الكلمة الضافية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «يحفظه الله» قبل أيام للأمتين العريية والاسلامية ترسم بوضوح وجلاء خريطة طريق لا تخطئ العيون المجردة رؤية معالمها لمحاصرة الارهاب وتقليم أظافر الارهابيين في كل أجزاء المعمورة دون استثناء. ولعل من الملاحظ أن تلك الكلمة الضافية جاءت في توقيتها الصحيح فقد تصاعدت الأعمال الارهابية في كثير من الأمصار والأقطار بما فيها ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل في غزة بشكل لا بد أن يدفع المجتمع الدولي كله للتحرك السريع والفاعل في سبيل وضع نهايات قاطعة لتلك الأعمال الاجرامية التي بدأت تتحول الى ظاهرة خطيرة ليس من السهل التكهن بما سوف تفضي اليه من نتائج وخيمة على حرية الشعوب وكرامتها واستقلالها، وللأسف الشديد أن تلك الحركات الارهابية تحاول تمرير أفاعيلها الشريرة باسم الشريعة الاسلامية السمحة رغم أن العلاقة مفصومة تماما بينها وبين سماحة وعدالة ووسطية الاسلام. وتخدع شرائح كبرى في أوساط الرأي العام العالمي حينما تظن أن العلاقة بين الاسلام والارهاب وثيقة كما يحاول أولئك الارهابيون الحاقدون ترويجها بين تلك الأوساط، وفي هذه الحالة يظهر التشويه الواضح لمبادئ العقيدة الاسلامية وللمسلمين، وإزاء ذلك فان استنهاض همم العلماء والمفكرين التي دعا خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» لتبيان مساوئ أولئك المنحرفين الضالين وتصحيح الصورة المشرقة للعقيدة الاسلامية للرأي العام العالمي مهمة جليلة لابد من تبنيها والاضطلاع بها لنصرة الدين الاسلامي وابعاده عن تلك الشبهات التي يحاول الارهابيون الصاقها به وهو منها ومن أفاعيلهم الشريرة بريء تماما، فالأفكار الهدامة التي يمارسها أولئك المغرضون للنيل من العقيدة الاسلامية بسماحتها ووسطيتها وعدالتها تمثل توجها خطيرا لابد أن يحاربه علماء الأمة الاسلامية ومفكريها بطريقة فاعلة وحاسمة تضع الأمور في نصابها والنقاط على حروفها. لقد رسم خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» بدعوته الصادقة لمواجهة حركات الارهاب في كل مكان خريطة طريق واضحة المعالم والأهداف لمحاصرة تلك الحركات واخماد نيرانها المتأججة في كثير من الأمصار والأقطار، فاذا كانت موجات الارهاب بمختلف مسمياتها قد انتشرت في الأرض بأكثر من لبوس ولبوس فان ارهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني لا يقل خطرا عن تلك الموجات، وعلى المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته القيام بأدواره المسؤولة لوقف هذا الارهاب البغيض والحد من طغيانه واستمرار سخريته واستهزائه بكل القرارات والمواثيق والأنظمة الأممية، فالمذابح التي ترى بعيون العالم المجردة في قطاع غزة تؤكد أن ظاهرة ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل لا يجب السكوت عن فظائعه ومسالكه الخطيرة والا فان آثاره السلبية سوف تنعكس على أجيال المستقبل ليغدو الارهاب ظاهرة قد يكون من الصعب التخلص منها. ولا شك أن طرح خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» قبل عشر سنوات لفكرة محاصرة الارهاب واحتوائه عبر مشر وعات جماعية لا فردية كان صافرة انذار للعالم كله، غير أن تلك الفكرة لم تفعل بصورتها المأمولة فظهرت الرؤوس الخبيثة لظاهرة الارهاب كما هو الحال في كثير من أجزاء البسيطة لتهدد أمن الشعوب واستقرارها وحرية مواطنيها، ولا يزال الأمل معقودا لتفعيل تلك الفكرة الصائبة وتعميمها دحرا لظاهرة الارهاب واخمادا لأصواتها المرتفعة ونيرانها التي تكاد تأتي على الأخضر واليابس في العديد من الدول التواقة للحرية والكرامة والعيش الكريم، واستئصال تلك الظاهرة لا يكون الا بالعودة الى تلك الفكرة النيرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» فهي تمثل طوق نجاة لا بد من استخدامه للخروج من الأوضاع الراهنة السيئة التي تنذر بأوخم العواقب ان ظل الوضع على ما هو عليه. لا بد أن يتحمل المجتمع الدولي وعلماء الأمة الاسلامية مسؤولية خاصة لحماية العالم من المخططات الارهابية التي تحاك في الظلام في محاولة لاعادة البشرية الى «حكم الغاب» نشرا لصور الاستبداد والظلم التي كانت سائدة في تلك العصور المظلمة، لقد طرح خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» أمام العالم كلمة حق لا يريد بها الا وجه الله، وهي الكلمة الصادقة التي من شأنها معالجة أمراض العالم وأوجاعه الناشئة في العصر الراهن من الأساليب الارهابية التي ما زال خطرها محدقا بكل شعوب الأرض دون استثناء.