من منطلق الوجوب على ولي أمر الفتاة أن يختار لها الرجل الكفء الصالح، ممن يرضى دينه وأمانته وأن يراعي مصلحتها لا مصلحته هو، كونه مؤتمنًا ومسؤولًا عما ائتمنه الله عليه. قال الشيخ الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض سابقًا وأستاذ الفقه والأصول في جامعة القدس، د. حسام الدين عفانة: على الآباء أن يتقوا الله في بناتهم وألا يقدموا على تزويجهنَّ إلا بعد ما يتأكدون من صفات الخاطب الحسنة، وأنه صاحب خلقٍ ودين، ولو كان فقيرًا، لأن السعادة التي يرجونها لبناتهم قد لا تتحقق بالمال وحده فليست المناصب والمال والجاه والحسب والنسب هي مؤهلات الزوج الصالح فقط؛ فكم من صاحب مالٍ أو جاهٍ أو منصب أشقى زوجته وأتعسها. وأضاف: إن المعيار الحقيقي هو معيار الشرع، مستدلًا بقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه فإن لم تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير)، منوهًا إلى أن السعادة الزوجية لا تتحقق في جمال الزوجة فقط، وقال: كثيرًا ما نسمع عن الصفات التي يرغب الشباب في توافرها في المرأة والتي يريدونها زوجة المستقبل بأن تكون غايةً في الجمال؛ نعم إن الجمال مطلوب، ولكن ليس هو فقط، يقول النبي "صلى الله عليه وسلم": (تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري ومسلم.