قال مستشار بوزارة الداخلية الأوكرانية الخميس: إن نحو ثلاثمائة شخص لقوا حتفهم عندما تحطمت طائرة ركاب ماليزية قرب مدينة دونيتسك الأوكرانية على الحدود مع روسيا. وكتب المستشار أنتون جيراشيشنكو في صفحته على فيسبوك: إن 280 راكبا و15 من أفراد الطاقم قتلوا إثر تحطم الطائرة. وكانت الطائرة -التي قالت مصادر إنها من طراز بوينغ 777- في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور، وتحطمت بالقرب من مدينة دونيتسك. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن مصادر أمنية أوكرانية وروسية، ترجيحها أن الطائرة تم إسقاطها وهي فوق منطقة النزاع بين القوات الأوكرانية وانفصاليين مؤيدين لروسيا. من جهتها، أكدت الخطوط الجوية الماليزية فقدان الاتصال مع إحدى طائراتها القادمة من أمستردام في أجواء أوكرانيا. وكتبت شركة الطيران على حسابها على موقع تويتر أن "الموقع الأخير الذي عرف لها كان فوق أوكرانيا"، مشيرة إلى أنها ستعلن عن تفاصيل إضافية في وقت لاحق. وقال مسؤول بوزارة الداخلية الاوكرانية: ان انفصاليين موالين لروسيا أسقطوا الطائرة. وألقى المسؤول باللوم على "إرهابيين" يستخدمون صاروخا أرض-جو، ووصف رئيس وزراء أوكرانيا اسقاط الطائرة التي كانت في رحلة من أمستردام الى كوالالمبور، بأنه "كارثة" فيما يزيد المخاطر في مواجهة بين كييف وموسكو. وقال المسؤول بوزارة الداخلية أنتون جيراشتشينكو على موقع فيسبوك: ان الطائرة البوينج 777 سقطت قرب مدينة دونيتسك معقل المسلحين الموالين لروسيا. مضيفا: إن "ارهابيين اسقطوها بنظام بوك الصاروخي المضاد للطائرات" وهو الوصف الذي تستخدمه حكومة كييف للمسلحين الذين يسعون الى انضمام شرق أوكرانيا الى روسيا. والقتلى هم 280 شخصا بالاضافة الى الطاقم المكون من 15 شخصا. هجوم من جهة أخرى هاجم الرئيس الروسي فلادمير بوتين واشنطن ووصف سياستها الخارجية في السنوات الأخيرة بالعدائية وغير المحترفة متهمًا أوكرانيا بإساءة استغلال أموال المساعدات التي يقدمها لها صندوق النقد الدولي، واستخدامها في تمويل الصراع مع الانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا، وقال متحدث عسكري أوكراني: إن طائرة روسية أسقطت مقاتلة أوكرانية، وأكد الانفصاليون أنهم حققوا إنجازات عسكرية، واستولوا على أراضٍ جديدة في معاركهم مع القوات النظامية الأوكرانية. وقال بوتين حسب مسودة الكلمة التي أعلنها الكرملين في موسكو وألقاها أمام الصحفيين في برازيليا أمس في برازيليا على هامش زيارته للبرازيل في إطار رحلته إلى أمريكا الجنوبية: «لقد وفر صندوق النقد الدولي هذه الأموال لأوكرانيا لتستخدمها في دعم الاقتصاد والمناخ الاجتماعي، ولكنها تصب في عمليات عسكرية». وأشار بوتين إلى أن بلاده مهتمة بوصول المساعدات الاقتصادية للشعب الأوكراني، ولكنها لا تريد أن تضع «الطغمة الحاكمة والمحتالون هذه الأموال في جيوبهم». ورأى بوتين أن جزءًا كبيرا من أموال صندوق النقد الدولي مخصص لقطاع البنوك المتأزم في أوكرانيا التي كانت إحدى دول الاتحاد السوفيتي سابقًا، وقال: «حسب علمي فإن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال صب في البنوك الخاصة للقلة المتحكمة في اقتصاد البلاد»، وتساءل بوتين: «أين هذه الأموال؟ وفي أي جيوب صبت؟ في نهاية المطاف لا بد أن يعلم صندوق النقد بذلك الأمر». وطالب الرئيس الروسي بإنهاء عمليات الاقتتال الحالية في منطقتي دونيتسيك ولوجانسك، وقال: «لا بد أن تكون هناك مساعٍ تؤدي إلى جلوس الأطراف المتنازعة إلى مائدة المفاوضات». كما اتهم بوتين الولاياتالمتحدة بمعارضة هذه المفاوضات وحثها أوكرانيا على الاستمرار في عمليات القتال، وقال: «هذه السياسة ليس لها فرص للنجاح». كما رأى بوتين أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال السنوات العشرة إلى الخمسة عشرة الماضية كانت «عدائية وغير محترفة، وقال: «هناك مشاكل في أفغانستان والعراق يتعرض للانقسام وليبيا تنهار. هناك أمثلة أخرى أوكرانيا أيضًا». