لطالما ترافقت النجومية في عالم كرة القدم والرياضة بشكل عام مع الضغوطات بكافة انواعها، لكن احدا في مونديال البرازيل 2014 لا يشعر بالضغط الذي يثقل كاهل نجم "سيليساو" نيمار خصوصا ان العرس الكروي العالمي يقام في بلاده التي تتنفس كرة القدم. مما لا شك فيه ان نجم برشلونة يحمل عبء حلم 200 مليون برازيلي باحراز اللقب العالمي للمرة الاولى منذ 2002 والسادسة في تاريخ "اورفيردي"، وهذا الامر قد يتسبب ب"انهياره" كما حصل بعد الفوز على تشيلي بركلات الترجيح خلال الدور الثاني، اذ اختبر هذا اللاعب الشاب (22 عاما) تناقضا في المشاعر التي تراوحت بين الفرح، الفرج والارهاق ثم... البكاء بعد ان سدد غونزالو خارا الركلة الترجيحية الاخيرة لبلاده في القائم. وجد نيمار طريقه الى الشباك اربع مرات في اربع مباريات، كما نجح في ركلة الترجيح الاخيرة لبلاده ضد تشيلي، لكن الصورة التي ظهر بها نجم برشلونة بعد انتهاء المباراة تطرح تساؤلات حول قدرته على تحمل الضغوطات خصوصا اذ لم يلق اي مساندة فعالة من زملائه. "لقد عانينا حقا. المشاعر كانت جياشة. الدموع التي سقطت بعد المباراة كانت دموع فرح"، هذا ما قاله نيمار بعد الفوز على تشيلي، مضيفا "اليوم، عشت كل شيء. تلقيت ضربة، تعرضت لتقلص عضلي. والان، كل ما اريد القيام به هو الخلود الى الراحة". وسيتمكن نيمار من المشاركة في مباراة الدور ربع النهائي الجمعة ضد كولومبيا بحسب ما اكد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وذلك رغم الاصابة التي يعاني منها. ويبقى السؤال من سيكون متواجدا الى جانب نجم برشلونة في الخط الامامي لاصحاب الارض، خصوصا ان ايا من المهاجمين الصريحين فريد وجو لم يقدم شيئا يذكر في المباريات الاربع التي خاضتها بلاده حتى الان. صحيح ان فريد سجل هدفا، لكنه جاء بكرة رأسية سهلة ضد الكاميرون التي سقطت في المباراة بنتيجة كبيرة 1-4، لكنه اضطر لترك مكانه لجو في المباراتين اللتين عانت خلالهما بلاده ضد المكسيك (صفر-صفر في الدور الاول) وتشيلي. وكانت اختيار المدرب لويز فيليبي سكولاري لمهاجم فلومينينزي محط انتقاد من وسائل الاعلام والجمهور وحتى لاعبين سابقين غير برازيليين مثل المهاجم الانكليزي السابق الن شيرر الذي قال: "لا افهم حقا لماذا لا يزال (فريد) مع المنتخب البرازيلي". وتابع الهداف السابق لنيوكاسل يونايتد: "انه لا يتحرك في ارضية الملعب، لا يسدد وهو يثقل كاهل فريقه. لا اعلم اذا كان على البرازيل ان تغير اسلوب لعبها او ان تلعب بنيمار كمهاجم غير صريح، لكن ما هو مؤكد ان فريد ليس الجواب على ما يقومون به الان". والامر الوحيد الذي يجبر سكولاري على الاحتفاظ بفريد في التشكيلة الاساسية هو ان جو لم يكن على الاطلاق افضل حالا منه وابرز دليل على ذلك الكرة التي اهدرها ضد تشيلي بعد دقائق على دخوله، ما دفع مدربه الى استبعاده عن لائحة اللاعبين الخمسة الذين نفذوا ركلات الترجيح. وفي الواقع، لم تنجح البرازيل يوما في العرس الكروي العالمي الا عندما كانت تضم لاعبا بامكانه مساندة النجم الاساسي في الفريق. فرغم وجد الاسطورتين زيكو وسقراطيس في مونديال 1982، فان المهاجم سيرجينيو كان متواضعا حينها ما لعب دورا في عدم تمكن "سيليساو" من احراز اللقب العالمي. اما في قصة نحاجات البرازيل في العرس الكروي العالمي، فلطالما حظي النجم الابرز بمساندة جناح كما حصل مع بيليه الذي حظي بفافا، ثم غارينشا وجيرزينيو في النسخات الثلاث التي كان اللقب فيها من نصيب البرازيل (1958 و1962 و1970)، وبيبيتو كان الى جانب روماريو عندما توج "اوريفيردي" باللقب عام 1994. اما رونالدو فحظي بمساندة كل من ريفالدو ورنالدينيو حين قاد البرازيل الى لقبها الاخير عام 2002. ونظرا الى المردود الرائع الذي قدمه نيمار في الجهة اليسرى من الملعب خلال مبارياته ال 53 مع بلاده (35 هدفا)، فسيكون من الصعب ان توكل اليه مهمة رأس الحربة، ما يجعل الخيار الوحيد المتوفر امام سكولاري ان يشرك هولك في مركز رأس الحربة وان يحل بدلا منه على الجهة اليمنى لاعب خلاق مثل ويليان او برنارد. لكن "وفاء" سكولاري لجنوده المخلصين، يرجح امكانية ان يعتمد مجددا على فريد او جو في مركز رأس الحربة في مباراة الجمعة ضد كولومبيا.