ظلت المنشآت الرياضية للأندية تئن تحت وطأة التجاهل وعدم التطوير ردحا من الزمن بسبب تعنّت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورفضها لفكرة التطوير والتحديث حتى تآكلت المدرجات وهرئت المكاتب والصالات وأصبحت أطلال أندية وليست أندية بمفهومها الحديث المتطور المتعارف عليه. وعلى الرغم من كل المطالب التي تقدمت بها الأندية لتطوير منشآتها على نفقتها ودون تحميل الرئاسة أي مبالغ مالية، إلا أن كل هذه المطالب وجدت الأدراج المظلمة لتتراكم عليها أتربة التجاهل والنسيان. والآن وبعد تعيين الأمير عبدالله بن مساعد تأملت الأندية خيرا في فك الحصار المفروض على منشآتها بمنحها الصلاحية الكاملة في تطوير وتعديل وتحديث ماتراه مناسبا لألعابها وخططها المستقبلية وفق آلية مدروسة ومتفق عليها من جميع الأطراف. من حق الأندية البحث عن الأفضل لمواكبة التطور الذي يحدث حولها وهي تتابع بحسرة وألم، فالأندية الخليجية لديها منشآت بعيدة كل البعد عن أحلامنا فهي تسابق الزمن بينما نحن مسكنا أطلال الزمن وعشنا أحلام تكدست عليها أتربة التخلف الرياضي والابتعاد عن منظومة التطور التي يعيشها من هم حولنا. ولهذا يجب أن ننطلق ونسارع الخطى من أجل اللحاق بالركب إما بتطوير المنشآت أو فتح المجال للاستثمار الخاص بإنشاء ملاعب للأندية ذات مواصفات عالمية وفق اتفاقيات وشراكات استراتيجية تحقق الأهداف المنشودة وتدعم رياضتنا إلى الأمام. عدم الوقوف عند ساعة الرمل التي حتما سوف تتطاير ذرّاتها مع هبوب الريح وبعدها لن يكون هناك سوى العتب والملامة والحسرة على مافات. أجزم أن كل الأندية لديها الخطط الاستراتيجية التي من شأنها كشف وجهها الاستثماري الحقيقي في هذا الاتجاه والذي يكفل لها موارد مالية كبيرة قادرة على سد ثغرة كبيرة في العجز المالي الذي تعاني منه وتحاول التغلب عليه. فقط، تنتظر الإشارة لبدء مشاريعها الكبيرة والتي أجزم أنها ستكون ثورة غير عادية للنهوض بكرة القدم السعودية ومنشآتها التي ستكون حديث الوسط الرياضي ليس العربي فحسب بل العالمي. وتعتبر هذه الخطوة هي الأولى في مجال الخصخصة متى ما أرادت الرئاسة العامة لرعاية الشباب البدء بها. فلتكن المنشآت الرياضية هي الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، الكرة السعودية تحتاج للقرار الجريء الذي يغير وجهها ويقفز بها إلى الأمام. المعاناة التي تعانيها الجماهير في كل مباراة من سوء البنية التحتية لملاعبنا بنذر بجفاء قد تدفع الكرة السعودية ثمنه وتكون المدرجات خاوية تماما. في كل دول العالم تنظر لكرة القدم على أنها مجال خصب للصناعة الاستثمارية إلا هنا فإن المستثمرين يرونها مضيعة للوقت وغير مجدية لأي مغامرة استثمارية مهما كانت صغيرة. أنديتنا تريد الخروج من عنق الزجاجة التي وضعتها لهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجعلت معاناتهم وسادة تنام عليها في سُبات عميق مفضلةً عدم فتح باب المطالبات التي قد يحرجها مع الأندية. نتمنى من الرئيس العام إعادة النظر في فتح الآفاق للأندية وتحريرها في صُنع مجدها الكروي بالطريقة التي تراها مناسبة ومثمرة. نتمنى أن تساعد الرئاسة العامة لرعاية الشباب الأندية وتجعلها تواجه المستقبل بإمكاناتها وشراكاتها الاستراتيجية وتحررها من القيود القاتلة. كل تلك الأماني تقف عند باب مكتب الأمير عبدالله بن مساعد تنتظر الإجابة كي يفتح لها الباب، فهل يكون مجيبا لها؟.