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أنها «لن تقبل بأي ابتزاز» من قبل الولاياتالمتحدة حول أوكرانيا، وذلك غداة تبني عقوبات أمريكية جديدة ضد موسكو. وقالت الوزارة في بيان: «لن نقبل بالابتزاز ونحن نحتفظ بحق اتخاذ إجراءات للرد على العقوبات الجديدة». واتهم بيان وزارة الخارجية الروسية الولاياتالمتحدة بالقيام ب«محاولة بدائية للانتقام لأن الأحداث في أوكرانيا لا تسير كما ترغب واشنطن». وأضاف إن دعم الولاياتالمتحدة للسلطات في أوكرانيا التي تستخدم أسلحة ثقيلة ضد الانفصاليين الموالين لموسكو يشكل «استفزازًا لإراقة الدماء». وتابع البيان إن روسيا حذرت من أن العقوبات الجديدة التي استهدفت قطاع الطاقة لن تحقق نتيجة، وأضاف «قلنا مرارًا إن استخدام لغة العقوبات أيًّا كان نطاقها مع روسيا لا يجدي». وأكدت الخارجية الروسية أن «هذا الأسلوب لا يؤدي إلى أي شيء جيد. وهذا الأمر ينطبق أيضًا على التعدي على أصول شركات روسية»، مضيفة إن سياسة واشنطن ستؤدي إلى إصابتها ب«خيبة أمل كبيرة». وحذرت وزارة الخارجية الروسية من أن العقوبات «ستؤثر دون شك على قدرتنا على التعاون في مجالات أخرى». بوروشنكو يرحب ورحب الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أمس بالعقوبات الجديدة التي اتخذها المجلس الأوروبي ضد روسيا، معتبرًا أنها «خطوة مهمة في دعم سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها». وكتب بوروشنكو على صفحته في فيسبوك إن «أوروبا أبدت تضامنها مع أوكرانيا». وأضاف إن «حوارنا المستمر أدى إلى نتيجة. أننا ننتظر قرار البرلمان الأوروبي»، ملمحًا بذلك إلى الحملة الدبلوماسية لأوكرانيا للحصول على دعم حازم من الاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا التي تتهمها بدعم التمرد الانفصالي في الشرق. وما يلفت الانتباه أن الرئيس الأوكراني لم يعلق على العقوبات الأمريكية المعلنة ضد روسيا مساء الأربعاء، والتي تبدو أقسى من التدابير الاوروبية. ومن المفترض أن يتخذ البرلمان الأوروبي الخميس قرارًا يعبر فيه خصوصًا عن دعمه لأوكرانيا، ويدعو موسكو إلى «ألا تهدد أوكرانيا باجتياح عسكري»، وإلى «أن تمتنع عن دعم المجموعات المسلحة غير الشرعية»، وإلا فسيطلب من المجلس الأوروبي «فرض عقوبات اقتصادية جديدة على قطاعات محددة» في روسيا، كما يفيد مشروع الوثيقة المنشورة على موقع البرلمان الأوروبي على الإنترنت. وقد قررت البلدان الاوروبية التي عقدت قمة الأربعاء في بروكسل تجميد البرامج التي يقوم بها في روسيا البنك الأوروبي للاستثمار، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، كما ذكر مصدر دبلوماسي. من جهتها أضافت الولاياتالمتحدة على لائحتها السوداء شركة روسنفط النفطية الروسية العملاقة التي تم تجميد أرصدتها في الولاياتالمتحدة، فيما لن يسمح بعد اليوم للشركات الامريكية بإجراء صفقات معها. ومن الأهداف الأمريكية الجديدة أيضًا بنك شركة غازبروم الروسية العملاقة غازبرومبنك، والبنك الروسي العام في.آي. بي الذي يعد رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف من بين مسؤوليه. وقرر الاتحاد الأوروبي أيضًا أن يستهدف «كيانات» بما فيها كيانات روسية، متهمة بأنها تدعم «ماديًا وماليًا» التحركات التي تهدد أو تنسف سيادة أوكرانيا، لكن لائحته المحددة لن تكتمل إلا في نهاية تموز/يوليو. اشتباكات ميدانيًا، أكد انفصاليو شرق أوكرانيا أنهم حققوا إنجازات عسكرية، واستولوا على أراضٍ جديدة في معاركهم مع القوات النظامية الأوكرانية. وقال الانفصاليون الموالون لروسيا امس الخميس: إنهم استعادوا السيطرة على عدد من أحياء المدن والبلديات في منطقتي لوجانسك ودونيتسك، وإن القوات الحكومية أجبرت على التقهقر. ولا يوجد حتى الآن تأكيد لذلك من جانب الحكومة في كييف. غير أن كلا الجانبين المتصارعين أفاد بوقوع العديد من القتلى والمصابين من الطرفين دون ذكر أرقام محددة لعدد القتلى والمصابين، حيث قال أندريه ليسينكو عضو مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا: «نعلم أن هناك الكثير من الخسائر، والمعارك مستمرة، ورجالنا ثابتون، ولكن الوضع صعب جدًا». وناشدت وزارة الداخلية الأوكرانية المواطنين في دونيتسك ولوجانسك لأول مرة بالدفاع عن أنفسهم ضد الانفصاليين، حيث قال سوريان شاكيرياك المستشار بوزارة الداخلية: إنه يتعجب من عدم تعرض أحد للانفصاليين المسلحين في مدينة كبيرة مثل دونيتسك «بها رجال أقوياء وعمال مناجم وأناس شجعان». وعبر شاكيرياك عن أمله في أن تتشكل مقاومة ذاتية داخل دونيتسك لمساعدة الجيش في تحريرها.