عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) . هذا عن المرأة .. فعلام يُنكح الرجل؟ هناك حديث نبوي يقول: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)، كما يقول صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) *** وهكذا فإن هناك شروطاً للزواج الناجح إذا اكتملت أدت إلى نجاح الزواج. ونستشف من الحديث الأول تعديد مقاصد الناس في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ). أما الحديث الثاني فإنه موجه لأولياء الأمور يحثهم على تسهيل الزواج، أما الثالث فهو لعموم الشباب وعموم الراغبين في النكاح، لبيان أن النكاح لا بد له من مؤنة وكفاية حتى يستطيع الزوج القيام بما يجب عليه من النفقة والكسوة والسكنى. *** نأتي بعد هذا إلى قضيتنا التي ناقشناها يوم أمس وهي الزواج من الخارج، والضوابط التي تضعها الأنظمة لتنظيمه. فإذا كان الشرع الحميد قد حدد لنا معايير للزواج فإنه لم يُحدد تقييده بمنطقة جغرافية معينة. وإذا كان طلب العلم لا يحده مكان بل، وكما جاء في الأثر، (اطلبوا العلم ولو بالصين)، فإن الزواج، إذا توافر فيه الشروط الشرعية الواجبة، لابد، في رأينا، أن لا يُوضع له قيود. فقلب المُحب يجب أن يكون طليقاً يقع أو يحط على من اختاره بلا حدود. ويصور الخيال الغربي الحب في هيئة كيوبيد يحمل جعبة السهام على ظهره, ويدور جارحاً القلوب, لا يبالي, يجرح ويجرح, لا يهتم, ولا يعنيه العاشقين النازفين المتألمين. وبينما سهام كيوبيد تكون عمياء قاتلة، فإن الحب الطاهر الذي ينتهي بجمع المحبين في رباط مُقدس ويؤلف بين القلوب هو حُب يضعه الله في قلوب المحبين. قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن الله إذا قارب بين القلوب، لم يزحزحها شيء. *** يبقى القول بالطبع بأنه إذا كانت الدول قد وضعت ضوابط للزواج فإنها راعت في ذلك صالح المجتمع وأبنائه والسلبيات التي قد تنشأ عن مثل هذه الزيجات. وإذا كنا مع حرية القلب في الاختيار، فإننا، ونتيجة لإساءة استخدام هذه الحرية، لا نقف أمام وضع ضوابط لمثل هذه الزيجات. وأنهي بطرفة عن الزواج عن أن سعودية متزوجة من مدة طويلة، سألها زوجها (السعودي): حبيبتي مبسوطة معاي ؟ قعدت تضحك !! قالها : ليش تضحكين ؟ قالت : ذكرتني بالخطوط السعودية ما عندنا إلا هي ... وفي نهاية كل رحلة يقولون لنا شكراً لاختياركم؟! [email protected]