قتل اثنان وعشرون مدنيا خلال 24 ساعة في عمليات قصف على معقل لوغانسك المتمرد الذي يحاصره الجيش الاوكراني، ويواجه وضعا انسانيا "حرجا"، كما قال لوكالة فرانس برس مندوب في الادارة الاقليمية. وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة كما تفيد المعلومات الجزئية، قتل 22 من سكان لوغانسك. واستهدف الهجوم بالهاون الاحياء الشرقية للمدينة، واصيبت حافلة ومتجر وعدد من المباني السكنية". وتحدثت بلدية لوغانسك من جهتها عن سقوط "عدد كبير من الجرحى" في القصف. ولم يعرف مصدر اطلاق النار هذا. وكانت الاممالمتحدة اتهمت في نهاية يوليو الانفصاليين والقوات النظامية باستخدام "الاسلحة الثقيلة" في مناطق مأهولة بالسكان. وكان المكتب الاعلامي للعملية التي يقوم بها الجيش الاوكراني ضد المتمردين الموالين لروسيا اعلن الخميس عن هجوم جار في شرق لوغانسك، موضحا ان مطار المدينة تعرض لإطلاق نار. وفي دونيتسك قال انفصاليون موالون لروسيا الخميس: إن عدة أحياء حول معقلهم في المدينة تعرضت لقصف عنيف، حيث تحاول قوات الحكومة الأوكرانية تشديد قبضتها. وقال الموقع الاخباري الالكتروني للانفصاليين (نوفوراسيا): إن القوات الأوكرانية ضربت أهدافا في منطقة لينينسكي من دونيتسك، كما ضربت مناطق إلى الشرق والجنوب الغربي من المدينة خلال الايام القليلة الماضية. ولم ترد معلومات عن وقوع إصابات. وقدرت الأممالمتحدة أمس الأربعاء عدد القتلى في الصراع الأوكراني بين صفوف القوات الحكومية والانفصاليين والمدنيين بأكثر من 2000 قتيل منذ بدء الصراع في ابريل، حين سيطر الانفصاليون على المباني الحكومية في شرق أوكرانيا. وتتقدم القوات الأوكرانية ببطء لفرض حصار على دونيتسك المدينة التي كان يعيش فيها وقت السلم مليون نسمة. وفي تطور لافت، ذكرت قناة روسيا 24 الحكومية الروسية الخميس أن فاليري بولوتوف زعيم المتمردين الانفصاليين في منطقة لوغانسك استقال من منصبه. وهذه هي ثاني استقالة لمسؤول كبير للانفصاليين في غضون سبعة أيام. وكان ألكسندر بوروداي كبير الانفصاليين في منطقة دونيتسك المجاورة قد أعلن استقالته في السابع من أغسطس. مساعدات معلقة من جهة اخرى، اعلن ممثل عن فرع وزارة الحالات الطارئة الروسية في موسكو ان القافلة الانسانية الروسية التي تضم حوالى 300 شاحنة والمخصصة لأوكرانيا، كانت صباح الخميس في منطقة روستوف الحدودية (جنوبروسيا). وقال: ان "القافلة في منطقة روستوف" الحدودية مع شرق اوكرانيا، حيث تدور معارك بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا. ولم ينف او يؤكد متحدث اخر باسم وزارة الحالات الطارئة المحلية في منطقة روستوف، هذا النبا. وقال: "لا نبث اي معلومات عن هذه القافلة". والقافلة المحملة بحسب موسكو بأكثر من 1800 طن من الاغذية والادوية والمولدات، كانت متوقفة مساء الاربعاء في مطار فورونيج العسكري على بعد 300 كلم من الحدود الاوكرانية، وفقا لمصور وكالة فرانس برس على الارض. وبقيت القافلة فيه الليلة قبل الماضية؛ بسبب اختبار القوة بين موسكو وكييف حول طريقة توزيع المساعدات على الاراضي الاوكرانية. وتشتبه اوكرانيا كما عدة دول غربية في ان تكون القافلة التي انطلقت صباح الثلاثاء من قاعدة عسكرية في ضواحي موسكو تستخدم تغطية لتدخل روسي محتمل في اوكرانيا. وهو سيناريو وصفته وزارة الخارجية الروسية ب"غير المعقول". وتتهم كييف والغرب روسيا بمد الانفصاليين بالاسلحة منذ اندلاع النزاع ما تنفيه موسكو. في المقابل، اعلنت السلطات الاوكرانية الخميس انها ارسلت قافلتها من المساعدات الانسانية الى السكان الذين يقيمون في معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك، فيما تتوجه قافلة روسية الى الحدود الاوكرانية للغاية نفسها. وقال الجهاز الاعلامي للرئاسة في بيان: "في الساعة 11,00 من الخميس 14 اغسطس، سترسل من مدن كييف ودنيبروبيتروفسك وخاركيف الاوكرانية الثلاث قافلة من شاحنات المساعدة الى سكان لوغانسك ودونيتسك". واضاف البيان: ان "الصليب الاحمر سيوزع هذه المساعدة على المدنيين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك" معقلي المتمردين الموالين لروسيا. والقافلة الاوكرانية المؤلفة من 15 شاحنة تنقل 240 طنا من المواد الاولية الضرورية، ستتوقف في مدينة ستاروبيلسك التي تسيطر عليها الحكومة وتبعد 97 كلم شمال لوغانسك، حيث ستتسلمها اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وقد قررت السلطات الاوكرانية الاربعاء تخصيص 10 ملايين هريفنيا (570 الف يورو) للحاجات الانسانية للسكان في شرق البلاد الذين يواجهون المعارك منذ اربعة اشهر بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات الموالية. وتختلف اوكرانياوروسيا منذ ايام على اجراءات توزيع مساعدة انسانية روسية على معقلي دونيتسك ولوغانسك المتمردين اللذين يحاصرهما الجيش الاوكراني ويواجهان وضعا انسانيا "حرجا". وعلى غرار عدد كبير من البلدان الاوروبية، تتخوف اوكرانيا من ان تستخدم هذه القافلة التي انطلقت صباح السبت من قاعدة عسكرية في ضواحي موسكو وتوقفت في جنوبروسيا، غطاء لتدخل روسي محتمل في اوكرانيا. ووصفت وزارة الخارجية الروسية هذا السيناريو بأنه "عبثي". واقترحت كييف اخيرا امس الاربعاء ارسال المساعدة على ان يوزعها الصليب الاحمر في لوغانسك، بعد تفتيشها على مركز حدودي قريب من هذه المدينة. وقف نزيف الدم وردا على الاتهامات الغربية ضد روسيا، قال الرئيس فلاديمير بوتين الخميس: إن روسيا ستفعل ما بوسعها لوقف نزيف الدم في أوكرانيا، حيث تقاتل القوات الحكومية متمردين موالين لموسكو في الشرق. وأضاف خلال زيارة لمنطقة القرم التي ضمتها روسيا إليها في وقت سابق هذا العام: "سنفعل كل ما بوسعنا لينتهي الصراع في أسرع وقت ممكن، حتى يتوقف نزيف الدم في أوكرانيا". وقال بوتين: إن الروس بحاجة للعمل من أجل صالح بلادهم، وليس الصراع مع العالم الخارجي. وأضاف: "يجب أن نبني بلدنا بهدوء وكرامة وفعالية وألا نبعدها عن العالم الخارجي.. نحتاج إلى التعزيز والتعبئة ليس من أجل الحرب أو أي نوع من المواجهة.. وإنما من أجل العمل الجاد باسم روسيا".