اندلعت معارك عنيفة في العاصمة الصومالية مقديشو أول من أمس، خلال تنفيذ القوات الحكومية الصومالية وقوات الاتحاد الافريقي (أميصوم) عملية نزع أسلحة ميليشيا تتمتع بنفوذ كبير، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً غالبيتهم من الميليشيويين. وانتهت المعارك صباح أمس، بسيطرة القوات الصومالية على الوضع. وأفاد شهود بأن المواجهات بدأت عندما شنّت القوات الصومالية وقوات الاتحاد الافريقي هجوماً على منزل أحمد داي، الزعيم السابق لدائرة واداجير في العاصمة الصومالية. وأوضح أحمد داي أن «قوة أميصوم والقوات الأمنية الصومالية شنّت هجوماً على منزلي في وقت مبكر من هذا الصباح، ودافعنا عن أنفسنا. ويدعون أن هدف العملية هو نزع السلاح، لكنني لا أملك أي سلاح، باستثناء بعض قطع السلاح للدفاع عن النفس»، مؤكداً أن المواجهات أسفرت عن سقوط ضحايا. وأفاد شهود عن «معارك كثيفة استمرت ساعات، واستخدم فيها الطرفان رشاشات ثقيلة وقاذفات صواريخ». وتفتقر الصومال الى سلطة مركزية حقيقية منذ سقوط النظام الاستبدادي للرئيس سياد بري عام 1991. ومنذ ذلك التاريخ، انزلقت إلى الفوضى وتحكمت فيها الميليشيات وزعماء الحرب والمجموعات الاسلامية المسلحة والعصابات الإجرامية. إلى ذلك، أغلقت قوات الأمن الصومالية إذاعة «شابيل» الصومالية المستقلة وصادرت معدّات منها واعتقلت 20 من موظفيها، بسبب تغطيتها «السلبية» تجاه القوات الحكومة، للعملية التي جرت في مقديشو أمس. وكانت هذه الإذاعة حصلت في 2010 على جائزة حرية الصحافة التي تمنحها سنوياً منظمة «مراسلون بلا حدود» وهيئة تحكيم دولية، وهي تعتبر من الإذاعات التي تتمتع باحترام كبير في الصومال، وتواجه تهديدات من حركة «الشباب» المتشددة وأغلقتها السلطات موقتاً مرات عدة في السنوات الأخيرة، كان آخرها في تشرين الأول (أكتوبر) 2013. وتصنف مرسلون بلا حدود الصومال في المرتبة 176 من أصل 180 في ترتيب حرية الصحافة في العالم.