قالت وزارة الصحة إن اسرائيل قتلت الاربعاء 15 فلسطينيا على الاقل كانوا يحتمون في مدرسة تديرها منظمة الأممالمتحدة في أكبر مخيم للاجئين في غزة، في الوقت الذي يعد فيه وسطاء مصريون اقتراحا معدلا في مسعى لوقف القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وقال خليل الحلبي مدير عمليات وكالة الاممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في شمال غزة إن نحو 3000 فلسطيني كانوا يحتمون بالمدرسة في مخيم جباليا لدى تعرضها للقصف وقت الفجر تقريبا. وقال إن خمس قذائف اسرائيلية سقطت على الناس وقتلت كثيرين وهم نيام، موضحا ان هؤلاء الناس لجؤوا الى المدرسة لانها حددت كمأوى تابع للامم المتحدة. وبعد ان زار ممثلو الوكالة الموقع وفحصوا الشظايا والحفر التي أحدثها القصف والاضرار الاخرى أصدر المفوض العام لأونروا بيير كرينبول بيانا قال فيه "تقديرنا المبدئي هو ان المدفعية الاسرائيلية هي التي ضربت مدرستنا". وتناثرت الدماء على الارض وعلى الحشايا داخل فصول مدرسة جباليا الابتدائية للبنات وأخذ بعض الناجين يجمعون أشلاء الجثث وسط الحطام لدفنها. وعند أطراف فناء المدرسة سقط على الارض نحو 20 حمارا نفقت خلال القصف وهي مقيدة في سياج. وقال كرينبول في بيانه "أدعو المجتمع الدولي الى القيام بتحرك سياسي دولي مدروس لوضع نهاية فورية لهذه المذبحة المستمرة". وقالت وزارة الصحة في غزة ان عدد القتلى في المدرسة 15 بعد ان قال مسؤول محلي في الاونروا ان عددهم 19 قتيلا. وصرح كرينبول بأنه من السابق لاوانه اعطاء رقم رسمي للقتلى. وأضاف "لكننا نعرف بوجود اعداد كبيرة من الوفيات والاصابات بين المدنيين من بينهم عدد كبير من النساء والاطفال وحارس أونروا الذي كان يحاول ان يحمي الموقع". الرد وقال الجيش الاسرائيلي في رده المبدئي على الواقعة إن مسلحين قرب المدرسة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الاسرائيلية التي ردت على القصف. وقالت المتحدثة باسم الجيش "في وقت سابق من صباح الاربعاء أطلق متشددون قذائف المورتر على الجنود (الاسرائيليين) من منطقة مجاورة للمدرسة التابعة لوكالة الاممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) (بمخيم اللاجئين) في جباليا. وردا على ذلك قصف الجنود مصدر النيران ولا نزال نحقق في الحادث". هدنة وعرض الجيش الاسرائيلي الاربعاء هدنة انسانية مدتها أربع ساعات في بعض المناطق بقطاع غزة. وقال الجيش في بيان "قوات الدفاع الاسرائيلية فوضت بفتح هدنة مؤقتة في قطاع غزة. الهدنة ستبدأ الاربعاء". وأضاف البيان "الهدنة الانسانية لن تطبق على المناطق التي تعمل فيها حاليا قوات الدفاع الاسرائيلية". ورفض سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الهدنة الجزئية المؤقتة قائلا انها حركة "دعائية" ولن تسمح لرجال الانقاذ بالوصول إلى المصابين في مناطق القتال التي استبعدتها اسرائيل من الهدنة. وتعرض مخيم جباليا للقصف الاسرائيلي طوال الاربع والعشرين ساعة الماضية ويعتبر من أكبر مخيمات اللاجئين في غزة ويعيش فيه 120 الفا زادت أعدادهم مع فرار مزيد من الفلسطينيين من القتال الدائر بين اسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في صراع متفجر منذ 23 يوما. وقال كرينبول ان الجيش الاسرائيلي أبلغ 17 مرة بالموقع المحدد للمدرسة في جباليا وانها تأوي آلاف الفلسطينيين الذين شردهم القتال. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الدبابات الاسرائيلية قصفت سوق جباليا الرئيسية الاربعاء مما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل وجرح 40 آخرين. وقتل سبعة أفراد من أسرة واحدة في هجوم اسرائيلي على دير البلح في وسط القطاع. 