أنجبت البرازيل أفضل المهاجمين في العالم من بيليه إلى كاريكا وروماريو ورونالدو وبيبيتو وغيرهم الكثير، ولم يكن الهجوم مشكلة لمنتخباتها على مر الأجيال إطلاقًا، بل كان الخوف دائمًا من التواضع الدفاعي. لكن أن يكون رأس الحربة في منتخب البرازيل هو العبء الحقيقي على منتخب السامبا فهو أمر لا يصدقه إنسان، ولا يخطر على بال أي مشجع لكرة القدم. أجل، إنها الحقيقة من دون زيادة أو نقصان، وتعني المهاجم فريد الذي تمسك به المدرب لويز فيليب سكولاري برغم تواضعه، وكان يفاجئ الجميع بوقاحة غير معهودة باختياره المهاجم الأساسي في المباريات الست التي خاضتها البرازيل في مونديالها حتى الآن. تصوروا رأس حربة في نهائيات كأس العالم يسجل هدفًا يتيمًا في ست مباريات، وليس هذا فقط، بل إن الهدف جاء من كرة عرضية تابعها برأسه وهو أمام المرمى مباشرة ومن دون أي رقابة، إن الهدف لم يكن يحتاج إلى أمكانات كبيرة لكي يترجم. يقول سكولاري: إنه كان واثقًا بفريد بعد تألقه «النسبي» في كأس القارات قبل عام، وفعلًا كان الجمهور يحب هذا اللاعب ويتفاعل معه، لكن انعدام فاعليته أمام المرمى جعلت هذا الجمهور نفسه يطلق صيحات الاستهجان كلما لمس الكرة، ومباراة الزلزال مع ألمانيا خير شاهد على ذلك. واعتبر البرازيليون أن فريد هو أسوأ اللاعبين في التشكيلة الحالية، لا بل إنه أسوأ مهاجم عرفته البرازيل في تاريخها الكروي على الإطلاق. أيها العجوز سكولاري، فريد لم يكن بمستوى أن يستدعى إلى المنتخب في بطولة ككأس العالم، فأي مهاجم آخر حتى من الدوري البرازيلي وليس من جيش المحترفين في الخارج كان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف وإفادة المنتخب أكثر. كان مهاجم منتخب إنجلترا السابق آلن شيرر على حق حين قال: إن البرازيل بوجود فريد تلعب بعشرة لاعبين فقط؛ لأنه بدا وكأنه غير موجود في الملعب ومن دون فائدة. إنها علامة استفهام حول خيارات مدرب كانت في غير محلها، وحول مهاجم لم يعد يعرف الطريق إلى الشباك.