هل ترغب إعدامك بالسكين أو بالرصاص؟ كان هذا الحوار يدور بين أحد قتلة داعش وأحد المواطنين العزل في جو من التهكم والاستخفاف بالمجموعة التي جعلها حظها العاثر بين يدي هؤلاء القتلة، الذين أقل ما يقال عنهم انهم فئة مدسوسة على الإسلام والمسلمين لتشويه قيم وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف. وقد كان لهم ما أرادوا مع شديد الأسف. لقد أعاد هؤلاء المجرمين مذبحة عام 1252م والتي قام بها التتار بالأراضي العراقية وقتل فيها أكثر من 800 ألف شخص إلا أن تتار العصر الحاضر من بني جلدتنا ويتشدقون بالإسلام وهو منهم براء. حيث بلغ بهم الاجرام أن يقوموا بتصوير قتل المئات الذين يقعون في قبضتهم. ثم نشر تلك الافلام الفظيعة لإرهاب المدن التي يرغبون اجتياحها، وإلصاق تهمة الارهاب بالإسلام والمسلمين. لقد استغلوا القلاقل في الشام والعراق لارتكاب أفظع المجازر الوحشية ضد أبناء المناطق التي يدخلونها لإرهابهم وبالتالي ترك مدنهم والذهاب إلى مناطق آمنة، لذلك كانت مقاومة المدافعين عن تلك المناطق ضعيفة مما أتاح لهم الاستيلاء على مناطق واسعة من سوريا والعراق. هذا التوسع في اكتساح مساحات واسعة من الأراضي الغنية بالبترول والزراعة التي انسحبت منها القوات وتركت معسكراتها بما فيها الأسلحة والمعدات القتالية أتاح لهؤلاء فرصة الاستيلاء على أرصدة البنوك وخاصة البنك المركزي العراقي في الموصل بالإضافة الى استخراج البترول وبيعه في السوق السوداء، كذلك فرض اتاوات على الشركات والمؤسسات التجارية والمزارعين والحرفيين في حين استولوا على محطات الوقود وصوامع الغلال وشركات الاتصالات والخدمات البلدية والأمنية مما زاد دخلهم المادي. نظرا لهذه النجاحات فقد كونوا جيشا قوامه أكثر من 10 آلاف مقاتل مستفيدين من الأسلحة والمعدات المتطورة التي حصلوا عليها بعد ترك القوات الحكومية معسكراتها. فنجد أنهم يمتلكون دبابات وصواريخ وطائرات بالإضافة الى الكثير من الذخائر، كل ذلك جعل لهم فرصة الاستيلاء على مساحات شاسعة في الاراضي السورية والعراقية مما أتاح لهم بعداً استراتيجيا للقتال يمكنهم من المناورة حسب طبيعة المعارك التي يشنونها. إن الفظائع التي ارتكبوها والبطش الذي مارسوه على من يقع تحت ايديهم من القتل والتعذيب والافساد في الارض يحتم علينا جميعا ان نتبرأ من أعمالهم وأن نناصبهم العداء تقربا إلى الله ومنعاً لاستفحال أمرهم ودرءاً لشرورهم، وتجاوبا مع توجيهات قيادتنا الحكيمة التي ترى أن هؤلاء القتلة خطر على أمن واستقرار المنطقة بأكملها بل قد يتعدى ذلك إلى العالم أجمع، ولقد كشف الله اهداف هؤلاء المجرمين القتلة وفضحهم على رؤوس الاشهاد. لذلك يجدر بنا الحذر من الانجرار وراء مثيري القلاقل والفتن من داعش أو القاعدة وما شابههم من المنظمات الارهابية التي تسعى الى زعزعة الامن والاستقرار لوطننا الغالي، لذلك حري بنا أن نلتف حول قيادتنا الرشيدة ونقف صفا واحدا في وجه كل من تسول له نفسه المساس بالثوابت الراسخة التي قامت عليها دولتنا. وأن نعلم أن أمننا مستهدف وأن مثل هؤلاء المتشدقين بالدين هم رأس الفتنة لنسف القيم الدينية والأخلاقية والأمنية وبالتالي إدخال البلاد في قلاقل لا سمح الله.