1287 قتيلا وأعلنت الوزارة أن العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين جراء الحرب ارتفع إلى 1287 شخصا معظمهم مدنيون منذ بداية الهجوم في الثامن من يوليو تموز بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية من غزة. وبدأ الجيش الاسرائيلي هجوما بريا بعد عشرة أيام من بدء غارات القصف في غزة مستهدفا شبكة من الانفاق حفرها النشطاء تحت الحدود واستخدموها في شن هجمات داخل اسرائيل. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 53 جنديا وثلاثة مدنيين. ولا يزال تأييد الرأي العام الاسرائيلي قويا لاستمرار العملية على أمل منع اندلاع مواجهات مستقبلا. وفي محاولة لرفع معنويات الفلسطينيين والحط من معنويات إسرائيل أذاع تلفزيون حماس لقطات مصورة ظهر فيها مقاتلون يستخدمون نفقا للوصول إلى برج مراقبة تابع للجيش. ويظهر المقاتلون وهم يفاجئون حارسا إسرائيليا ثم يفتحون النار ويقتحمون مجمع برج المراقبة ليحاصروا جنديا سقط على الأرض. وقال محمد ضيف زعيم الجناح المسلح لحماس في تسجيل صوتي أذيع مع الفيديو إن الفلسطينيين سيواصلون المواجهة مع إسرائيل حتى يتم إنهاء الحصار المفروض على غزة. وقال ضيف إن الكيان المحتل لن ينعم بالأمن ما لم يعش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة. وأضاف انه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار قبل توقف "العدوان" الإسرائيلي وإنهاء الحصار وأن حماس لن تقبل حلولا مؤقتة. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان خمسة صواريخ أطلقت من غزة على اسرائيل الاربعاء وانها سقطت في مناطق مفتوحة دون حدوث أي أضرار. وترفض اسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة في إطار أي اتفاق للتهدئة إلا إذا تم نزع سلاح حماس. واجتمع مجلس الوزراء الأمني برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس لتقييم أحدث المستجدات في الصراع ودراسة خطواته التالية. اقتراح جديد كذلك من المتوقع وصول وفد فلسطيني الى القاهرة لاجراء مباحثات حول اتفاق للهدنة. وقالت مصر يوم الثلاثاء إنها تدخل تعديلات على اقتراح هدنة غير مشروطة كانت قد وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس، وإن الاقتراح الجديد سيقدم للوفد الفلسطيني المتوقع أن يصل إلى القاهرة. وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل قد ترسل هي أيضا مبعوثا إلى القاهرة. وقال المسؤول المصري لرويترز: "نسمع أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار لكن حماس لم توافق" ولم تؤكد حكومة نتنياهو هذه الرواية أو تنفها. تأييد العدوان وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب ونشر يوم الثلاثاء أن 95% من الغالبية اليهودية في إسرائيل تشعر بأن الهجوم له ما يبرره. ولا يرى سوى أربعة في المئة أنه تم استخدام القوة بشكل مفرط. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الى هدنة فورية تتيح وصول قوافل المساعدات الى 1.8 مليون فلسطيني يعقبها مفاوضات بشأن وقف مستمر للأعمال القتالية. وفشلت الجهود التي قام بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري الأسبوع الماضي في تحقيق انفراجة وأدى تفجر أعمال العنف الى تقويض الآمال الدولية في ان تتحول هدنة قصيرة خلال عطلة عيد الفطر الى وقف مستمر لإطلاق النار. وأصدر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بيانا الاربعاء عبر فيه عن "قلقه البالغ من تصعيد القتال في غزة وحولها" والذي تعرضت خلاله منشآت مدنية للبنية التحتية ومنشآت تابعة للامم المتحدة للنيران. وقال "يجب بذل كل ما يمكن لمنع سقوط ضحايا مدنيين واحترام القانون الانساني. أحث الجانبين على وقف فوري لاطلاق النار واستئناف المفاوضات بشأن وقف لاطلاق النار طويل الامد على أساس المقترحات المصرية".