ذكر تقرير أصدره مسؤولون كبار سابقون من جانبي المحيط الأطلسي ان الدفاع الصاروخي وهو القضية التي سممت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا يمكن أن "يغير من قواعد اللعبة" ويحول مجرى العلاقات اذا ما تعاون الجانبان على بناء نظام مشترك. وتعيد عناوين الصحف الرئيسية بالبلدين في الآونة الاخيرة الى الاذهان ذكريات الحرب الباردة مع تهديد الروس بنشر صواريخ تهدف الى مواجهة درع صاروخية امريكية مقترحة بينما يرد الامريكيون بأنهم سيبنون النظام مهما حدث. وفي اطار الدرع الامريكية المقترحة والمدعومة من حلف شمال الاطلسي ستنشر الولاياتالمتحدة صواريخ اعتراضية في اوروبا وحولها فيما تصفها واشنطن بانها حماية متعددة المستويات ضد الصواريخ التي يمكن أن تطلق من قبل دول مثل ايران. وتقول موسكو إن هذا قد يقوض أمنها اذا اصبحت الدرع قادرة على ابطال الرادع النووي الروسي. والآن وضعت لجنة دولية تعمل على هذه القضية منذ سنتين مفهوما أساسيا للتعاون بمساعدة عسكريين محترفين من كلا الجانبين. وينص الاقتراح الجديد الذي توصلت اليه لجنة الامن الاوروبية الاطلسية على ان الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي وروسيا قد يتبادلون البيانات من الرادارات والاقمار الصناعية بشأن الهجمات الصاروخية وبالتالي يزود كل جانب الآخر بصورة اكثر اكتمالا حول أي هجوم من الصورة التي قد تصل اليها كل دولة بمفردها. لكن سيبقى كل طرف مسؤولا عن اسقاط أي صواريخ تهدده. فكل طرف سيبقى صاحب السيادة والقيادة والسيطرة على صواريخه الاعتراضية. رادارات متقدمة ضمن منظومة الدفاع الجوي وقال ستيفن هادلي وهو رئيس مشارك لمجموعة العمل التي قدمت هذا الاقتراح "في حين ان الروس متشككون نوعا ما بشأن ما اذا كانت إيران تشكل تهديدا.. فإن الروس جادون جدا فيما يتعلق بمخاوفهم بشأن باكستان التي تملك صواريخ ذاتية الدفع واسلحة نووية". وشغل هادلي منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الامريكي السابق جورج بوش وهو عضو بالحزب الجمهوري، كما ترأس مجموعة الدفاع الصاروخي بالاشتراك مع فولكر روهي وهو وزير دفاع سابق لألمانيا وفياتشيسلاف تروبنيكوف وهو نائب وزير خارجية سابق لروسيا وجنرال متقاعد. واقتراح الدفاع الصاروخي جزء من تقرير أكبر للجنة الامن الاوروبية الاطلسية والذي قال إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة ودول حلف شمال الاطلسي وروسيا التعاون فيما يتعلق بقضية القطب الشمالي وقضايا الطاقة والنزاعات الاقليمية الى جانب الدفاع الصاروخي. صواريخ دفاعية في حالة استعداد وكانت المناقشات حول الدفاع الصاروخي مصدرا للتوتر منذ تسمية فكرة رونالد ريجان لحماية الولاياتالمتحدة من هجمات الصواريخ الباليستية ب "حرب النجوم" قبل نحو ربع قرن من الزمان. ومؤخرا اتسم الخطاب الروسي بالحدة. وقال جيمس كلابر رئيس المخابرات الامريكية امام الكونغرس الاسبوع الماضي "اعتقد انه من المعروف جيدا أن لدى الروس جنونا بالشك فيما يتعلق بالدفاع الصاروخي وتبعاته". واضاف "انهم يفرطون في التحليل والاستنتاج بأنه يشكل تهديدا عميقا لوضعهم كقوة وطنية". وفي الكونغرس كان بعض المشرعين قلقين للغاية من أن ادارة اوباما ربما تقدم معلومات حساسة لموسكو واصدروا مؤخرا قانونا يحظر تبادل البيانات السرية الا بعد ان تخطر الحكومة الكونغرس اولا. وقال النائب مايكل تيرنر رئيس لجنة القوات الاستراتيجية الفرعية التابعة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الامريكي "النواب الجمهوريون في مجلس النواب لن يسمحوا بأي تأخير في الجهود الرامية إلى نشر الدفاعات الصاروخية التي تحمي الولاياتالمتحدة. ولن نسمح بتبادل معلومات سرية حول دفاعنا الصاروخي مع روسيا".