في الوقت الذي انتهت فيه الإجازة الصيفية وبينما يبدأ الطلاب عاما دراسيا جديدا، يعيش البعض في مرارة وحزن وأسى بعد أن غيب الموت رفقاء وأقارب وأحباء لهم كانوا يملأون الحياة بهجة، لكنهم انتقلوا الى العالم الآخر بعد أن تطايرت أشلاؤهم على الطرقات في حوادث مرورية مأساوية. ولم تكن هذه الحوادث هي الأولى ولن تكون الأخيرة طالما استمرت الرعونة من البعض وعدم الاهتمام بالحد الأدنى من السلامة المرورية حفاظا على الأرواح التي تضيع يوميا. وهناك العديد من القصص الواقعية بل المأساوية لحوادث بشعة شهدتها الطرق خلال الاجازة الصيفية كلها تدق جرس الانذار وتطرح تساؤلات.. إلى أين نحن ذاهبون؟ إلى متى يستمر مسلسل نزيف الاسفلت؟ وهل من سبيل للحد من هذه الحوادث المرعبة التي تشهدها طرقنا؟ عريس العيد في نهاية شهر رمضان المبارك الماضي توجه الشاب محمد الشهري 28 عاما من الاحساء للدمام لشراء ملابسه الجديدة، استعدادا لحفل الزواج الذي كان مقررا له ثالث أيام عيد الفطر المبارك، كان يحلم وهو في الطريق بأن يبدأ أولى خطواته في عش الزوجية الذي عاش يحلم بتكوينه، ولم يكن يدور بخلده أن يكون هذا اليوم هو نهاية حياته، وأن سيارة طائشة يقودها شاب متهور ستكتب هذه النهاية بعد أن صدمته تلك السيارة من الخلف، لتنقلب سيارة العريس عدة مرات ويلقى مصرعه على الفور قبل أن يتم اسعافه، وبينما والدته كانت تعد العدة لانتظاره لتفرح مع ابنها وعروسه التي كانت تترقبه بشغف لتبدأ مسيرتهما الزوجية كان للقدر رأي آخر. فقد شقيقتيه ووالده أما عمر محمد صالح فحكايته من نوع آخر، لكنها قاسية وصعبة بكل المقاييس ليس لأنه فقد شقيقتيه ووالده فيما أصيب هو وأمه بإصابات، إصابة أمه بليغة أقعدتها الفراش. وحسب الشاب عمر فإنه وفي ثالث أيام عيد الفطر المنصرم وأثناء عودته واسرته الى الخبر، عقب اداء واجب المعايدة والسلام على الأهل والأصدقاء في أبها ونتيجة خلل فني بالسيارة التي تقلهم، انحرفت عن خط السير، الأمر الذي ادى إلى انقلابها عشرات المرات ليفيق بعدها بأيام بأحد مستشفيات الخبر بهذه النتيجة "فقدان اب وشقيقتين وأم قعيدة الفراش، وإصابات بليغة غير معيقة لا تزال آثارها على جسده ومنها إصبع يد مبتورة. خفض الحوادث وفيما كشفت إحصائيات أصدرها المرور مؤخرا عن انخفاض نسبة الحوادث المرورية والوفيات الناجمة عنها، بعد قيام الإدارة العامة للمرور بعمل خطة ميدانية تستهدف خفض نسبة الحوادث والوفيات والإصابات بنسبة تتراوح بين (3-6)%. واحتوت الخطة على تحويل عدد من منسوبي المرور إلى العمل الميداني، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق وسائل السلامة وحماية الطرق. والتنسيق مع أمن الطرق من خلال كاميرات الرصد المتحرك على الخطوط التي تعمل فيها نظام الضبط الإلكتروني (ساهر) وتحديد المواقع الخطرة (النقاط السوداء) ومعالجتها. أشارت الاحصاءات الى أن المنطقة الشرقية هي الأعلى في نسبة الحوادث بعد مدينة الرياض بحوالي 52858 حادثا في المنتصف الأول من