احتضنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية 76 مشروعاً تقنياً محتضناً، أسهمت جميعها في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، حيث بلغت القيمة السوقية ل20 مشروعاً محتضناً أكثر من 145 مليون ريال، سعياً منها لنشر ثقافة الوعي بريادة الأعمال وزيادة عدد المشاريع المحتضنة ببرنامج "بادر". وتتمحور مشاريع "بادر" في حاضنات ثلاث: "تقنية المعلومات والاتصالات"، و"التقنية الحيوية"، و"التصنيع المتقدم"، وساهم البرنامج في زيادة الإنتاجية وتنويع مصادر الدخل وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية للشباب السعودي، ويقوم بدور مهم في التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة لتطوير ريادة الأعمال التقنية. وتلعب ريادة الأعمال دوراً مهماً في اقتصاد المملكة من خلال توفير أنشطة اقتصادية جديدة عن طريق البحوث والتطوير والإنتاج والتوزيع للمنتجات والخدمات المبتكرة، حيث شملت المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم 92 في المائة من شركات المملكة، وتوظف هذه نحو 80 في المائة من القوة العاملة في السوق السعودي. وفي هذا الاتجاه سارعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإنشاء برنامج بادر لحاضنات التقنية في عام 2007م، ليكون برنامجاً وطنياً شاملاً يسعى إلى تفعيل وتطوير حاضنات الأعمال التقنية لتسريع ونمو الأعمال التقنية الناشئة لرواد ورائدات الأعمال التقنية في المملكة. ويضطلع البرنامج بتطوير وتوطين التقنية في المملكة من خلال جهوده في توفير جميع العناصر الأساسية لدعم ورعاية رواد ورائدات الأعمال السعوديين، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع استثمارية واعدة، وتوفير البيئة المناسبة لنمو المؤسسات التقنية الناشئة التي تقوم على مبدأ تقليل المخاطر والتركيز على تطوير الأعمال. وينفذ البرنامج من خلال تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات والأنشطة التوعوية الهادفة إلى تطوير ريادة الأعمال التقنية، وبناء القدرات وإعداد الكفاءات المهنية المتخصصة بإتباع أحدث وأنجح الأساليب العالمية المتبعة في مجال ريادة الأعمال التقنية، إضافة إلى تشجيع الشباب السعودي على ثقافة العمل الحر وتعزيز روح الإبداع والابتكار لديهم. وتحقيقاً لرؤية المدينة في تحويل الاقتصاد السعودي القائم على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد مبني على المعرفة يحركه الإبداع والابتكار وتطوير ريادة الأعمال التقنية واستثمار المواهب البشرية الوطنية المتنامية لإحداث نهضة اقتصادية شاملة وتحقيق التنمية المستدامة، يقوم برنامج بادر باحتضان المشاريع التقنية التي يكون فيها مستوى الابتكار التقني عالياً جداً. ويحتوي البرنامج كل الاختراعات سواء أكان ذلك اختراعاً جديداً أو تطويراً لمنتج قائم يؤدي إلى حل لمشكلة معينة في مجال التقنية، بشرط أن يكون قابلاً للتطبيق والتسويق، وأن يكون الرائد المطور للمشروع لديه معرفة بالسوق وفهم للمنافسة الموجودة، ويستطيع أن يصف فرصة النجاح لمشروعه بوضوح، بالإضافة إلى وجود تجانس وتوافق بين أعضاء الفريق المنفذ للمشروع. واستطاع البرنامج رغم الفترة الوجيزة لانطلاقته إنشاء ثلاث حاضنات هي: "حاضنة بادر للتقنية، والمعلومات، والاتصالات"، وهي أول حاضنة يتم إنشاؤها