أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن إسرائيل قتلت أمس الأربعاء 15 فلسطينياً على الأقل كانوا يحتمون في مدرسة تديرها الأممالمتحدة في أكبر مخيم للاجئين في القطاع، في الوقت الذي يعدّ فيه وسطاء مصريون اقتراحاً معدلاً في مسعى لوقف القتال المستمر منذ أكثر من 3 أسابيع. وقال مدير عمليات وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في شمال غزة، خليل الحلبي، إن نحو 3000 فلسطيني كانوا يحتمون في المدرسة الواقعة في مخيم جباليا لدى تعرضها للقصف فجر الأربعاء تقريباً. وأكد الحلبي أن 5 قذائف إسرائيلية سقطت على الناس وقتلت كثيرين وهم نيام، موضحاً أن هؤلاء الناس لجأوا إلى المدرسة لأنها حُدِّدَت كمأوى تابع للأمم المتحدة. وبعد أن زار ممثلو الوكالة الموقع وفحصوا الشظايا والحفر التي أحدثها القصف والأضرار الأخرى، أصدر المفوض العام ل «أونروا»، بيير كرينبول، بياناً قال فيه «تقديرنا المبدئي هو أن المدفعية الإسرائيلية هي التي ضربت مدرستنا». وتناثرت الدماء على الأرض وداخل فصول مدرسة جباليا الابتدائية للبنات وأخذ بعض الناجين يجمعون أشلاء الجثث وسط الحطام لدفنها. وعند أطراف فناء المدرسة سقط على الأرض نحو 20 حماراً نفقت خلال القصف وهي مقيَّدة في سياج. وقال كرينبول في بيانه «أدعو المجتمع الدولي إلى القيام بتحرك سياسي دولي مدروس لوضع نهاية فورية لهذه المذبحة المستمرة». وفيما ذكرت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى في المدرسة 15، أكد كرينبول أنه من السابق لأوانه إعطاء رقم رسمي للقتلى. وأضاف «لكننا نعرف بوجود أعداد كبيرة من الوفيات والإصابات بين المدنيين من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال وحارس أونروا الذي كان يحاول أن يحمي الموقع». وأوضح أن «الجيش الاسرائيلي أُبلِغَ 17 مرة بالموقع المحدد للمدرسة في جباليا وأنها تأوي آلاف الفلسطينيين الذين شردهم القتال». في المقابل، ذكر جيش الاحتلال في رده المبدئي على الواقعة أن «مسلحين قرب المدرسة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية التي ردت على القصف». وعرض جيش الاحتلال أمس «هدنة إنسانية» مدتها 4 ساعات في بعض المناطق في قطاع غزة. وقال بيان إن «قوات الدفاع الإسرائيلية فُوِّضَت بفتح هدنة مؤقتة في قطاع غزة من الساعة 12 بتوقيت غرينتش إلى الساعة 16 بنفس التوقيت». وأضاف البيان أن «الهدنة الإنسانية لن تُطبَّق على المناطق التي تعمل فيها حالياً قوات الدفاع الإسرائيلية». بدوره، رفض المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، الهدنة الجزئية المؤقتة قائلاً إنها حركة «دعائية» ولن تسمح لرجال الإنقاذ بالوصول إلى المصابين في مناطق القتال التي استبعدتها قوات الاحتلال من الهدنة. وتعرض مخيم جباليا للقصف الإسرائيلي طوال ال 24 ساعة الماضية ويعتبر من أكبر مخيمات اللاجئين في غزة ويعيش فيه 120 ألفاً زادت أعدادهم مع بدء العدوان الإسرائيلي منذ 23 يوماً. في الإطار نفسه، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن الدبابات الإسرائيلية قصفت سوق جباليا الرئيسة أمس مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل وجرح 40 آخرين. وقُتِلَ 7 أفراد من أسرة واحدة في هجوم إسرائيلي على دير البلح في وسط القطاع. وأعلنت الوزارة أن العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين جراء العدوان ارتفع إلى 1287 شخصاً معظمهم مدنيون منذ بداية الهجوم في الثامن من يوليو بهدف معلن هو «وقف الهجمات الصاروخية من غزة». وبدأ جيش الاحتلال هجوماً برياً بعد 10 أيام من بدء غارات القصف في غزة. وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتِلَ 53 جنديا و3 مدنيين. ولا يزال تأييد الرأي العام الإسرائيلي قوياً لاستمرار العملية على أمل منع اندلاع مواجهات مستقبلاً. وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب ونُشِرَ أمس الأول، الثلاثاء، أن95 % من الغالبية اليهودية في إسرائيل تشعر بأن الهجوم له مايبرره، ولا يرى سوى 4 % أنه تم استخدام القوة بشكل مفرط. وعلى صعيد جهود إحلال هدنة دائمة، يُتوقَّع وصول وفد فلسطيني إلى القاهرة لإجراء مباحثات حول اتفاق للهدنة. وقالت مصر أمس الأول إنها تدخل تعديلات على اقتراح هدنة غير مشروطة كانت وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس وإن الاقتراح الجديد سيُقدَّم للوفد الفلسطيني المتوقع أن يصل إلى القاهرة.