«1» كثرت دموع لاعبي منتخب البرازيل فاضطر المدرب سكولاري إلى استدعاء الطبيبة النفسية ريجينا برانداو لمعرفة أسرار هذه الدموع، وهل ستؤثر على مشوار المنتخب الذي (كان) يطمع في تحقيق كأس العالم على أرضه، لكن مستواه ومستوى مدربه لم يؤهلانه لذلك. «2» بكى نيمار خلال عزف النشيد الوطني قبل مباراة تشيلي، وذرف الحارس جوليو سيزار دموعه خلال وبعد الضربات الترجيحية، وحتى قائد المنتخب تياجو سيلفا بكى بعد أن رفض تنفيذ إحدى ركلات الترجيح. الدموع تزايدت بشكل مقلق خلال كأس العالم حتى أن زيكو نجم المنتخب السابق طالب بألا تتحكم العاطفة في لاعبي المنتخب كثيرا وتؤثر في أدائهم ودعاهم لتوفير دموعهم إلى ما بعد تحقيق الكأس، ويبدو أنهم فعلا وفروا دموعهم ولكن بعد أن خسروا الكأس. «3» الطبيبة النفسية قالت بعد إجراء دراسة على اللاعبين: إنهم تتملكهم ثقة كبيرة في أن اللاعب نيمار سيقود الفريق إلى الظفر بكأس العالم، هذا قبل إصابة هداف المنتخب البرازيلي، وقبل خسارة البطولة، وأضافت: «إن دموع سيلفا لم تكن إشارة ضعف بل خيارا للتعبير عن العاطفة في وقت لم يتمكن فيه من كبت عواطفه الوطنية». «4» أداء نجوم المنتخب البرازيلي وتصرفاتهم في المباراة التي أعقبت هذه الدراسة كانت أفضل والنتيجة كانت أريح، فقد قدموا في مباراتهم أمام كولومبيا أفضل مستوياتهم وتأهلوا في الوقت الأصلي، كما أن تصرفاتهم خلال المباراة كانت أفضل بكثير ولم تؤثر الدموع على أدائهم. «5» وإذا كانت النتيجة إيجابية وطبقها واحد من أفضل المنتخبات في العالم، فكم نحن بحاجة إلى أكثر من طبيب نفسي في فرقنا ومنتخباتنا وألا نأخذ هذا الأمر بحساسية كما هي عادتنا دائما ونعتبر حضور الطبيب النفسي وكأنه إشراف على مجانين. علاج الطب النفسي ليس للمجانين فقط، ولكن (للحالات) النفسية التي يؤججها أي حدث وظروف، ومباريات كرة القدم تقام تحت ظروف قاسية سواء للاعبين أو المدربين أو الإداريين. «6» لماذا نصر على الرفض لمجرد الرفض وعدم الوعي بأهمية العلم في أجواء كرة القدم؟ اللاعب الذي يهبط مستواه فجأة ويتصرف تصرفات غريبة في الملعب بحاجة إلى طبيب نفسي، والإداري الذي يصرخ بقوة وإساءة فجأة بحاجة إلى طبيب نفسي، والمشجع الذي يتجاوز الأسوار ليدور حول الملعب ويصافح لاعبا يحتاج إلى طبيب نفسي، والاعلامي الذي يسيطر عليه التعصب تماما ولا يكتب إلا عن ناديه بحاجة ماسة لهذا الطبيب، لكنهم وقبل ذلك يحتاجون إلى الوعي، أو وعي من هم حولهم حتى يجلبون لهم أطباء نفسيين. «7» آن الأوان لأن يحضر الطبيب النفسي في ملاعبنا ليس من أجل علاج الجنون، وإنما لجلب التطور والوعي لكرتنا.. المريضة.