اعتبرت اللجنة البرلمانية البريطانية لشؤون الدفاع الخميس ان الحلف الاطلسي غير مستعد لمواجهة هجوم روسي على احدى الدول الاعضاء في الحلف. فيما حذر عدد من مشاهير الشخصيات الأمنية الأوروبية من نشوب حرب بين روسيا والغرب على خلفية النزاع الحالي في أوكرانيا. وأعلن روري ستيورت رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الدفاع التي يشارك فيها مختلف الاحزاب "هناك خطر حقيقي بحصول هجوم روسي على احد اعضاء الحلف الاطلسي، حتى وان كان ضعيفا، لسنا مقتنعين بأن الحلف الاطلسي مستعد لمواجهة هذا الخطر". وأوصى تقرير اللجنة الحلف الذي يضم 28 بلدا بنشر قوات وعتاد بشكل دائم في استونيا ولاتفيا وليتوانيا، وبإقامة سياج لحماية دول البلطيق. ويأتي هذا النداء في حين تفرض الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على روسيا تعتبر الاشد منذ الحرب الباردة لتورطها في الازمة الاوكرانية. ونددت دول مجموعة السبع ايضا بدور روسيا في زعزعة الاستقرار، ولوحت بعقوبات اخرى اذا لم تنتهج موسكو "طريق الحد من التصعيد". واعتبر تقرير اللجنة البرلمانية البريطانية الوضع في اوكرانيا "جرس منبه" كشف "الثغرات الخطيرة في مدى جهوزية الحلف الاطلسي". وقالت اللجنة: انه "سيكون من الصعب مواجهة هجوم روسي غير تقليدي، يستخدم تكتيكات غير متجانسة - والصيغة الأحدث لوصف ذلك هي الحرب الغامضة". ودعت اللجنة الى ادراج تكتيكات مثل اللجوء الى الهجمات المعلوماتية والمليشيات غير النظامية في البند الخامس للحلف الاطلسي الذي ينص على ضرورة ان يقدم كل اعضاء الحلف المساعدة لأي دولة عضو تتعرض لهجوم. وأضاف القرار: ان "الحلف الاطلسي لم يعتبر روسيا خصما، او انها تشكل خطرا بريا محتملا على احد اعضائه منذ عشرين سنة". وتابع: "بات مرغما الآن ان يفعل ذلك نظرا لتصرفات روسيا الاخيرة". وأعلنت ناطقة باسم الحلف الاطلسي ان هذا التقرير سيدرس بعناية، وان "خطة عمل" ستناقش خلال القمة المقبلة للحلف الاطلسي في سبتمبر. وأوضحت المتحدثة ان "الحلف الاطلسي اتخذ التدابير لتعزيز دفاعه المشترك لا سيما لحلفائنا في الشرق بمزيد من الطائرات في الجو والسفن في البحر والتمارين الميدانية". يأتي هذا في وقت حذر عدد من مشاهير الشخصيات الأمنية الأوروبية من نشوب حرب بين روسيا والغرب على خلفية النزاع الحالي في أوكرانيا بين الحكومة المركزية وانفصاليين موالين لروسيا شرق أوكرانيا. وشدد هؤلاء الخبراء أمس على ضرورة تحسين مستوى الاتصالات والشفافية المتبادلة على الجانبين، تجنبا لتزايد خطر حدوث صدامات غير مرغوب بها من جانب الطرفين. وقال هؤلاء السياسيون الذين من بينهم شبكة من السياسيين الأمنيين في نداء لهم نشر الخميس على موقعهم الإلكتروني: "نعتقد بأن النزاع في شرق أوكرانيا يهدد أمن جميع أوروبا.. كان هناك بالفعل العديد من الصدامات الوشيكة، هناك حاجة ملحة لفعل شيء لخفض احتمال وقوع هذه الصدامات، كما أن قيادات الدول في كلا الجانبين بحاجة للمزيد من الوقت لاتخاذ القرار على خلفية حقيقة أن آلاف الأسلحة النووية لا تزال في وضع الاستعداد". ودعا الخبراء جميع الأطراف إلى ضبط النفس سياسيا و عسكريا، وحث حلفائهم على ذلك أيضا وقالوا: إن هناك إلى جانب أوكرانيا أيضا خطرا من النزاعات الكامنة في كل من جورجيا وترانسنيستريا وناجورنو كاراباخ. وأبدى الخبراء قلقهم البالغ تجاه احتمال اندلاع الأزمات بدون سابق إنذار وقالوا: "ان حدوث تصعيد في أحد هذه النزاعات بفعل قوة ثالثة مستقلة كما حدث مؤخرا فيما يتعلق بإسقاط الطائرة الماليزية ام اتش 17 يمكن أن يعمق الأزمة بين روسيا والغرب دون رغبة من أي طرف". وكان من بين الموقعين على البيان وزير الدفاع الألماني السابق فولكر روهه ووزراء خارجية ودفاع سابقون من بريطانيا وفرنسا وبولندا وتركيا. ووقع البيان عن روسيا وزير الخارجية السابق إيجور إيفانونف والرئيس السابق للمخابرات الخارجية فياتشيسلاف تروبنيكوف.