بصوت يخنقه الألم، وذاكرة تحضر قليلاً وتغيب كثيراً, ناشد المواطن ناصر إبراهيم الدوسري الذي أصبح أسيراً للغرفة رقم 4 بقسم الباطنية في مستشفى محافظة وادي الدواسر، ولاة الأمر ومعالي وزير الصحة التجاوب مع حالته والتوجيه بنقله من مستشفى محافظة وادي الدواسر إلى أحد المراكز المتخصصة بالرياض لعلاجه من المرض الذي أصيب به وبدأ ينتشر في كافة خلايا المخ، الأمر الذي يهدد مستقبل أسرته، التي تضم 13 فرداً، وليس لهم بعد الله سواه. ناصر يمكث في المستشفى ينتظر العلاج (اليوم) ويقول ناصر: «من بين أبنائي طفلان معاقان, لم يغمض لهم جفن منذ دخولي المستشفى وبدأت حالتهم تتدهور»,ناصر الذي كان يتحدث لنا، قبل قليل ويناشد المسؤولين مساعدته، فجأة اندهش لوجودنا وأخذ يسأل من نحن ؟ ومن هم الجالسون معنا في الغرفة، في إشارة إلى أخيه وأحد أبنائه، حيث دخل في مرحلة من اللاوعي، بحسب ما أفادنا به شقيقه محمد الذي قال: كما ترى أخي تحضر ذاكرته قليلا ولا تلبث إلا وتغيب. ويقول محمد شقيقه: إن «شقيقي تعرض لحادث مروري قبل فترة، وقد تم علاجه حينها، وعاد لحياته الطبيعية، وقبل نحو أسبوعين، وبينما هو جالس وسط أهله، أخذ يسألهم من هم ؟ وأين هو؟ مما دعاهم لنقله على وجه السرعة لمستشفى المحافظة الذي يفتقد لطبيب مخ وأعصاب ،حيث تم تنويمه والكشف عليه، وتبين وجود التهاب سحايا بكتيري في المخ، موضحاً «أخي يعاني من القلب والسكر، ويرقد حاليا في مستشفى محافظة وادي الدواسر تحت إشراف أطباء الباطنية بالرغم من عدم التخصص لإفتقاد المستشفى لخدمات طبيب المخ والأعصاب الذي يتمتع بإجازته السنوية، وحالته تنتظر تدخلا سريعا من مركز متخصص حسب رأي مستشفى محافظة وادي الدواسر الذي يفتقد الإمكانات». وتم على ضوء ذلك مخاطبة عدد من المستشفيات الحكومية في الرياض، وصل رد اثنين منها بالرفض، فيما لم ترد البقية»، مضيفاً: «ونظرا لتدهور حالة شقيقي، فرغت نفسي وتعرضت للتعب والإرهاق والخسائر المادية الكثيرة، متنقلا بين الرياض والشرقية للبحث عن علاج لأخي»، موضحاً «تحملت مسؤوليتي تجاه شقيقي ورعاية أبنائه رغم أن حالتي المادية وحالة شقيقي صعبة جدا ،حيث إنني عاطل عن العمل، وأعمل على سيارة أجرة، بينما أخي موظف براتب لايتجاوز 1700 ريال». ويضيف محمد: «استطعت الحصول على موافقة من أحد المستشفيات الخاصة بالرياض، وظننت أن المعاناة انتهت، إلا أن تلك الموافقة قصمت ظهر البعير، حيث طلب مني وضع مبلغ 50,000 ريال تحت الحساب، وأصبحت حياة شقيقي ومستقبل أسرته مرتبطا بتوفر هذا المبلغ, فطلبت تحويله عن طريق المستشفى على نفقة دولتنا حفظها الله، التي لاتألو جهدا في رعاية أبنائها إلا أن مستشفى محافظة وادي الدواسر، ذكر بأنهم لايستطيعون تحويله لمستشفى خاص، ولا يتم ذلك إلا عن طريق طوارئ الشؤون الصحية في منطقة الرياض التي علّقت الموافقة على ذلك برد مجمع الملك سعود الطبي، الذي اشترط الحصول على رد من المجمع سواء بالقبول أو بالرفض»، مضيفاً «وبالرغم من ضيق الحال وبعد المسافة، إلا أنني تحملت ذلك في سبيل إنقاذ حياة شقيقي واتصلت بمجمع الملك سعود الطبي متوسلا إليهم سرعة الرد، سواء بالقبول أو الرفض فما كان منهم إلا قول انتظر حتى يطّلع الدكتور على ملف الحالة». وتابع «حاولت الاتصال بمكتب الطبيب المحال إليه أوراق شقيقي، فأفادوني بأنه في إجازة, وحاولت الاتصال بمدير المجمع، فلم يرد على اتصالاتي، وعاودت الاتصال بمكتب التنسيق فقال لي أترك الدكتور على راحته حتى لايرفض حالة أخيك»، مختتماً حديثه بطرح تساؤل «هل أصبح أمل الناس في الحياة تحت رحمة طبيب أو موظف ؟ متأملا خيرا في إنهاء معاناة شقيقة وإعادة الابتسامة لأطفاله المعاقين الذين ينتظرونه على باب منزلهم من الصباح حتى المساء متى يرجع. ويقول أحد جيران المريض «أسرة ناصر الدوسري في حالة يرثى لها، الأبناء عاطلون عن العمل، والصغار بينهم معاقون، ووالدتهم لا تعلم من تنقذ هل ترافق والدهم المريض ؟ أم تبحث لهم عن الغذاء؟ أم تراعي المعاقين الصغار ؟».