هذا العام 1435ه، و55193 حادثا خلال العام الماضي 1434ه، ونتجت حوادث العام الماضي عن 2976 مصابا، فيما نتجت حوادث المنتصف الأول من هذا العام 3751، كما نتجت حوادث العام الماضي عن 534 حالة وفاة، و 598 حالة وفاة خلال المنتصف الأول من هذا العام. كما أظهرت نتائج الاحصائيات انخفاض عدد الحوادث المرورية في جميع مدن المملكة خلال النصف الأول لعام 1435ه عن النصف الأول لعام 1434ه بنسبة (9.62٪) من إجمالي عام 1434ه. بلغ عدد الحوادث فى النصف الأول المشار إليه 244249 مقابل 270257 وكشفت الارقام انخفاض عدد المصابين في جميع مدن المملكة خلال النصف الأول لعام 1435ه، الذى بلغ عدد المصابين فيه 18274 بينما بلغ عدد المصابين 19030في النصف الأول لعام 1434ه بنسبة (4.11٪)، وبينت الاحصائيات انخفاض عدد المتوفين في جميع مدن المملكة خلال النصف الأول لعام 1435ه حيث بلغ عدد الحالات 3687 بينما بلغ عدد الوفيات عن النصف الأول لعام 1434ه 3817 ا بنسبة (3.41٪) من إجمالي عام 1434ه. زيادة المخالفات المرورية اوضحت البيانات زيادة عدد المخالفات المرورية في جميع مدن المملكة خلال النصف الأول لعام 1435ه بلغت المخالفات 4746795 بينما النصف الأول لعام 1434ه بلغت مخالفاتها 3942470 وان نسبة الزيادة (20.25٪) من إجمالي عام 1434ه.، وكانت أعلى نسبة زيادة بالعاصمة حيث بلغت (73.40٪)، تليها منطقة المدينةالمنورة بنسبة (72.20٪)، وتأتي في المرتبة الثالثة المنطقة الشرقية بنسبة (52.51٪). أساليب حديثة من جانب آخر انتقلت الإدارة العامة للمرور من الأساليب التقليدية في أداء الخدمات المرورية إلى الأساليب الحديثة والمتطورة الكترونياً في تقديم الخدمات للمستخدمين من خلال خدمات (الجهات الحكومية) وخدمات (الأفراد) والتي تهدف الى القضاء على الفساد الاداري والازدحام في مكاتب إدارات المرور. كما تم القضاء على عقود المبايعات المزورة بشكل نهائي وخاصة بعد تطبيق نظام خدمة نقل ملكية السيارات عن طريق برنامج (تم)، وجرى الاستفادة من خدمات البريد السعودي، واستفاد من هذه الخدمة العديدون حيث يرسل في البريد وبمعدل يومي ما يقارب (800 – 1000 ) طرد بريدي. أبشع الحوادث وبالتطرق الى أبشع الحوادث المرورية التي شهدتها طرق المملكة مؤخرا لقيت عائلة سعودية، مؤلفة من 11 شخصاً، 8 منهم أطفال، مصرعها منذ أيام بسبب حادث مروري لسيارتهم مع شاحنة في طريق شقراء – القصيم (200 كلم شمال غرب العاصمة الرياض). وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان صحافي إن فرق الدفاع المدني وفرق الإسعاف في محافظة شقراء استخرجت أجساد الضحايا من المركبة الصغيرة، إثر ارتطامها بالشاحنة، ما أدى إلى مصرع جميع ركابها، (قائد المركبة وزوجته وأطفاله سبع بنات وولدين). كما شهدت طرق الباحة مؤخرا عدة حوادث مرورية بشعة على الطرق في 11 يوما، وبلغ عدد حالات الوفاة والإصابات في الحوادث المرورية التي باشرتها الفرق الإسعافية للهلال الأحمر بالباحة 70 حالة بين مصاب ومتوفًّى.