن الاقتصاد الروسي واجه مشاكل وأن النمو قد يصل إلى نصف في المائة أو "أكثر قليلاً." لكنه قال: إن الحظر الذي فرضته روسيا على واردات الأغذية من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وكندا والنرويج، سيساعد الزراعة المحلية لأنه سيدفع المستهلكين المحليين الى الاهتمام بالمنتجات الروسية، كما سيدفع المزارعين الروس الى انتهاج وسائل حديثة. وقال ميدفيديف: "لم نكن البادئين. بل في الحقيقة كنا صبورين للغاية. هناك رغبة للرد سريعاً لكن كان موقف الرئيس هو عدم الرد. "لكن بعد عدد من حزم العقوبات يجب اتخاذ قرار. والمهم ان هذا القرار السياسي يلقى تأييداً من غالبية الروس." معاهدة الأسلحة إلى ذلك، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الخارجية قولها: إن مسؤولين من روسياوالولاياتالمتحدة سيجتمعون في موسكو يوم، الخميس القادم، لبحث التزام الجانبين بمعاهدة الاسلحة لعام 1987. ونصت معاهدة القوات النووية متوسطة المدى بإزالة صواريخ كروز وصواريخ بالستية نووية وتقليدية تطلق من الأرض يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. وكان جنرال روسي قد قال في وقت سابق من العام: إن روسيا قد تنسحب من المعاهدة. ونقلت انترفاكس عن ميخائيل اوليانوف رئيس قسم الحد من انتشار الاسلحة والسيطرة عليها في وزارة الخارجية الروسية، قوله: "نعتقد أن هذا اتفاق مهم ويجب أن ينفذ بالطريقة المناسبة."