طالب تحالف القوى الوطنية الحكومة الليبية المؤقتة باتخاذ إجراءات صارمة بحق تنظيم "أنصار الشريعة"، أقلها إعلانه منظمة "إرهابية". وقال التحالف في بيان نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "نطالب بخطوات أكثر حزما ضد هذا التيار ليس أقلها مطالبة الحكومة المؤقتة بإعلان هذه المجموعة منظمة إرهابية، كما ننبه كل من يوفر لهم الغطاء الديني والسياسي أنه سيكون تحت طائلة القانون". وناشد التحالف "كل شركائنا في الوطن من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والإنسانية والمدنية وكل النشطاء والسياسيين والمدونين والمثقفين، أن يصطفوا صفا واحدا مع أبناء شعبهم للتخلص من كل قوى الإرهاب والتطرف، التي تجتاح البلاد وتهدد أمنها واستقرارها ووحدتها، وندعو كل من يدعي نبذ التطرف والإرهاب إلى الانضمام إلى القوى الوطنية التي تتصدى لهم. وكان تنظيم "أنصار الشريعة" قد عقد مؤتمرا صحفيا قال فيه المسؤول العام للتنظيم محمد الزهاوي: إن معركة الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر هي حرب النصارى الغرب الصليبيين على أنصار الإسلام.. سنقيم الشريعة، وليس الديمقراطية، قانون الغرب الخبيث، ونحذر حفتر انه إذا حاربنا فوالله سيجتمع مقاتلو أهل التوحيد في كل العالم العربي ويقاتلونه كما يحدث في سورية الآن. من جانبه دعا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الليبيين الى القتال ضد اللواء حفتر الذي يشن حملة ضد الميليشيات الاسلامية في شرق ليبيا، وقال انه "يحارب الاسلام". وجاء في البيان الذي نشره التنظيم على عدد من المواقع الاسلامية على الانترنت "ندعو أهلنا من القبائل الليبية الأبية إلى البراءة من الخائن حفتر، ومنع أبنائها من التلطخ بدم إخوانهم الساهرين على أمنهم، الساعين إلى تطبيق شريعة ربهم، رغم الحصار والتشويه المفروض عليهم". واضاف البيان ان "عدوان المجرم حفتر على إخواننا وأهلنا في ليبيا، هو في حقيقته مخطط صليبي لوأد مشروع تطبيق الشريعة في مهده وفرض مناهجهم الكفرية على المسلمين في ليبيا". واعتبرت السلطات الليبية حفتر خارجا عن القانون، الا انه كسب تأييد وحدات من الجيش النظامي والقوات الجوية ويقول انه يهدف الى القضاء على "الارهاب" في مدينة بنغازي. فيما كشف اللواء حفتر انه مع أي ضربة عسكرية "تؤمن حدود مصر" حتى لو كانت داخل ليبيا. وقال في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" نشرت الجزء الثاني منه الأحد: "نصحت السلطات الحاكمة في طرابلس من قبل أن يتركوا تأمين الحدود مع مصر لمصر نفسها، لأنهم غير قادرين عليها، فهذه الحكومة عاجزة لا تستطيع تقديم شيء، لكن المستقبل يجب أن يبنى بأيدٍ وطنية تستطيع أن تؤمن الحدود لنفسها ولجيرانها، لا أن تتركها مفتوحة تدخل منها كل المصائب"، كاشفا انه لم يقم بأي محاولة للتواصل مع السلطات المصرية بعد. وأوضح: "أنا مع أي ضربة عسكرية تؤمن حدود مصر حتى داخل ليبيا، نريد التخلص من هذه المجموعات الموبوءة فى درنة وبنغازى وإجدابيا وسرت وطرابلس وعلى الحدود الجزائرية. لا يمكن إطلاقا أن نسمح لأى منهم بأن يقوم بأى عمل ضد بلدان الجوار الشقيقة والصديقة، والموضوع يحتاج تعاونا لمنعهم من عمل معسكرات في مصر أو ليبيا". وكشف أن كتائب أنصار الشريعة (القاعدة) والكتائب المتحالفة معها قتلت فى الأشهر الأخيرة 500 ضابط ومجند. وتفرض ميليشيات يهيمن عليها الاسلاميون احكامها في ليبيا منذ الاطاحة بنظام القذافي. ولم تتمكن السلطات الانتقالية حتى الان من تشكيل جيش وشرطة منضبطين. وينذر تصاعد العنف باغراق البلاد في حرب اهلية وسط تأجيج الصراع بين ميليشيات متنازعة في بلد يعج بالسلاح. واضافة الى اعمال العنف التي تهز البلاد، تواجه ليبيا ازمة سياسية مع حكومتين تتنازعان السلطة. وقرر المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) تحت ضغط الشارع اجراء انتخابات حددت في الخامس والعشرين من يونيو بعد رفض قراره التمديد لاعضائه حتى ديسمبر 2014 بعد انتهاء ولايته في فبراير الماضي.