تعتبر العيدية من أهم المظاهر المعتادة للاحتفال بعيد الفطر المبارك في معظم الدول العربية والإسلامية، واعتاد الأطفال على جمع العيدية والحفاظ عليها جيلا بعد جيل وهي عادة أصبحت بالفطرة تعود عليها الأطفال بمجرد حلول عيد الفطر المبارك فأصبحت تتجلى فيها الإنسانية بكل معانيها ولا يشوبها الطابع المادي. وفي صباح أول أيام عيد الفطر يردد الأطفال «أعطونا عيدية»، وهم يرتدون الملابس الجديدة التي يشتريها الأهالي لأبنائهم بمناسبة العيد السعيد ويحصل الأطفال على العيدية من أقاربهم أو جيرانهم أو معارفهم عند رؤيتهم لهم وتهنئتهم بالعيد. ويقبل الأطفال على شراء بعض الألعاب والحلويات بحصيلة المبالغ التي يجمعونها من العيدية، ولا تكمن أهمية العيدية في قيمة المبلغ المادي الذي يحصل عليه الأطفال وإنما تكمن في تعزيز قيمة التواصل الاجتماعي والترابط بين الأفراد من داخل العائلة وخارجها وخاصة في المناسبات والأعياد الدينية الغالية على قلوب المسلمين وبعد صيام شهر رمضان المبارك. وأوضح عبدالله الصبياني أن العيدية ترسم في وجوه الأطفال الفرح والسرور والتي اعتاد عليها الأطفال في كل عام بمجرد حلول عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى أن الأعياد في مكةالمكرمة أصبحت لها رونق خاص بعد أن يقوم الأقارب والجيران بالتجمع وتبادل التهاني والتبريكات بحلول عيد الفطر وتناول وجبة الإفطار على مائدة واحدة. وأكد الصبياني أن الكبار أيضا ينتظرون العيدية حيث تنتظر الزوجة العيدية من زوجها ومن والدها أحيانا وتنتظر الأم تلقي العيدية من الأبناء والأحفاد. وأشار «تتراوح المبالغ التي يحصل عليها الأطفال من ذويهم بين 50 500 ريال حسب المستوى الاجتماعي والمادي للعائلة، بينما يحصل الأطفال على مبالغ تتراوح عادة بين 20 أو 50 أو 100 ريال للطفل الواحد من مختلف الأقارب». وبين «بالرغم من تنوع مصادر صرف العيدية فإنها تظل تقليدا يحافظ عليه المجتمع الخليجي والعربي والإسلامي مهما تغيرت الظروف الاجتماعية».