رفعت عيدية عيد الفطر السعيد الطلب على فئات العملات الورقية الصغيرة "الفكة" حيث تجد إقبالا كبيرا من كبار السن لتقديمها هدايا للأحفاد الأبناء الصغار الذي ينتظرونها بشغف كبير. في حين يحرص الجميع على نيل "العيدية" التي تعتبر من الموروث الشعبي الأصيل في الأحساء، حيث لا يزال مجتمع الواحة متمسكا بهذه العادة الحميدة التي هي من سمات الأعياد، ولا يزال الطلب على فئة الريال الجديدة قائما خلال فترة العيد، وكانت الأيام التي سبقت العيد شهدت طلبا مكثفا على الأوراق النقدية من فئة 5، و10، وريال واحد، في عادة موسمية تتكرر في مثل هذه المناسبات، كما يتم الاستعانة بالمحلات التجارية خصوصا في بلدات المحافظة، وكذلك يتم استبدال الفئات الكبيرة بفئات صغيرة من النقود عبر البقالات. إلى ذلك يستعين "السبعيني" محمد الصالح بأحد المحلات القريبة من منزله ببلدة الحوطة للحصول على "الفكة" بهدف توزيعها أيام العيد، مشيرا إلى أن العيدية من الأولويات التي ينتظرها الأطفال، موضحا أنه يستعد قبل أيام لتوفير مجموعة من المبالغ ذات الفئات المختلفة، مؤكدا أنه لا يتخلى أبدا عن إدخال الفرحة والسرور في عيدي الفطر والأضحى على قلوب الأطفال من خلال هذه العادة، التي يقدمها نقدية لأحفاده وجيرانه الصغار، مشددا على أن هذه العادة وفرحتها تخلق أجواء حميمية بين الأطفال وكبار السن، معتبرها من الموروثات المهمة التي يجب أن تستمر من جيل إلى جيل. أما أم سعد الفهيد فترى أن العيدية هي فرحة الصغار، مشيرة إلى أن أحفادها والجيران يتحلقون حولها يوم العيد مادين أيديهم الصغيرة الدافئة ليتناولوا العيدية بعد طبعة قبلة على جبينها، لافتة إلى أن العيدية تبقى عادة جميلة لا تزال متأصلة في المجتمع، ويتضح ذلك بشكل أكبر في البلدات والأحياء الشعبية رغم التطور والمدنية التي نعيشها والتي تعتبر بهجة للقلوب الصغيرة التي تغمرها فرحة العيد.