بشر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المواطنين بالميزانية الجديدة، وأصدر مراسيم اعتمادها. وهي ميزانية قياسية جديدة بفضل الله ونعمه على هذه البلاد وقادتها ومواطنيها. وميزانيات المملكة، وكما هي تعليمات خادم الحرمين الشريفين هي ميزانيات عمل وتنمية وإنجاز، وليست أرقاماً مالية مجردة من الروح. ميزانية عطاء جديدة، ويتعين أن يجتهد المسؤولون ويحرصوا على صرفها فيما رصدت له، كما يتوقع المواطنون، وكما هي رغبة خادم الحرمين الشريفين وأوامره الكريمة، بأن خدمة المواطنين والمقيمين وحل مشاكلهم ورفاهيتهم، أمناً وصحة وكرامة، هي من أولى أوليات الحكومة الرشيدة. ويتعين أن تكون هذه الأرقام الضخمة، حافزاً للمسئولين للإخلاص وإنجاز مشروعاتها وأهدافها بدقة وتحلياً بمسئولية الأمانة، ووفاء بذمة المسئول نفسه، وبذمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين اللذين نبها وحذرا وصرحا بأن حقوق المواطنين وتطلعاتهم هي أمانة لدى المسئولين، عليهم الحفاظ عليها وصونها وتلبية آمال المواطنين بأن ترتقي بلادهم إلى الصفوف الأولى في التنمية والعطاء والإنجاز والعمل. إذ يتعين أن تكون الميزانية الضخمة ليست مناسبة لدعة المسئولين واسترخائهم، بقدر ما تكون مناسبة للعمل الكثيف وإنجاز المشروعات وعطاءاتها بكل دقة وسرعة وأمانة، خاصة أن الميزانيات الضخمة تحمل مشروعات ضخمة تحتاج إلى بصيرة وحكمة وتوخي الدقة والحذر والتمحيص في قدرة المقاولين وكفاءة إمكاناتهم لإنجاز المشروعات في وقتها وفي حدود تكاليفها المحددة. ولا بد من أخذ التجربة والعظة من المشروعات التي توقفت وكلفت الدولة أموالاً طائلة تفوق تكاليفها الحقيقية بسبب سوء اختيار المنفذين، أو عشوائية العمل، مما حدا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يتدخل شخصياً لمعرفة سبب تأخر المشروعات التي كان يأمل أن تنجز وأن ينعم المواطنون بخدماتها وثمرات العطاء. والأهم أن يحاول المسئولون تقليص فترة تنفيذ المشروعات بقدر الإمكان ومن دون أن تتأثر جودة التنفيذ، ويمكنهم ذلك من خلال اختيار المنفذين القادرين على إنجاز المشروعات في أوقاتها، خاصة أن لدى الحكومة خبرة واسعة في أحوال المنافسات وقدرات المقاولين والمنفذين. ولم يقصر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وقد رصدت حكومتهما الرشيدة هذه الميزانية الضخمة، وبقي الآن الدور على المنفذين ومسئولي الوزارات كل فيما يخصه، أن ينجزوا مهامهم كما يليق بحرص مسئولين ينتمون إلى هذه الأرض ويلتزمون بتعليمات الإسلام التي تحث على الأمانة والعمل الدؤوب والإنجاز الدقيق للمهام وحفظ ثروات بيت المال الذي توده الحكومة الرشيدة مصدر خير ورفاهية وعطاء للوطن الحبيب ومواطنيه الأعزاء.