في الكلمة الضافية والمعبرة التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - للأمتين العريية والاسلامية، ما يدفع للتأمل الطويل حول الأوضاع المزرية التي وصل لها العرب والمسلمون في أحلك ظروفهم التي لم يعرفوا لها مثيلا من قبل، فقد ظهرت الفتن برؤوسها الكريهة على أصقاع عديدة من الأراضي العربية والاسلامية، وظهر الحاقدون على الاسلام من الارهابيين ليعيثوا فسادا في الأرض، ناشرين بأفكارهم المنحرفة والضالة أساليب العنف والدمار باسم الإسلام، والاسلام منهم ومن أفاعيلهم بريء. ان من أكبر العيوب كما نوه خادم الحرمين الشريفين في كلمته الهامة، أن يمارس أولئك الارهابيون أفاعيلهم الاجرامية باسم الدين، وهو بريء منهم ومن أضاليلهم، ولعل من الغريب أن يتباهى أولئك المجرمون الضالون بكل أعمالهم الاجرامية، والادعاء أنها لصيقة بمبادئ وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة، وهذه تصرفات إجرامية أدت الى تشويه صورة الاسلام الناصعة، وخلط الأوراق أمام كثير من دول العالم التي خدعت شعوبها بهذا الخلط والتشويه، فظنوا أن تلك الأفعال الارهابية الاجرامية لها صلة مباشرة بالعقيدة الاسلامية السمحة. غير أن أصحاب العقول النيرة في كل أصقاع الأرض يدركون تماما، أن ما يصدر عن تلك الفئات الضالة لا علاقة له بالاسلام من قريب أو بعيد، وعلى المخلصين من أبناء الأمتين العربية والاسلامية الوقوف في وجه أولئك الارهابيين لأداء واجبهم المنوط بهم لكشف ادعاءاتهم الباطلة، فأولئك المجرمون يريدون خطف الاسلام والادعاء بأن عملياتهم الارهابية لصيقة بالدين الاسلامي، وهذا أمر غير صحيح على الاطلاق. وإزاء ذلك فان العرب والمسلمين يمرون بمرحلة تاريخية حرجة لا بد أن يتحلوا عبرها باليقظة، فأولئك المشوهون لصورة الاسلام انما يريدون تفريق الأمتين العربية والاسلامية، ومحاولة تشويه الصور الناصعة للعقيدة الاسلامية. ولعل إرهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل اليوم خير شاهد على ذلك، فما يجري من عدوان غاشم على أراضي غزة هو ظلم فادح يرتكب ضد مبادئ الاسلام العادلة، ويرتكب تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا إزاء اهدار حقوق الانسان، والقفز على مستحقات الشعب الفلسطيني المهدرة التي صدر بشأنها قرارات أممية صريحة ومعلنة، غير أن المجتمع الدولي لا يزال ملتزما بصمته الطويل، وكأن الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد، وهو صمت لا مبرر له على الاطلاق. ويعلم المجتمع الدولي أن ارهاب الدولة سوف يؤدي الى خروج أجيال لا يميلون الى الحوار الذي طرحه خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - قبل عشر سنوات، وإنما يميلون الى إشاعة العنف والفتن، وقد أصيب العالم بخيبة أمل لعدم تفعيل سياسة الحوار، وقد آن الأوان للعودة اليها لقطع الطريق أمام الارهابيين وإخماد أصواتهم الشريرة، والا فان النار سوف تحرق الجميع وستكون الدول المسالمة ضحية لأفاعيل أولئك الأشرار السادرين في غيهم وأضاليلهم، ومحاولاتهم الدنيئة للنيل من العقيدة الاسلامية وإلصاق ارهابهم بها.