يحرّك مونديال البرازيل أسواقا راكدة وفرصاً تجارية عديدة، خصوصاً فيما يتعلق بالبضائع باهظة الثمن التي تنتمي للماركة العالمية، وذلك باعتماد شعار الفرق وصور اللاعبين وأسمائهم التي يتم طباعتها على البضائع. وبالطبع فإن لكل شيء من هذه التفاصيل ثمنه من التيشيرتات والحقائب والأحذية والمتعلقات الرياضية الأخرى، بل إن الأندية الرياضية صارت تفتتح متاجر رسمية خاصة بها للترويج لصورتها والمتاجرة بسمعة النادي كنوع من الإعلان المتنقّل، وفي الغالب تبدو هذه الموجة موجّهة ناحية فئة الأطفال والشباب كالعادة. وبذات الرؤية والتخطيط الترويجي.. فإننا نرى ذلك مطبقاً لدى تنظيم «داعش» الذي يستهدف ذات الفئة، من حيث استخدامه مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع تسوّق الكترونية تبيع العديد من المنتجات التي تروّج لشعارات التنظيم وأفكاره، فلقد أشارت «روسيا اليوم» إلى اتباع العديد من الشركات الإندونيسية للمنتجات التي تحضّ على الجهاد على مواقع الإنترنت وتستخدم شعارات مثل (أنا أحب الجهاد)، كما تحمل هذه الملابس صورا لأسلحة الكلاشينكوف والمعدات الحربية والشعارات المكتوبة مثل (مجاهدين حول العالم)، بالإضافة للدمى البلاستيكة والألعاب. كما ظهرت مجموعة من الأزياء الداعشية بأحد المتاجر في ضاحية «باجسيلار» بمدينة اسطنبول حسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي أوضحت أن المحل يبيع الملابس التي تحمل شعار «داعش» والأعلام الخاصة بها، بالإضافة لبعض اللافتات والتيشيرتات، وأنه يطلق على نفسه اسم «الزي الإسلامي»، فيما أكّد صاحب المتجر أنه يبيع هذا الزيّ فقط لأنه إسلامي، وأنه لا صلة له بالتنظيم، كما أنه غير مسئول عن هؤلاء الذين يربطون هذا الزيّ بالإرهاب. وهذا ما أكّدته الصورة والهيئة التي ظهر بها «أبو بكر البغدادي» أمير داعش المزعوم في طلته الأولى عبر اليوتيوب برداء وعمامة سوداء كأحد نجوم المسلسلات التاريخية، بالإضافة إلى أزياء الحرس والتابعين الذي يحيطون به بما يشبه الترويج لماركة أزياء إرهابية جديدة. وكما انتشر سابقاً بيع الإكسسوارات الغريبة الخاصة بظاهرة الإيمو وعبدة الشيطان مثلا، والتي تتزيّن بصور الجماجم والقلائد والأساور والخواتم ذات اللون الفضي أو الأسود. وكما انتشرت التيشيرتات السوداء ذات العبارات الانجليزية التي أصبح يرتديها أغلب الشباب دون أن يعرفوا معناها أو ترجمتها أو حتى أصولها. فالخوف فعلاً أن تغزو خطوط الموضة الداعشية الأسواق.. وتتسلّل بهدوء دون أن ينتبه لها المسؤولون، إما لعدم اهتمامهم بالتفاصيل، أو لعدم إيمانهم بأن هذه التفاصيل بالذات هي كل ما يملكه الشباب للتعبير عن انتمائهم وأفكارهم وولاءاتهم التي لا يستطيعون ربما التعبير عنها بالكلام.