ضاعف المسؤولون الاسرائيليون الاحد التهديدات بتصفية القادة السياسيين لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة ردا على اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل ادت آخر دفعة منها الى جرح طفل اسرائيلي وبتر ساقه. في المقابل رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت شن عملية عسكرية برية واسعة النطاق على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ حزيران/يونيو 2007، رغم الضغوط المتزايدة من قبل عدد من اعضاء حكومته. وتحدث وزير الاسكان الاسرائيلي القريب من اولمرت الاحد عن امكانية "تصفية" اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة. وقال زئيف بويم لاذاعة الجيش الاسرائيلي "انها قواعد الحرب. في غزة يجب ان نتحدث بلغة قتالية اكثر ليتم فهمنا وان كل اعضاء القيادتين السياسية والعسكرية لحماس متورطون في الارهاب". وردا على سؤال عن امكانية استئناف عمليات "تصفية" المسؤولين السياسيين لحماس التي تسيطر على قطاع غزة، قال بويم انه يؤيد "الهجمات على رؤوس الافاعي بدءا من هنية وكل الذين هم في مراتب ادنى". ميدانياً استشهد أمس أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام واصيب عدد آخر في عدوان جوي اسرائيلي استهدف تجمعاً للمقاومين في حي السلام شرق رفح جنوب القطاع. وافادت مصادر في كتائب القسام ان محمد مطير احد قادة الكتائب الميدانيين استشهد في القصف الاسرائيلي فيما اصيب عدد اخر من المقاومين بجراح نقلوا على اثرها الى مستشفى ابو يوسف النجار برفح. كما شن الطيران الحربي عدواناً ثانياً على موقع لكتائب القسام (خالي) في خانيونس جنوب القطاع دون ان يبلغ عن اصابات، واطلقت الطائرات ثلاثة صواريخ على مخزن تابع للقسام في مخيم الشابورة شرق رفح دون ان يبلغ عن اصابات. فيما استهدفت الطائرات الاسرائيلية في غارة رابعة ورشة لتصنيع الحديد قرب مسجد الامام علي في حي الزيتون بمدينة غزة ما ادى الى اصابة ثمانية اشخاص جراح احدهم خطيرة كما الحق القصف اضرارا جسيمة بعدد من المنازل المجاورة. وفي هذا السياق، قال مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية في تصريحات مختلفة: "أنه في حال استمر تعرض المناطق الواقعة في النقب الغربي لإطلاق صواريخ القسّام، فإنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر ما إذا كانت تنوي تصعيد درجة رد فعلها عن طريق استهداف قادة حركة حماس". وكشفت مصادر عبرية ان رئيس اركان الاحتلال غابي اشكنازي أصدر اوامره لجيشه بالاستعداد لعملية برية ضد قطاع غزة (عودة اجتياحها) قبل اسبوع اي قبل هجوم الفصائل الفلسطينية بالصواريخ على مستعمرات النقب الغربي. وكان وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك زار في الصباح الباكر الشارع الذي سقط فيه صاروخ على سديروت واصاب اثنين احدهما بجروح خطرة وتظاهر مئات المستوطنين مطالبين القيادة السياسية بشن هجوم مضاد على قطاع غزة. من جانب آخر أعلنت مصادر طبية فلسطينية صباح امس استشهاد مواطن مريض بسبب منعه من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي من مغادرة قطاع غزة لتلقى العلاج اللازم في الخارج. وذكرت تلك المصادر أن المسن يوسف عثمان فروانة (63عاما) من سكان محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة انضم إلى قافلة الشهداء من المرضى الممنوعين من السفر بعد معاناة من مرض السرطان. وباستشهاد يوسف عثمان فروانة يرتفع عدد الشهداء من المرضى جراء الحصار الاسرائيلى الجائر المفروض على قطاع غزة منذ عدة أشهر إلى ثلاثة وتسعين مواطنا. ويتهدد خطر الموت قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الامراض الخطيرة والمزمنة جراء عدم تلقيهم العلاج بسبب عدم توفر الادوية ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقى العلاج نتيجة الحصار الاسرائيلى المشدد وأغلاق كافة معابر القطاع منذ عدة أشهر. وكان اثنان وتسعون مواطنا بينهم عدد من الاطفال قضوا جراء منعهم من السفر لتلقى العلاج في الخارج بسبب أغلاق المعابر الناتج عن الحصار الاسرائيلي الخانق المضروب على قطاع غزة.