ان إحصائيات الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية تكشف عن هاجس مقلق، وشبح مخيف على مستوى الفرد والمجتمع والحكومة، لما تسببه من وفيات وإعاقات جسدية ونفسية، ناهيك عن خسائرها المادية الكبيرة التي تنهك اقتصاد الوطن. ان موضوع هذه المقالة يتناول على وجه الخصوص طريق الدمامالأحساء، والذي يعتبر من الطرق الحيوية لربطه حاضرة الدمام بواحة الأحساء ومدينة الرياض، وتم حديثاً توسعته وسفلتته، لكنه وبكل أسف التشققات والتسلخات والحفر والانتفاخات وهبوط التربة عانقته عناق الحبيب، ان هذه المشاكل في الطريق تشكل خطرا كبيرا على مستخدميه، فهو طريق سريع، وعندما يفاجأ قائد المركبة بالحفر والتشققات والتسلخات والمطبات يصعب أو يستحيل عليه تفاديها، والنتيجة الطبيعية حادث مروري مروع. هنا يجب علينا مراجعة أنفسنا والجلوس جلسة عمل جادة ودراسة المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها لمعالجتها، وليسمح لي المتخصصون هنا بإبداء المقترحات التالية: (1) مراجعة مواصفات ومعايير الطرق المعمول بها حاليا واكتشاف الخلل وصياغة معايير جديدة بحيث تضمن جودة الطريق والعمر الافتراضي الأطول لتلائم الأحمال الكبيرة التي يواجهها، وأعداد السيارات التي ارتفعت. (2) عند صياغة موصفات جديدة للطرق يجب أن تؤخذ بالاعتبار درجات الحرارة المرتفعة والتي هي سمة الطقس في المملكة. (3) فحص التربة جيدا قبل البدء بأعمال الرصف لتجنب تسرب المياه الجوفية والهبوط الأرضي. (4) يجب أن يتم تغيير سمك الطبقة الإسفلتية، مثلا بدلا من أن تكون 10 سنتيمترات يجب أن تتم زيادتها لتصل إلى 15 سنتيمترا أو أكثر حسب الطريق الذي يتم رصفه بما يتناسب مع الأحمال والضغط على الطريق حسب كمية وأعداد السيارات. (5) الزام المقاول المنفذ للطرق بضمان عمله بما لا يقل عن عام كامل يكون مسؤولاً خلاله عن أيّ خلل أو تلف للطريق في فترة الضمان، بعدها يتمّ تسليم الطريق للصيانة سواء من قِبل وزارة المواصلات او وزارة شؤون البلدية والقروية. (6) المتابعة الفاعلة لأعمال انشاء الطرق اولا بأول والحزم لتنفيذ بنود العقد. (7) ان المسكنات لا تجدي لعلاج مشاكل الطرق خاصة فيما يتعلق بالتشققات والحفر، وهو ما ينطوي على سبيل المثال على تشققات طريق الدماموالأحساء، فما يحدث انه تمت صيانته أكثر من مرة، وهو ما لا يصلح في هذه الحالة، لأنه سرعان ما تعود تلك التشققات من جديد، والحل الأمثل هو أن يغلق الطريق وتتم إزالة الطبقة الإسفلتية كاملة، ويتم رصفه وتعبيده من جديد ومعالجة الخلل الموجود في التربة. (8) يجب أن تقوم اللجنة الهندسية المسؤولة عن استلام المشروعات بدورها على الوجه المنوط بها وحجم المسؤولية الملقاة عليها؛ حتى لا تكون هناك فرصة لأي تجاوزات من قبل الشركات المنفذة لهذه المشروعات. (9) تجب دراسة مشكلة عدم التنسيق بين الجهات التنفيذية لمشروعات الطرق والبنية التحتية. (10) يجب ان يوضع في الاعتبار أن الطريق قد يكون احد مسبب للحادث عند تقييم أسباب الحادث، وإلزام الوزارة المعنية بتحمل تكلفة الإصلاح في حال كون الطريق هو السبب، وهذه في رأيي نقطة مهمة يجب أن تفعل على ارض الواقع. وختاما نأمل ان يكون هذا المقال المقتضب صرخة نداء مدوية تصل لآذان الوزارة المعنية بالأمر.. نقول فيها يا وزارتنا الموقرة: طريق الدمامالأحساء بوضعه الحالي ليس طريقا آمنا، بل مأساة وأداة قتل ودمار لمرتاديه، يحتاج منكم إلى عناية ولفتة رحيمة، ويحتاج لبحث المشكلة ومعالجتها وإعادة تهيئته بصورة عاجلة ليعود كما يجب أن يكون عليه طريقا آمنا تتوفر فيه سبل السلامة.. هذه صرخة وطن.. ودمتم سالمين.