بالبرنامج في نهاية عام 2008م، وتهدف إلى تعزيز نمو المشاريع في مجالات: "أجهزة الحاسبات والاتصالات، البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، البرمجيات والحلول، الوسائط المتعددة". وتواصلت مسيرة النجاح لبادر بإنشاء "حاضنة بادر للتقنية الحيوية" في نوفمبر عام 2009م، لتعمل على دعم وتأسيس وتطوير قطاع الأعمال في التقنية الحيوية في مجالات: "الصحة والطب والصيدلة، القطاع البيئي، القطاع الزراعي، الصناعات المتعلقة بالتقنية الحيوية". بعدها أنشأ البرنامج "حاضنة بادر للتصنيع المتقدم" في مايو 2010م، لخدمة رواد الأعمال المهتمين بتأسيس شركات جديدة في مجالات: عمليات التصنيع المتقدمة، إنتاج المواد الصناعية المتقدمة، المنتجات الجديدة والمبتكرة، ويجري البرنامج استعداده حالياً لإطلاق "حاضنة بادر للطاقة". ويتمتع رواد الأعمال الذين يتم احتضانهم في برنامج بادر بعدة خدمات متميّزة تشمل: "المساعدة في تطوير خطط العمل للمشاريع المحتضنة، وإعداد ورش عمل بمواضيع مختلفة لتطوير المهارات الفردية للمحتضنين، وتقديم استشارات قانونية وإدارية وتسويقية، وبناء علاقات مع الجهات التجارية في السوق التجاري السعودي والعالمي"، بالإضافة إلى المساعدة في الحصول على تمويل مالي بتسهيل الوصول لمصادر الدعم المادي، وتقديم مختلف أوجه الدعم والمساعدة لتطوير وإنجاح المشروع المحتضن، وكذلك توفير مقر للمشاريع المحتضنة بمقر برنامج بادر، وتوفير الخدمات المكتبية على مدار الساعة. كما يقدم أيضاً برنامج بادر للمحتضنين، برنامج الوعي بريادة الأعمال التقنية لتنمية مشروعاتهم ومساعدتهم في التعريف بمبادئ الالتزام، وكذلك برامج ما قبل الاحتضان لمساعدتهم على تقويم مفاهيمهم وإجراء الأبحاث المبدئية للسوق من خلال ورش العمل والندوات والجلسات الاستشارية الفردية. ولا يقتصر الأمر على ذلك، وإنما يوفر معامل حديثة ومتطورة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وتجهيز "الغرف النظيفة" بمواصفات عالمية لمساعدة المحتضنين في حاضنة التقنية الحيوية على إنتاج العينات الأولية بدقة فائقة، فضلاً عن نجاح بادر في إنشاء مركز لتصنيع النماذج الأولية في حاضنة التصنيع المتقدم من خلال توفير أكبر وأحدث "ماكينة تصنيع النموذج الأولي"، لمساعدة جميع المخترعين ورواد الأعمال السعوديين في تصميم وتحسين منتجاتهم من بداية تطوير الفكرة وصولاً إلى صناعة المنتج الأولي بالسرعة والجودة المطلوبة. وتميّز بادر بتقديم خدماته كافة بجودة وكفاءة عالية، مما أهله للحصول على شهادة الجودة العالمية الشاملة الأيزو ISO9001، لنجاحه في تحقيق شروط ومعايير الأيزو الدولية في نظام إدارة الجودة وتطوير أساليب تقديم الخدمات وتهيئة بيئة العمل المحفزة للابتكار وريادة الأعمال في المملكة. ونجح برنامج بادر في تنظيم عدة فعاليات وأنشطة هامة لدعم ريادة الأعمال التقنية في المملكة، من أبرزها "المؤتمر السعودي الدولي لحاضنات التقنية الذي يعقد سنوياً برعاية خادم الحرمين الشريفين، ولقاءات ستارت آب ويكند، وفعاليات جلوبال كونكت، ومبادرة التحدي الوطني للريادة التقنية بالتعاون مع شركة انتل العالمية، ولقاءات جوجل دي، وعرب نت ويوتيوب وغيرها من الفعاليات التي وصل عددها 57 فعالية، استفاد منها أكثر من 10آلاف من أبناء وبنات الوطن المهتمين بريادة الأعمال.