اعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو استئناف العملية العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد وذلك بعد ان قرر عدم تمديد العمل بوقف اطلاق النار مما ينذر بتصعيد النزاع. وقال بوروشنكو في رسالة الى الامة في وقت متأخر من مساء الاثنين "بعد دراسة الوضع، قررت بصفتي قائدا للقوات المسلحة، عدم تمديد وقف اطلاق النار الاحادي الجانب". وأكد أن الجيش الأوكراني سيهاجم الانفصاليين الذين يسيطرون منذ شهرين على قسم كبير من منطقتي دونيستك ولوغانسك. ويمكن ان يؤدي ذلك الى تصعيد خطير في النزاع المستمر منذ اشهر خصوصا بعد فشل مسعى دبلوماسي فرنسي والماني لاقناع كييف بتمديد العمل بوقف اطلاق نار هش مستمر منذ 10 ايام. الا ان بوروشنكو الذي يواجه ضغوطا من الراي العام الاوكراني لتشديد موقفه ازاء الانفصاليين شدد على ان اوكرانيا لن تتخلى عن خطتها من اجل السلام بشكل نهائي. وقال "نحن مستعدون حتى للعودة الى نظام وقف اطلاق النار في اي وقت، عندما نرى ان جميع الاطراف يتمسكون بتطبيق النقاط الاساسية لخطة السلام". وتتهم اوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بتصعيد حدة التوتر في النزاع الذي اوقع 450 قتيلا قبل ثلاثة أشهر من خلال تسليح الانفصاليين سرا والسماح لمقاتلين بعبور الحدود بين البلدين. وجاء هذا الاعلان بعد ساعات على محادثات هاتفية رباعية حاول خلالها الرئيسان الروسي والفرنسي وكذلك المستشارة الالمانية دفع كييف الى تمديد وقف اطلاق النار الذي انتهى مفعوله الاثنين. وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت ان كييف وموسكو تعملان على "اتفاق حول وقف ثنائي لاطلاق النار" مما اثار املا بتمديد العمل بوقف اطلاق النار. الا ان كييف قالت ان الاطراف اتفقوا فقط على التباحث في وقف ثنائي لاطلاق النار خلال جولة جديدة من "المشاورات" يشارك فيها مبعوث من منظمة الامن والتعاون في اوروبا ودبلوماسي روسي والزعيم الاوكراني السابق ليونيد كوشما. من جهته، اعلن الكرملين تأييده لاجراء محادثات جديدة غير مباشرة واشار الى ان بوتين "شدد على اهمية تمديد العمل بوقف اطلاق النار" الذي يجب ان يشرف عليه مراقبون دوليون. وقبل الاتصال الهاتفي الرباعي وهو الثاني في غضون يومين بين القادة الاربعة كرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل تحذيرا كان اطلقه الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تمارس موسكو ضغوطا واضحة على الانفصاليين ليتوقفوا عن القتال. وسيؤدي فرض عقوبات اوسع نطاقا الى حرمان قطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي من المستهلكين الاوروبيين البالغ عددهم 500 مليون نسمة، مما سيؤدي الى حصول انكماش في الوقت الذي هدد فيه صندوق النقد الدولي من ان النمو ضئيل في روسيا. ولم يصدر رد فعل على الفور من جانب الانفصاليين، الا ان وكالة انترفاكس نقلت عن زعماء مقاتلين لم تكشف هويتهم ان القصف بدا في بلدة كراماتورسك. وخلال المحادثات بين القادة الاربعة، بدا وكان تقدما يتم احرازه حول مسألة اختراق حدود اوكرانيا من الجانب الروسي والذي تقول كييف انه نقطة دخول المقاتلين والاسلحة الى اراضيها. واعلن شتيفن شايبرت المتحدث باسم ميركل ان بوتين "مستعد للسماح لحرس حدود اوكرانيين بالعبور الى الاراضي الروسية" للمساعدة في فرض رقابة على الحدود. ميدانيا، لم يؤد اعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد قبل عشرة ايام الى وقف العنف بينما يتبادل الجانبان الاتهامات بالاستمرار في اطلاق النار. والاثنين، قتل صحافي يعمل في الشبكة الاولى من التلفزيون العام الروسي بالرصاص في شرق اوكرانيا الذي يشهد حركة تمرد انفصالية موالية لروسيا، على ما اعلنت شبكة بيرفي كانال التلفزيونية الاثنين متهمة القوات الاوكرانية. وطالبت وزارة الخارجية الروسية على الفور "السلطات الاوكرانية بتحقيق موضوعي" ونددت بالحادث الذي يثبت بحسب موسكو ان "القوات الاوكرانية لا تريد كما يظهر خفض التصعيد" وتمنع تطبيق وقف اطلاق النار. في المقابل، اعلنت السلطات الاوكرانية ان 27 جنديا قتلوا خلال وقف اطلاق النار واصيب قرابة 70 آخرين بجروح، بحسب وسائل الاعلام المحلية. ويواجه بوروشنكو ضغوطا متزايدة لشن هجوم شامل، وتظاهر قرابة 500 شخص امام مكتبه الاحد احتجاجا على وقف اطلاق النار. ورفض بوروشنكو لقاء انفصاليين "ارتكبوا جرائم قتل" كما ندد بالطريقة الفاضحة التي ينتهكون بها وقف اطلاق النار". وحاول بوروشنكو طمأنة السكان في المناطق الانفصالية حيث اتسعت دائرة النزوح نحو روسيا كما نحو مناطق اخرى في البلاد خلال الاسابيع الماضية.وقال الرئيس الاوكراني ان "القوات المسلحة الاوكرانية والحرس الوطني والوحدات الاخرى لن تسمح ابدا باستعمال القوة ضد السكان المسالمين. وهي لن تطلق النار ابدا على الاحياء السكنية". وكان يرد بذلك بشكل غير مباشر على اتهامات الانفصاليين ان قوات كييف غالبا ما تصيب المدنيين ومنازلهم. من جهتهم، رفض زعماء انفصاليون المشاركة في مفاوضات مباشرة مع كييف ما لم تنسحب القوات الحكومية من شرق البلاد. وخلال الايام الماضية، شدد الانفصاليون سيطرتهم على المنطقة من خلال الاستيلاء على سلسلة من القواعد العسكرية حول دونيتسك. وكان بوروشنكو وقع الاسبوع الماضي اتفاق شراكة تاريخيًا مع الاتحاد الاوروبي يبعد اوكرانيا نهائيا عن نفوذ روسيا.