حينما تقرأ سيرة شخص عزيز أو تستقرئ شيئا من حياته الخاصة أو العامة، أي بمعنى آخر الجانب النفسي والجانب المهني فإنك تقف إزاء هذا المسار ل(فترة) حتى تندمج في معطيات الشخصية، وتنداح اكثر في متطلبات الصورة الفعلية. فقد تصل الى الاستنساخ عندما تعبر تلك الشخصية السامقة الى القارئ او السامع عن طريق أخرى تماثلها في القيمة والقامة والحضور الطاغي في التوجه والاحتراف، وهذا ما تواصل به كاتبنا الاثير عبدالله الشباط (المولود سنة 1353ه) من خلال مقالته المعنونة ب "عبدالرحمن العبيد رائد الثقافة" – عدد اليوم 14992 بتاريخ 4 رمضان 1435 ه ... - والكل يعرف من هو الاستاذ الاديب عبدالرحمن عبدالكريم العبيد المولود سنة 1353ه والمتوفى 1432 ه، حيث عمل مديرا لتحرير جريدة اخبار الظهران ومستشارا بالهيئة الملكية بالجبيل وينبع ورئيس النادي الادبي بالمنطقة الشرقية، له من الدواوين الشعرية «في مواكب الفجر» 1404 ه، «يا أمة الحق» 1414 ه، ومن المؤلفات الخاصة به: الادب في الخليج العربي، قبيلة العوازم، الجبيل ماضيها وحاضرها، الموسوعة الجغرافية للمنطقة الشرقية. وتواصلا مع كاتب المقال لنا مع هذا الرجل (العبيد) قصة تسجل في رصيده المعرفي وسجله الثقافي من قبيل ترويجه للأدب وإشاعته للفكرة والرأي. وإليك ما نريد ذكره: أبان وجودنا في أحد اقاليم نجد وهي محافظة شقراء والتي تبعد عن الرياض بنحو 180 كم شمال غرب، قلت لنفسي اتفاقا مع ما جال في خاطري: لماذا النادي الادبي للمنطقة الشرقية وكان رئيسه آنذاك عبدالرحمن العبيد، وأطلب منه بعض إصدارات النادي ومؤلفات اخرى تكون لنا دعما في المستقبل؛ وتشجيعا لمواصلة ما نأمل أن نكون فيه من القراءة والكتابة، وحب التواصل مع رواد هذا الفن ورموزه بأي كيفية كانت، و(فعلا) أرسلت رسالة متواضعة أطلب فيها ما ذكرت مع مزيد من الإطراء، وفي الاخير وضعت الاسم وعنوان البريد العام في محافظة شقراء، ولم ألبث غير أيام قليلة حتى أتاني مندوب من البريد ليعلمني بوجود طرد مرسل من المنطقة الشرقية، فعليك التوجه لتسلمه، عندها لم أصدق ما أنا فيه وكنت على شفا حفرة من النسيان والترك. المهم ذهبت الى البريد بشوق يحدوني الى الأمل، وبفخر يزدهي بي نحو الأمنيات على انني لحظة تسلمي للرسالة لا أدري من أين هي. وحين وقوع عيني على ختم النادي فرحت كثيرا وسعدت أكثر، فأسرعت في فتحها، وإذ هي كرتون مليء بالعديد من الكتب الخاصة بإصدارات النادي، تجمع أكثر من كاتب كالأديب خليل الفزيع وحسن السبع. فأنظر الى ما قام به ذلك الأديب (العبيد) من سرعة الإهداء والرسالة المعنوية والسلوكية التي عبرت المنطقة الشرقيةوالرياض، لتستقر في محافظة شقراء حتى اقتنيناها بسهولة.