ودّع الوسط الثقافي في المنطقة الشرقية الأديب عبدالرحمن العبيد، الذي ووري الثرى، أمس، في الدمام، عن عمريبلغ 85 عاماً. وعرف الفقيد بشغفه بالعلوم الأدبية والاجتماعية، وترك وراءه أكثر من أربعة كتب ودواوين شعر، فيما تولى رئاسة «نادي المنطقة الشرقية الأدبي» نحو 16 عاماً، ويعد أحد مؤسسيه. ووصف محمد عبدالرحمن العبيد، الابن البكر للفقيد، والده ب «الأب والأخ والصديق»، مضيفاً أنه كان «عميد العائلة، الذي يقصده الجميع في أمورهم الشخصية والعامة، وكان لا يتوانى عن فعل الخير». وفقد العبيد قبل أسبوعين أخاه، وذكر ابنه أنه «لم يكن يشكو من علة أو مرض، وكان في صحة جيدة، وفوجئنا بوفاته أمس». وترك الفقيد وراءه أربعة أولاد وأربع بنات، و25 حفيداً. وتولى العبيد منصب رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي 16 عاماً، وكان أحد مؤسسيه، وكان عضواً في مجلس المنطقة الشرقية، و«الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن»، وكان «من مؤسسي النادي»، كما «كتب عنه رسالة دكتوراه عن أدبه وبحوثه». ونشر أول كتاب له قبل 40 عاماً، تحت عنوان «الأدب في الخليج العربي»، ومن مؤلفاته «قبيلة العوازم»، و«أصول المنهج الإسلامي»، إضافة إلى «المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية» في مجلدين، وكان آخر كتاب يؤلفه عن «النادي الأدبي – سيرة ذاتية عن العمل في النادي خلال 16 عاماً». وقال الأديب سعيد عطية أبو عالي ل«الحياة» إن الفقيد كان «عميق الثقافة وواسع المعرفة، وشاعراً مبدعاً، وباحثاً ممتازاً في الجغرافيا»، كما أنه «باحث في الثقافة الإسلامية». وذكر «عرفت الفقيد عند تشكيل النادي الأدبي لأول مرة، في عام 1408ه، وفي ذلك الوقت بدأنا في تأسيس النادي». وأشار إلى أن «الفقيد كان رفيقاً جميلاً وعطوفاً في السفر، وجمعتنا أكثر من سفرة»، مضيفاً أنه «حريص على تنمية الذوق الأدبي، والملاكات الإبداعية، لدى شباب المنطقة»، موضحاً: «ساهم في تخريج قصاصين وشعراء وروائيين، من تحت مظلة النادي». وذكر أن «النادي أصدر في عهد العبيد نحو 85 كتاباً، من دراسات نقدية وشعر ومجموعات قصصية وروايات». وبين أن «الفقيد كان شاعراً، وله عدة دواوين مطبوعة»، مضيفاً أنه «على رغم عدم إكماله التعليم الرسمي، إلا أنه عكف على تعليم ذاته، حتى تمكن من بلوغ المرتبة العالية في الأدب والثقافة».