إذا رأيت شخصا يتشاجر مع شخص آخر أو مجموعة من الناس يتصارعون ويتضاربون مع بعضهم البعض أمام العامة, تستطيع أن تقول على هذا المشهد المؤسف (مشهد غير حضاري), وإذا شاهدت إنسانا يلقي بفضلاته من شباك ( الحافلة أو الباص ) أيضا نطلق عليه ( أسلوب غير حضاري ) , وإذا سمعت ألفاظا نابية وغير مستحبة من جمهور الكرة, موجهة للاعب أخفق في تسجيل هدف أو آخر تسبب في دخول هدف في فريقهم, أو كما نرى بعض المشجعين يرمون بالعبوات الفارغة والكلمات الفارغة أيضا على الفريق الخصم , في هذه الحالات غير المرغوبة, كل من يشاهدها ويسمعها يقول عنها ( تشجيع غير حضاري ), وإذا نظرت إلى مدخن وهو يخرج الدخان من فمه ويملأ به مكتبه أو أي مكان آخر, دون أن يعطي اعتبارا أو أي اهتمام للآخرين الذين يتأذون من التدخين ويؤثر سلبيا عليهم, هذا المدخن الذي يهدر ماله وصحته وصحة الآخرين, أقل ما يقال عنه أنه مستهتر وغير حضاري, إن هذه السلبيات وغيرها المنتشرة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية, منبوذة أخلاقيا بل تسيء إلينا وتعطي للآخرين صورة معاكسة عن بلادنا الإسلامية , فهي لا تعبر قطعا عن الوجه الحقيقي لحضارتنا ومبادئنا الإسلامية, التي تدعو إلى الرقي والتقدم الحضاري, أما ما يجب علينا فعله كشعوب مسلمة أساس الحضارة والتقدم أن نكون قدوة لغيرنا في أقوالنا وأفعالنا وفي تحركاتنا ومجالسنا, ليرى الغير منا التقدم الحقيقي والأخلاق الحميدة التي زرعها الإسلام في جذور آبائنا وأجدادنا وتعلمناها من خير العباد وخير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال (“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”). الزواج المثالي إن من أهم الأسباب الرئيسية التي توفر للأسرة السعادة الحقيقية , حسن اختيار شريك الحياة , فهناك قواعد ومعايير وأسس إسلامية لبناء الأسرة المسلمة , إذا تم تطبيقها يضمن لها استقرارها واستمرار مسيرتها بنجاح, لذا ينبغي على كل مسلم مقبل على الزواج أن يضع أمامه صفات الزوجة الصالحة التي حددها رسولنا الكريم قبل أن يتخذ قراره الحاسم , حيث قال صلى الله عليه وسلم: ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) , كما يجب على أهل الفتاة وولي أمرها أن يضعوا حديث رسول الله نصب أعينهم قبل الرد على من جاء لخطبتها حيث قال صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) , إذن الزوج المتدين والزوجة المتدينة هم أساس تكوين أسرة صالحة, فالمرأة المؤمنة لا تخون زوجها ولا تتخلى عنه وقت الضيق بل تكون عونا لزوجها في مشوار الحياة وتصون كرامته في غيابه وكذلك يفعل الرجل المؤمن للحفاظ على زوجته وأسرته .