واجه اليورو صعوبة في استعادة توازنه امس الجمعة بعد تكبده أكبر خسائره اليومية في نحو ثلاث سنوات، عقب الخفض المفاجئ لأسعار الفائدة الرسمية في منطقة اليورو. وهوت العملة الأوروبية الموحدة 1.6 بالمئة يوم الخميس الماضي إلى أدنى مستوياتها في 14 شهرا مسجلة 1.2920 دولار، بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية جديدة، وأطلق برنامجا لشراء الأصول للحد من انكماش الأسعار. وأظهرت بيانات إيجابية من ألمانيا يوم أمس الجمعة نمو الناتج الصناعي في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو بأعلى وتيرة في نحو عامين ونصف العام في يوليو، غير أن هذه البيانات لم تدعم اليورو الذي نزل 0.1 بالمئة إلى 1.2936 دولار. وفي ظل هدوء معظم الأسواق انتظارا لصدور بيانات الوظائف الأمريكية الشهرية في قت لاحق يوم الجمعة، كانت أكبر الخسائر في التعاملات الأوروبية المبكرة من نصيب العملتين النرويجية والسويدية اللتين تراجعتا 0.2 و0.25 بالمئة على الترتيب أمام اليورو، بعد صدور مجموعة جديدة من البيانات الاقتصادية السويدية الضعيفة. ونزلت الكرونة السويدية أمام العملة الأوروبية من 9.1430 كرونة لليورو إلى أدنى مستوى لها في الجلسة عند 91700 كرونة، بعد تراجع الناتج الصناعي على أساس شهري وسنوي. وتعرض الكرونة السويدية لضغوط في الأشهر الأخيرة جراء تراجع آفاق التضخم والنمو. وساهم انخفاض اليورو في إعطاء دفعة للدولار الذي بلغ مؤشره أعلى مستوى في 14 شهرا 83.943 في وقت سابق يوم الجمعة. وفي أحدث التعاملات استقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات عند 83.831. ولامس الدولار أعلى مستوى له في نحو ست سنوات أمام العملة اليابانية مسجلا 105.71 ين. وبلغ سعر العملة الأمريكية في أحدث التعاملات 105.305 ين بارتفاع 0.2 بالمئة. وفي سياق متصل، تراجعت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات امس الجمعة لتلتقط أنفاسها بعد صعود كبير سجلته في الجلسة السابقة بدعم من خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي، الذي أعلن أيضا عن تدشين إجراءات جديدة لدعم اقتصاد منطقة اليورو. وبحلول الساعة 0706 بتوقيت جرينتش نزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.1 بالمئة إلى 1399.68 نقطة، متراجعا عن أعلى مستوى له في ست سنوات ونصف والذي سجله في الجلسة السابقة. وانخفض سهم بي.بي 0.8 بالمئة ليواصل خسائره التي مني بها جراء موجة بيع في الجلسة السابقة، بعد أن أصدر قاض أمريكي حكما يقضي بارتكاب الشركة "إهمالا جسيما" في حادث التسرب النفطي بخليج المكسيك قبل 4 سنوات.