لا أدري لماذا شعرت بالحزن وأنا أرى الشاعر الكبير الحميدي الثقفي وهو يمارس فن الشعر في أكثر من قناة فضائية بحضور في ظني لا يليق به ومنابر في تصوري أنها تأخذ منه ولا تضيف له ، وكأني به يكتب مرثيته على غرار مالك بن الريب ، هل هي وصاية مني على المبدع بصفتي أحد محبيه ومتابعيه ونرجسية قارئ أم أن هناك انتكاسة حقيقية ومحزنة على أثرها عاد الشعراء لخيمة القبيلة وانتهت مغامرة الشعراء لاستقلالهم بالشعر وتوهج شعر القبيلة وخفت ما عداه، أم أن عبارة الفن ما يوكل عيش أثبتت جدارتها مع الأيام وطوعت المبدعين بعد أن كانوا عصيين على التطويع، يقول الحميدي: كل درب تعرفه زين حاول تجهله الدروب لصمت وجهي مجاهيل وظلام ويبدو لي أن الحميدي حاول أن يتجاهل دربه الجديد فهو أولى الناس بوصاياه، وبالمناسبة هذا البيت من نص بعنوان موجة حمام ، وليلحظ معي القارئ فداحة العودة من موجة حمام إلى مدائحيات الشقر البائسة وقوالبه المكرورة التي لا تغني من الشعر شيئا! قد يقول الذين لا يعلمون إن الحميدي فن قائم بذاته متجاوز للسائد أنني ضد شعر العرضة، بينما القارئ المتمعن سيدرك مدى الأسف والأسى الذي أشعر به عندما أرى المبدع يضطر لتنازلات وتحولات لا تمت لرؤيته الحقيقية بصلة. هناك جيل لن يتعرف على الحميدي إلا عبر مقاطع اليوتيوب المسجلة من قنوات العرضة، ربما لا يرى أحد فداحة الأمر لكني أراها خسارة عظيمة للقارئ أولا وللمبدع أولا وآخرا . يا مالك أبن الريب .. يا ريب مالك لا تعترف لاحدٍ .. ولا يعترف لك هذا أنت .! في قاع المدينة لحالك مالك بها ممشى ولا ينو قف .. لك ما دو زنت وقع الخطاوي نعالك ولامدى هذا الغموض انكشف لك حتى الوجع جمْر وهجع في رمالك وانبت ورود ذابلة تنقطف لك الأبيات من نص مالك بن الريب للحميدي الثقفي