كشف المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، عن اتجاه دول الخليج لرفع حالة الطوارئ لمواجهة إيبولا، من خلال وضع خطط موحدة للدول الأعضاء تتضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهته، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بالمرض، ودعا في حوار خاص ل«اليوم» الدول الخليجية لأن تكون جميع منافذها الجوية والبرية والبحرية على أهبة الاستعداد واليقظة، واتخاذ الاحتياطات القصوى في مراقبة القادمين من الدول التي ظهر بها الفيروس، وأضاف د. خوجة: إن المكتب التنفيذي يقوم بدور هام لتكثيف وتنسيق الجهود والأنشطة والربط بين الدول الأعضاء من خلال تبادل المعلومات والخطط والإجراءات لمكافحة هذا الفيروس، وأيضا موافاة دول المجلس بأحدث المعلومات المتاحة سواء من منظمة الصحة العالمية أو مركز مكافحة الأمراض "CDC" في أطلانطا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، والمركز الأوروبي لمراقبة انتشار الأوبئة "ECDC" وغيرها، ووكالات الأنباء ويتم موافاتهم أولاً بأول بأي تطورات للموقف، وفيما يلي التفاصيل. حمى نزفية حدثنا عن أهم الحقائق الحالية عن مرض إيبولا؟ مرض فيروس «إيبولا» هو مرض يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلا، ويصل معدل الوفيات التي تسببها الفاشية إلى90%، وتندلع أساسا فاشيات حمى الإيبولا النزفية في القرى النائية الواقعة في وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، ينتقل فيروس الحمى إلى الإنسان من الحيوانات البرية، وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سرايته من إنسان إلى آخر، ويتطلب المصابون بالمرض رعاية دائمة مركزة، بالإضافة إلى أنه ليس هناك من علاج أو لقاح نوعيين مرخص بهما ومتاحين للاستخدام لا للإنسان ولا للحيوان. إصابة البشر متى كان الظهور الأول لمرض إيبولا عالميا.. وأين تكمن خطورته؟ ظهرت أولى فاشياته في آن معا في كل من نزارا، السودان، ويامبوكو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وحدثت الفاشية الأخيرة في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه، وخطورة في إمكانية أن يتسبب فيروس الإيبولا في إصابة البشر بفاشيات الحمى النزفية الفيروسية، ويوقع في صفوفهم وفيات يصل معدلها إلى 90 %. طرق العدوى ما هي أنواع فيروس مرض «إيبولا».. وطرق انتقال العدوى؟ يتكون فيروس الإيبولا من خمسة أنواع مختلفة، هي: بونديبوغيو، وساحل العاج وريستون، والسودان، وزائير، وتنتقل عدوى الإيبولا إلى الإنسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى، وتنتشر من إنسان إلى آخر من خلال ملامسة دم الفرد المصاب بها أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، ملامسة جثة المتوفى أثناء مراسم الدفن، بالإضافة إلى السائل المنوي الحامل للعدوى خلال مدة تصل إلى سبعة أسابيع عقب مرحلة الشفاء السريري، وطريقة العدوى العاملون في مجال الرعاية الصحية. مرض فيروسي ما هي أعراض مرض «إيبولا».. وهل يوجد لقاح للمرض ؟ حمى الإيبولا النزفية مرض فيروسي حاد يتميز غالبا بإصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق والتقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي، اختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة في بعض الحالات بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء، وتظهر النتائج المختبرية انخفاضا في عدد الكريات البيضاء والصفائح الدموية، وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات، فيما تتراوح فترة حضانة المرض «الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه» بين يومين إلى 21 يوما، فيما لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية، وقد أظهرت العلاجات ببعض الأدوية نتائج واعدة في الدراسات المختبرية، وهي تخضع للتقييم حاليا، ويجري اختبار العديد من اللقاحات. توزيع جغرافي ما هو المضيف الطبيعي لفيروس الإيبولا.. وشكله في الحيوانات؟ خفافيش الفاكهة، وخاصة أنواع الأجناس «Hypsignathus monstrosus و Epomops franqueti و Myonycteris torquata» منها، على أنها يُرجّح أن تكون المضيف الطبيعي لفيروس الإيبولا، وعليه قد يكون التوزيع الجغرافي لفيروسات الإيبولا متداخلا مع طائفة خفافيش الفاكهة، برغم أن المقدَّمات غير البشرية هي مصدر عدوى الإنسان بالمرض فإن من المعتقد أنها لا تمثل مستودعا للفيروس، بل مضيفا عرضيا له كالإنسان، وتبيّن منذ عام 1994 أن فاشيات فيروس إيبولا من نوعي زائير وساحل العاج موجودة في حيوانات الشمبانزي والغوريلا، وقد تسبب فيروس إيبولا ريستون في استشراء فاشيات حادة من الحمى النزفية الفيروسية بين قردة المكاك التي رُبِّيت في مزارع الفلبين والقرود التي استوردتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأعوام 1980 و1990 و1996 وتلك التي استوردتها إيطاليا من الفلبين في عام 1992. حجر صحي بالتأكيد هناك طرق للوقاية من المرض.. ما أبرزها؟ أولا: مكافحة فيروس إيبولا ريستون في الحيوانات الداجنة، من خلال التنظيف الروتيني وتطهير حظائر الخنازير أو القردة له دور فعال في تعطيل نشاط الفيروس، وينبغي أن يُفرض حجر صحي على المكان فورا إذا اشتُبِه في اندلاع فاشية، وإعدام الحيوانات المصابة بعدوى المرض، بالتلازم مع التدقيق في الإشراف على دفن جثثها أو حرقها، للحد من مخاطر سراية العدوى من الحيوان إلى الإنسان، وفرض قيود أو حظر على نقل الحيوانات من الحظائر المصابة بعدوى المرض إلى مناطق أخرى، وإنشاء نظام فعال لترصد صحة الحيوانات للكشف عن حالات الإصابة الجديدة بالمرض. عوامل الخطر وثانيا: الحد من خطر إصابة الإنسان بعدوى فيروس الإيبولا برفع الوعي بعوامل خطر عدوى الفيروس، والتدابير الوقائية التي يمكن أن يتخذها الأفراد هي السبيل الوحيد للحد من حالات العدوى والوفيات بين البشر، وينبغي أثناء اندلاع فاشيات حمى الإيبولا النزفية بأفريقيا أن تركز رسائل التثقيف بشؤون الصحة العمومية الرامية إلى الحد من مخاطر المرض على العوامل المتعددة التالية، بعدم ملامسة خفافيش الفاكهة أو القردة - النسانيس المصابة بالعدوى وتناول لحومها النيئة، وينبغي ملامسة الحيوانات بارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة، كما ينبغي أن تُطهى منتجاتها «من دماء ولحوم» طهيا جيدا قبل تناولها، وعدم الاتصال المباشر أو الحميم بمرضى مصابين بالعدوى، يجب دفن من يلقى حتفه بسرعة وبطريقة مأمونة. ممارسات مأمونة وثالثا مكافحة عدوى المرض في مؤسسات الرعاية الصحية من خلال اتخاذ تدابير لتوفير الرعاية الصحية للمرضى الذين يُشتبه في إصابتهم بعدوى الإيبولا أو تتأكد إصابتهم بها وتعزيز التحوطات المعيارية، ولاسيما نظافة اليدين، واستخدام معدات الوقاية الشخصية واتباع ممارسات مأمونة في حقن المرضى ودفن الموتى. ترصد وبائي ما هي جهود دول المجلس لمكافحة انتشار مرض فيروس إيبولا ؟ قامت دول الخليج برفع درجة الترصد الوبائي والطوارئ لمكافحة الأمراض المعدية الطارئة، وتعزيز الجاهزية والقدرات الأساسية للتعامل مع هذه المواقف الطارئة، وإيقاف بعض دول المجلس إصدار تأشيرات العمل والدخول للوافدين من الدول الموبوءة ضمن الإجراءات الوقائية الاحترازية، والتعامل الإعلامي مع هذا الفيروس استنادا إلى المعلومات المبنية على الأدلة والبراهين ضمن فعاليات التوعية الصحية عبر كافة وسائل الإعلام، والطلب من الدول الأعضاء العمل على تعزيز محتويات الصفحة الخاصة ب «إيبولا» فيروس على موقع المكتب التنفيذي، خاصة بما يستجد لديهم والإجراءات الاحترازية المتخذة وأدلة الإجراءات المعيارية، وما يتم نشره في وسائل الإعلام، و تفعيل التنسيق والتعاون بين دول المجلس والإبلاغ عن أي حالات مؤكدة لا سمح الله، تبادل الخطط والأدلة الإرشادية الوطنية للتعامل مع هذا المرض. معايير التحكم هل هناك إجراءات احترازية للوقاية من إيبولا خلال العمرة والحج؟ قامت المملكة العربية السعودية بفرض حظر على تأشيرات العمرة والحج من الدول الموبوءة، وقامت وزارة الصحة بإشعار وتعريف منسوبيها في شتى منافذ وموانئ الدخول للمملكة بكيفية التعرف والتعامل مع هذه الحالات، بما في ذلك معايير التحكم في العدوى ومتابعة الوضع الوبائي للمرض عن كثب بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية للنظر في منع القادمين من أي دول يظهر فيها المرض من جراء عدوى داخل البلد نفسها. تنسيق الجهود المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون له دور هام.. ما أبرز ملامحه؟ يقوم المكتب التنفيذي بدور هام لتكثيف وتنسيق الجهود والأنشطة والربط بين الدول الأعضاء من خلال تبادل المعلومات والخطط والإجراءت لمكافحة هذا الفيروس وأيضا موافاة دول المجلس بأحدث المعلومات المتاحة سواء من منظمة الصحة العالمية أو مركز مكافحة الأمراض "CDC" في أطلانطا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، والمركز الأوروبي لمراقبة انتشار الأوبئة "ECDC" وغيرها، ووكالات الأنباء ويتم موافاتهم أولاً بأول بأي تطورات للموقف، كما تم إنشاء صفحة خاصة «إيبولا فيروس» ضمن الموقع الإلكتروني الخاص بالمكتب التنفيذي، وتتضمن الخطط التنفيذية للوقاية والمكافحة بدول المجلس، والربط مع المواقع العالمية ذات العلاقة المباشرة، والمحاضرات العلمية الحديثة في هذا المجال، وأهم المقالات والمنشورات الإعلامية والصحفية الصادرة في دول المجلس، والربط المباشر مع ضباط الاتصال المسؤولين في جميع دول المجلس. استعداد ويقظة هل توجد توصيات للمكتب التنفيذي لدول الخليج بهذا الشأن؟ أولى التوصيات هي أن تكون جميع منافذ دول المجلس الجوية والبرية والبحرية على أهبة الاستعداد واليقظة واتخاذ الاحتياطات القصوى في مراقبة القادمين من الدول التي ظهر بها الفيروس، وعلى وزارات الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة المتابعة والمراقبة المستمرة لتطورات انتشار فيروس الإيبولا، وأهمية تفعيل دور ضباط الاتصال فيما يخص تبادل وسهولة الحصول على المعلومات، وسرعة الإبلاغ عن حالات الإصابة مصحوبة بتاريخ المخالطة إن وجدت، وتعزيز أنظمة الترصد والمراقبة والعمل على استمرارية خلو دول المجلس من الفيروس، وتوفير كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة لمكافحة انتشار الفيروس، وتبادل التجارب حول طرق ونتائج الرعاية الصحية والمعالجة، ورفع مستوى الوعي للمواطنين ومقدمي الخدمات الصحية عبر جميع وسائل الإعلام المختلفة، وضع خطط وطنية وخطة موحدة للدول الأعضاء ضمن الإجراءات الاحترازية. فاشيات حمى الإيبولا تنتشر في القرى النائية ووسط وغرب أفريقيا أصابع الاتهام تشير إلى خفافيش الفاكهة بكونها مضيف الفيروس تعزيز أنظمة الترصد والمراقبة وتطهير الحظائر