قدمت أمازون خدمة بتكلفة 9.99 دولاراً في الشهر مقابل تحميل عدد غير محدود من كتب كيندل الإلكترونية، وهو ما يتيح للعملاء التهام الكتب كما لو كانوا ينقضون على خدمات التلفزيون مثل نيتفليكس وأمازون برايم. وقالت أمازون اليوم في بيان لها إن خدمة كيندل غير المحدودة تضمن أكثر من 600 ألف كتاب، إلى جانب الآلاف من الكتب المسموعة من أوديابل (المخصصة للعميان الذين يمكنهم سماع الكتب بدلاً من قراءتها) يمكن للقراء الوصول إلى عناوين مثل «مباريات الجوع « و«سيد الخواتم» دون دفع ثمنها بشكل فردي. وتعرض الخطة خياراً بأسعار أكثر معقولية للمولعين بالقراءة، وما يتبع هو النموذج الذي تقوم أمازون وشركات منافسة مثل هولو باستخدامه لتغيير كيفية استهلاك المشاهدين للتلفزيون. وكتب جين مونستر المحلل لدى بايبر جافري كوس، في مذكرة بحثية قبل الإعلان عن الخدمة رسمياً، أن بإمكان خدمة كيندل غير المحدودة توليد حوالي 1 مليار دولار من الإيرادات في خمس سنوات. وكتب مونستر، الذي يعتبر أن سعر سهم أمازون أعلى من قيمته الحقيقية: «إن هذا البرنامج سيكون خطوة مهمة باتجاه جلب المستهلكين إلى الاشتراك بالنظام الإيكولوجي لمحتوى أمازون». وتضع أمازون لمسة جديدة على نموذج الكتاب الإلكتروني في خضم معركة رفيعة المستوى مع الناشرين للحصول على حصة أكبر من الدخل من الكتب الإلكترونية. يشار إلى أن أمازون، التي هي أكبر متجر للتجزئة على الإنترنت في العالم، هي الآن عالقة في نزاع مع مجموعة كتب هاشيت ومنعت طلبات مسبقة لبعض عناوين الناشرين لكسب النفوذ في المفاوضات. قبل هذه الخدمة، كان بإمكان المشتركين بأمازون برايم والذين يمتلكون أجهزة قراءة كيندل اقتراض أكثر من نصف مليون كتاب إلكتروني، خدمة كيندل غير المحدودة تختلف من حيث أنها تسمح للقراء بتحميل الكتب الرقمية المتعددة في وقت واحد وكذلك تنزيل الكتب المسموعة، وهي شركة تابعة أمازون، كما أن ذلك لا يفرض على العملاء أيضاً الحاجة إلى امتلاك جهاز كيندل. وقالت بريتاني تيرنر، المتحدثة باسم أمازون في رسالة عبر البريد الإلكتروني: إن تحميل الكتب الرقمية والصوتية من خلال خدمة كيندل غير المحدودة لا تعود بشكل دائم للقراء، وقالت تيرنر إن العملاء الذين ألغوا اشتراكهم لن يستطيعوا الوصول إلى التنزيلات التابعة لهم بعد مرور تاريخ الفواتير القادمة. اعتماد خدمة الاشتراك قد لاقى بعض التردد من الناشرين والموزعين للكتب، وقالت كارولين ريدي، الرئيسة التنفيذية لدار النشر سايمون أند شوستر، في كانون الثاني (يناير): إن الشركة لديها مسائل عالقة حول كيفية تجنب تخفيض قيمة الكتب والإضرار المتعلقة بالمبيعات، في حين أنه من المتوقع انخفاض مبيعات الكتب المادية في الولاياتالمتحدة لتصل إلى 19.5 مليار دولار هذا العام، من 26 مليار دولار في عام 2010، من المتوقع أن تقفز إيرادات الكتاب الإلكتروني أكثر من ثمانية أضعاف إلى 8.7 مليار دولار، وذلك وفقاً لمؤسسة فورستر للأبحاث، ويجري تحفيز النمو من خلال تزايد استخدام المستهلكين للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، التي يقرأ الناس الكتب الإلكترونية من خلالها. ارتفع سهم أمازون بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى 358.66 دولاراً في ختام التداولات في نيويورك. يشار إلى أن أسهم الشركة، التي مقرها في سياتل، تراجعت بنسبة 10 في المائة منذ بداية العام. وقد زاد عدد قراء الكتاب الإلكترونية بشكل مطرد، مع قيام 28 في المائة من البالغين في الولاياتالمتحدة باستهلاك كتاب رقمي واحد على الأقل في الأشهر ال 12 السابقة، وفقاً لدراسة من مركز بيو للأبحاث نشرت في كانون الثاني (يناير)، وكان ذلك ارتفاعاً من 17 في المائة في عام 2011. وقالت كاثرين زيكور، زميلة أبحاث بيو التي أجرت الدراسة، في الوقت نفسه: إن 14 في المائة قالوا إنهم يستمعون إلى كتاب مسموع، وقال المسح إن البالغين الأمريكيين يقرأون في المتوسط 12 كتاباً ككل أو كجزء منه، وذلك تمشياً مع السنوات السابقة. وقالت زيكور إن 24 في المائة فقط يقرأون 12 كتاباً أو أكثر في أي شكل من الأشكال. وبالمقارنة مع الكتب المطبوعة، قالت زيكور: «إن الناس ترغب بشكل عام في السهولة والراحة وحرية التنقل الموجودة في الكتب الإلكترونية والقدرة على العثور على الكتاب الذي يطابق مزاج الشخص في أي وقت من الأوقات». الكتب المطبوعة لا تزال تهيمن على المشهد، مع قيام 69 في المائة من الأمريكيين بقراءة كتاب واحد على الأقل في الأشهر ال 12 السابقة. خدمة كيندل غير المحدودة ليست الأولى من نوعها؛ فشركة نيويورك الناشئة، أويستر، توفر خدمة الوصول إلى أكثر من نصفمليون كتاب مقابل 9.95 دولار في الشهر، كما أن خدمة سكربد لديها أكثر من 400 ألف كتاب مقابل 8.99 دولار في الشهر.