اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان اسرائيل وحماس توافقتا على وقف لاطلاق النار في قطاع غزة لمدة 72 ساعة اعتبارا من صباح الجمعة، الامر الذي اكدته حماس. من جهته، قال مسؤول اميركي ان المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين سيلتقون اعتبارا من الجمعة في القاهرة للبدء بمفاوضات بعد التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وقال كيري الذي يقوم بزيارة لنيودلهي ان الجانبين سيوقفان اطلاق النار الجمعة في الساعة 8,00 بالتوقيت المحلي (5,00 ت غ) وان الاسرائيليين والفلسطينيين سيباشرون مفاوضات في القاهرة. واوضح ان وقف النار سيستمر ل72 ساعة "الا اذا تم تمديده"، لافتا الى انه "خلال هذه الفترة ستبقى القوات على الارض في مكانها". واورد كيري في بيان ان "وقف اطلاق النار هذا مهم بالنسبة الى المدنيين الابرياء (...) خلال هذه الفترة سيتلقى المدنيون في غزة مساعدات انسانية ملحة وفرصة للقيام بأمور حيوية منها دفن القتلى والاهتمام بالمصابين وتخزين المواد الغذائية". واضاف انه "يمكن القيام ايضا خلال هذه الفترة بالاصلاحات الضرورية للبنى التحتية من مياه وكهرباء". واوضح كيري انه يعلن وقف اطلاق النار بالتزامن مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بذل ايضا جهودا كثيفة لوضع حد للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 25 يوما. وفي غزة، أعلنت حركة حماس ان الفصائل الفلسطينية وافقت على تهدئة انسانية متبادلة مع اسرائيل لمدة 72 ساعة تبدأ صباح الجمعة، وذلك "استجابة" لدعوة من الاممالمتحدة. ولاحقا، اعلن مسؤول مطلع في فصائل المقاومة الفلسطينية ان وفدا من حركتي حماس والجهاد الاسلامي سيتوجه من غزة الى القاهرة الجمعة للمشاركة في مباحثات تتعلق بالتهدئة مع اسرائيل. وكان مجلس الامن الدولي دعا في بيان رئاسي الخميس الى "وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار" في قطاع غزة، مطالبا ايضا ب"هدنات انسانية" لاغاثة السكان. وياتي اعلان وقف النار بعدما بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين في غزة 1437 على الاقل لتتخطى عدد القتلى الذين سقطوا في عملية "الرصاص المصبوب" الاسرائيلية، وهي الاعنف على القطاع في نهاية العام 2008. وقتل احد عشر فلسطينيا على الاقل ليل الخميس في غارة جوية استهدفت منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وفقا لوزارة الصحة في غزة. كما اكد المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة مقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة في غارات جوية اسرائيلية عدة استهدفت جنوب القطاع ليل الخميس. وفي وقت سابق الخميس، تجددت عمليات القصف على غزة ما ادى الى مقتل 50 فلسطينيا على الاقل، كما توفي 13 متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا، وتواصل سحب جثث ضحايا آخرين من تحت الانقاض في خان يونس، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. واعلنت الوزارة انتشال جثث نحو 13 فلسطينيا قتلوا في قصف اسرائيلي سابق على المناطق الشرقية لقطاع غزة، بينهم ستة تم انتشالهم في شرق مدينة خان يونس. وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 8 تموز/يوليو الى 1437 قتيلا على الاقل واكثر من 8200 جريح بحسب وزارة الصحة في غزة. وهذه الحصيلة تتجاوز حصيلة القتلى في عملية "الرصاص المصبوب" الاسرائيلية في 2008-2009، والتي استمرت 22 يوما قتل خلالها نحو 1419 فلسطينيا، وفق المركز الفلسطيني لحقوق الانسان. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 56 جنديا ما يشكل اكبر خسارة تلحق بالجيش منذ حربه ضد حزب الله في لبنان عام 2006. واعلن البيت الابيض الخميس انه شبه متأكد ان القصف الذي طاول مدرسة للامم المتحدة مصدره الجيش الاسرائيلي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان "الامين العام للامم المتحدة اعلن ان كل الادلة تثبت على ما يبدو ان المدفعية الاسرائيلية هي السبب. ليس لدينا اي عنصر يناقض ما تقوله الاممالمتحدة عن هذا الحادث"، معتبرا ان قصف مقار الاممالمتحدة التي لجأ اليها الفلسطينيون "مرفوض تماما ولا يمكن تبريره". ومن جهته دان الاتحاد الاوروبي قصف المدرسة وطالب باجراء تحقيق فوري حول هذا العمل "غير المقبول". اما الحكومة الاسرائيلية وبالرغم من الانتقادات التي تلاحقها، فاكدت مواصلة عمليتها العسكرية. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قبل بدء اجتماع الحكومة الامنية المصغرة الخميس في تل ابيب "نحن مصممون على اتمام هذه المهمة (تدمير الانفاق) سواء مع وقف اطلاق النار او بدونه، ولن نوافق على اي مقترح لا يسمح للجيش الاسرائيلي بانهاء هذا العمل". واستدعت اسرائيل في وقت سابق الخميس 16 الف جندي اضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواتها. وجاء امر الاستدعاء بعدما اعلنت واشنطن موافقتها على تزويد اسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها. وبالرغم من تكثيف العملية لم تنجح اسرائيل في وقت اطلاق الصواريخ من غزة، اذ اسقطت القبة الحديدة اربعة صواريخ مساء الخميس فيما اصاب آخر منزلا في كريات غات واسفر عن جرح شخص، وفق ما اعلن الجيش الاسرائيلي. وتحدث الجيش عن 3000 صاروخ تم اطلاقها من القطاع حتى الآن. وفي ما يتعلق بالوضع الانساني، قال مدير منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بيار كرينبول الخميس لمجلس الامن الدولي ان الفلسطينيين في قطاع غزة باتوا "على حافة الهاوية". وفي اتصال عبر الفيديو مع مجلس الامن، اشار كرينبول الى انه مع وجود نحو 220 الف فلسطيني في مراكز الاممالمتحدة في غزة "تزداد الاوضاع المعيشية في هذه الملاجئ سوءا يوما بعد يوم"، لافتا الى مخاطر انتشار الامراض. وفي جنيف نددت مفوضة الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الاممالمتحدة قائلة امام الصحافيين "لا شيء من هذه الامور يبدو لي عرضيا، يبدو وكانه تحد متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل". من جهتها طالبت مديرة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري اموس بالتوصل الى مزيد من فترات الهدنة الانسانية، اليومية والطويلة الامد، من اجل اغاثة المدنيين بانتظار التوصل الى وقف اطلاق نار.