رحل الأستاذ عبدالرحمن العبيِّد المؤرخ الأديب يوم الاثنين 14/2/1432ه، الموافق 18/1/2011م بعد حياة حافلة بالعطاء، رحل من دنيا الفناء، وترك إنتاجًا ثقافيًّا سيبقى ما بقيت الدنيا، رحل بجسمه وبقي بعلمه، سيعود كل باحث في جغرافية المنطقة الشرقية إلى موسوعته «الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد العربية السعودية» الواقعة في مجلدين. عندما طبع كتابه «الأدب في الخليج العربي عام 1377ه» الذي ترجم فيه لبعض أدباء المنطقة الشرقية والخليج العربي، كان من بين الكتب المخطوطة التي وضعها على غلافه «معجم الخليج العربي»، ولكنه غيّر اسمه فيما بعد إلى «الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد العربية السعودية»، وأصدره عام 1413ه/ 1993م، وحينما أطلق الأستاذ حمد الجاسر دعوته عام 1389ه لتأليف معجم جغرافي للبلاد العربية السعودية حرَّك في نفسه تحقيق أمنيته القديمة، ولكن ظروف تَوْفِِية البحث حقّه من الدراسة جعلته يتأخّر إلى عام 1413ه، وتعد هذه الموسوعة ومعجم «المنطقة الشرقية – البحرين قديمًا» للشيخ حمد الجاسر مصدرين لكل مَن يريد أن يؤرّخ، أو يعرف معلومة عن مواضع المنطقة الشرقية. رأس العبيِّد نادي المنطقة الشرقية الأدبي عند تأسيسه عام 1410ه، وقضى 15 عامًا رئيسًا له، وكان شعلة من النشاط الثقافي، ودعا إلى المحاضرة فيه عددًا من مثقفي المملكة من كل المناطق، وقد دُعيت أكثر من مرة للمشاركة في نشاطاته، وهو واحد ممّن أسسوا للحركة الصحافية في المنطقة الشرقية، فكانت له الريادة في التاريخ الأدبي والجغرافي والصحافي والتاريخي والأنساب. وُلد في الجبيل عام 1353ه، (1933م) وكتب عنها كتابه «الجبيل: ماضيها وحاضرها»، وطبع عام 1404ه ضمن سلسلة كتب «هذه بلادنا» التي كانت تصدرها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وله في التاريخ «تاريخ شرقي الجزيرة العربية»، و«الملاحة في المملكة العربية السعودية ووسائل تنميتها»، وفي الأنساب «قبيلة العوازم: أصولها ومجتمعها وديارها»، في جزءين طُبعا في بيروت عام 1391ه. وفي الإنتاج الشعري له دواوين «في موكب الفجر»، و«يا أمة الحق»، و«من فيض الحب»، وقد حضر عددًا من الندوات الثقافية في الرياض، وأنشد فيها بعض قصائده التي كانت تعبّر عن أحاسيس أمته، وقد نشر شعره في الصحف الصادرة في المنطقة الشرقية كأخبار الظهران، والإشعاع، والخليج العربي، وهو قد عمل مديرًا لتحرير أخبار الظهران، وكان عضوًا عاملاً في رابطة الأدب الإسلامي العالمية. نصف قرن من الزمان قضاها الفقيد حافلة بالنشاط الثقافي والأدبي والصحافي، وكان يتمتع بدماثة الخلق فكان أديبًا في نفسه ودرسه، وبوفاته فقدت بلادنا عَلَمًا من أعلام ثقافتها، وترك إنتاجًا ثقافيًّا سيكون هو عمره الثاني، رحمه الله رحمة الأبرار.