ناقش أكثر من 200 مختص في علم الاجتماع بمختلف تخصصاته إشكاليات الإرشاد الاجتماعي ومتطلبات النهوض به، وذلك عبر الملتقى التاسع لجمعيات وروابط الاجتماعيين بدول مجلس التعاون الخليجي، الذي يختتم أعماله اليوم الخميس في العاصمة البحرينيةالمنامة. وأوضحت الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية البحرينية أن الملتقى بحث موضوع إشكالية الإرشاد الاجتماعي، وضرورة بلورة متطلبات النهوض به، ليتعزز من خلاله دور الأخصائي الاجتماعي في مختلف مواقع العمل التي يلتحق بها، وعلى النحو الذي يسهم في تنمية المجتمع العربي الخليجي، في ظل ما يشهده من تحولات جذرية وشاملة. وأضافت: "وزارة التنمية الاجتماعية في البحرين مهتمة جداً بهذا الموضوع، باعتبارها مؤسسة حكومية تهتم بالقطاع الاجتماعي وتسعى ضمن رؤيتها الاستراتيجية في مجال التنمية المجتمعية المستدامة نحو تعزيز المهنية والعمل الاحترافي المتخصص للعاملين في هذا المجال". مبينة أن الملتقى يؤكد على الشراكة المستمرة والفعالة بين الحكومة والجمعيات والروابط الأهلية والمجتمعية، مشيرة إلى أن له دلالة كبيرة الأهمية على تلاقي رؤى وطموحات العاملين في المجال الاجتماعي والخدمة الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي، ومؤشراً لتلاقي الطموحات والآمال في تحليل الواقع الفعلي للأخصائي الاجتماعي واستشراف المستقبل المهني القائم على معايير محددة لمهنته ورفع كفاءته وأدائه. من جانبه، قال خلف أحمد خلف رئيس الجمعية الخليجية للاجتماعيين: إن "هذا الملتقى هو أول ملتقى ينعقد بعد تأسيس وإشهار الجمعية في عام 2010، والتي اتخذت مملكة البحرين مقراً دائماً لها، والتي تسعى لتكون الكيان الإقليمي الجامع لجمعيات وروابط الاجتماعيين بدول مجلس التعاون، وبما يجسد هويتها المشتركة ويسهم في تحقيق التكامل فيما بينها، ويعزز دورها في مسيرة التنمية المستدامة لمجتمعها الخليجي، ويوحد جهودها ويعزز حضورها على الصعيدين العربي والدولي، ومن ضمن سلسلة الملتقيات الخليجية التي انطلقت مسيرتها منذ 1987". من جهته، قال حميد محسن رئيس مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين البحرينية: إن "اختيار عنوان هذا الملتقى (الإرشاد الاجتماعي والإشكاليات ومتطلبات النهوض) له أهمية كبيرة ودلالة بالغة، وذلك لما للإرشاد وعلى مختلف الصعد من دور بارز ومهم في تقديم كل الخدمات الاجتماعية وكل الدعم والمساندة للأفراد والجماعات من حيث الوقاية أولاً والعلاج ثانياً". وأردف قائلاً: "المجتمع الخليجي وكبقية المجتمعات الأخرى قد تأثر تأثراً كبيراً بالتطور التكنولوجي السريع الذي حصل بالمجال العلمي والتقني، والذي صاحبه إخلال في مجال القيم في المجتمع والمتمثل في العادات والسلوك وطريقة العيش، ودخلت علينا سلوكيات مصاحبة لهذا التطور بعضها مقبول والكثير منها لا يناسب مجتمعنا، مما أحدث فجوة بين التطور التكنولوجي والوضع الاجتماعي". يشار إلى أن الملتقى التاسع الذي تنظمه الجمعية الخليجية للاجتماعيين يعد الثالث الذي تستضيفه مملكة البحرين، وينطلق بالتعاون بين جمعية الاجتماعيين والجمعية الخليجية للاجتماعيين.