عزيزي ماجد السحيمي.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نود أن نلفت عنايتكم إلى أنه تم تأجيل موعدكم المقرر يوم السبت القادم، إلى الأربعاء، مقدّرين تعاونكم؛ نظرًا لالتزام الطبيب بعمليات جراحية.. آسفين وشاكرين تفهّمكم، ولكم أطيب التحية. الرسالة أعلاه وصلت لجوالي من أحد المستشفيات الخاصة، والذي حجزت موعدًا فيه، وإذا بي أُفاجأ بهذه الرسالة التي في مجملها -للعلم والاطلاع واسمع الكلام، وترانا ما شاورناك، عاجبك وإلا مع السلامة- حاولت الاتصال بالمستشفى؛ لتثبيت الموعد؛ نظرًا لارتباطي يوم الأربعاء، إلا أنهم رفضوا، وقالوا لا يوجد موعد آخر إلا بعد ثلاثة أسابيع ويا ساتر.. بالعربي احمد ربك تبي وإلا مع السلامة. للأسف، كثير من المستشفيات ولن أقول كلها جزافًا، تتعامل بهذه الطريقة، حتى وأنت تعالج على حسابك، وكأن هذا العلاج هو هبة من هذا المستشفى أو ذاك، فيغيّرون أي موعد لخدمة مصالحهم، أما مصلحتك فمكانها الضرب في عرض الحائط، «ومن أمن العقوبة أساء الأدب». ليست المستشفيات هي الوحيدة، فالأمثلة كثيرة ومتعددة، وكالات السيارات ومحلات بيع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية ومراوغاتها في أسعار الصيانة العالية، وتلاعبها بالضمان شكلًا ومضمونًا والقائمة تطول.. كل ذلك يعود إلى سببين رئيسيّين في رأيي غير المتواضع، الأول وهو يحوز على النسبة الأكبر والعظمى: وهو غياب الرقابة وعدم تطبيق العقوبة الرادعة والتشهير، فأي جهة مما ذكرت تفعل ما تشاء ومتى تشاء وبمن تشاء دون حسيب أو رقيب، أما السبب الثاني: فهو قلة وعي الفرد بحقوقه ورضوخه وعدم محاولة «تطويل لسانه» نوعًا ما أحيانًا في حدود مقبولة، ومن تجارب شخصية أؤيد بشدة هذه الإستراتيجية فهي مجدية في أحيان ليست بالقليلة؛ لأني مؤمن إيمانًا كاملًا بمقولة -الحقوق والحلوق- أي أن الصوت المرتفع في هذه الحالات مفيد، ويعيد الحق لأصحابه على داير مليم. لم أراجع يومًا أي قسم للشكاوى في أي من هذه الجهات إلا ووجدته ممتلئًا من المطالبات، إما صيانة سيئة، أو وعودًا لم تتحقق، أو تلاعبًا بالضمان أو التأمين الصحي، وما أدراك ما التأمين الصحي، وتلاعب المستشفيات به «عيني عينك». عندنا لا تستغرب أن تراجع وكالة السيارات؛ لتشتري قطعة غيار لسيارتك المتعطلة، ويماطلون في توفيرها رغم أنهم وكلاء حصريون وتشتريها بفلوسك وليس هدية منهم، وكذا قطع غيار الالكترونيات وغيرها وأصحاب هذه الجهات لا يأبهون بك ولا بحاجتك ولا بتعطل حياتك برمتها؛ لأنهم ببساطة يضمنون ربحهم ويضمنون بأنه لا عقاب ولا رادع لهم.. ولسان حالهم يقول: «نخدمك بكيفنا وبفلوسك ومهو بكيفك عاجبك والا اختر لك أجمل جدار واضرب راسك فيه». تقطعت حلوق المشتكين، وبُحّت أصواتهم، وتكسّرت أقلام الكُتاب والصحفيين، ولا حياة لمن ننادي! لا حماية مستهلك ولا حقوق ولا غيره، فالصلاحيات ذاتية لنا على قدر طول اللسان وقوة الحُجة لديك تستطيع استرجاع حقوقك، أما ان كنت طيّبًا وحبيبًا ولست صاحب مشاكل فأعانك الله على طول الانتظار، وسلب الحقوق وتذكَّر عبارة (عزيزي العميل..)، فحقوق العميل وهدفنا رضاكم ونعمل من أجلكم.. كلام جميل في الورق واللوحات وقبيح جدًا في الواقع وعلى الأرض، ختاما لست بعزيزكم بهذه الحالة، فإلى الله المشتكى.